قلب فيرونيكا جولياني أذهل الأطباء فاعترفوا بالأعجوبة
عندما شارفت القديسة فيرونيكا جولياني على نهايه حياتها وقد وصلت الى قداسه ارفع بعث لها بعده ملائكه حراس يسهرون عليها لكونها اضحت عرضه لهجومات جهنميه افزع من اى وقت اخر كانت كثيره التعبد وعرفان الجميل للملائكه الحراس حتى انها استحقت ان يكشف الله لها الحقيقه المذهله وعندما ماتت القديسة فيرونيكا جولياني، زحفت المدينة كلّها على قدمٍ وساقٍ نحو الدير. فبكاها كُلّ الشعب منتظراً طيلة الليل فتح باب الكنيسة. فالجميع يُريد البركة الأخيرة من القديسة. الكُل يُريد أن يُقبّلها ويلمس نعشها ليتبارك بها. اندفقت الحشود كبحرٍ هائج، فعمّت الفوضى، ما حَتّم إرجاع الجثمان إلى الداخل.
وكان المطران قد دعا الحاكم تورّجياناي، والرسّام أنجلوتشي، والطبيب بورتيغا، والجرّاح جانتيلي، ورئيس القضاء الأعلى فابري، وكاتب العدل الشرعي العام، ومُرشدي الدير، ووجوه المدينة لمُباشرة تشريح الجُثّة.
وتجدر الإشارة إلى أنّ القديسة جولياني كانت قد رسمت خلال حياتها قلبها محفورة فيه كُلّ أدوات آلام يسوع مع رموز أخرى. وبدافع الفضول، استُخرج القلب، وظهر فيه جرح عميق قد اخترقه من جهة إلى أخرى. جُرح حدث منذ أكثر من ثلاثين سنة وبقي حياً دائماً، داحضاً القوانين العلمية الأحيائية. جُرح موجود من دون أن يلتحم ومن دون أن يتقيّح، وقد فاح منه عطرٌ ولا أطيب، استطاع الشهود أن يتنشّقوه. وبعد التشريح، وما رآه الأطباء في قلب القديسة جولياني، اعترفوا بالأعجوبة.
وعندما تقرّر شَقّ القلب لاكتشاف السرّ القائم فيه، تفاجأ الحاضرون برؤية النسخة الدقيقة التي رسمتها القديسة: فعضلات ترسم الصليب، وإكليل الشوك، والحربة والقصبة مربوطَين معاً، والكتابة، والمطرقة، والمسامير، وعلم المسيح الملك، والشعلتين الرامزتين إلى محبة الله ومحبة القريب، وسيوف العذراء الوجيعة السبعة، والحرف الأوّل لكُل من اسم يسوع ومريم، مع الأحرف الأولى للفضائل الكُبرى التي مارستها.
كما أظهر التشريح حقائق أخرى مثل تقوّس الكتف تحت ثقل الصليب، كما رأوا على اللحم ندبات كثيرة من آثار جروحات تركتها الكمّاشة، فضلاً عن أدوات تكفير أخرى.
حسب تقليد الكبوشيات، كان لا بُدّ من وضع القلب، والجسد، ومحضر التشريح، في تابوت من خشب أبيض، إلاّ أنّها وُضعت في تابوت من خشب السنديان، ثم في مقبرة الدير الداخلية. وفي 4 آذار/مارس 1728، أخرج المطران كوديبو هذه البقايا ليضعها في قبو تحت خورس الكنيسة. والآن ترتاح هذه البقايا في قفص غني تحت المذبح الكبير، لتُعرض في أيام الأعياد ليكرّمها الشعب.
القديسة جولياني، مثال القديسة التي أحبّت يسوع حُباّ يفوق كُلّ خيال، فحملت معه الصليب، واحتملت آلاماً مُبرحة لتُشاركه في آلامه، لتكن شفاعتها معنا أجمعين.