على أن الأمر قد يكون مرده إلى صورة أخرى هي أن اليأس قد يطول حتى لا يلتفت الإنسان إلى إنسان أو ملاك مهما كان صديقًا أو رحيمًا، ولم يعد له رجاء في آخر غير الله، لقد إنحنى الشاعر هوتيمن على الأبطال المتعثرين في الطريق وهو يقول : هناك الأغاني الكافية للناجحين، والذين لمعت أسماؤهم أمام العيون، ولكني أريد أن أغني للمصدوم والساقط، الذي لم يبلغ حظه أو ينته إلى مناه، وهو عند الشاعر يستحق أن نقف لنبكي معه حظه العاثر وصدمته القاسية، وما أكثر الذين يبلغون بيت حسدا بعد الجهد النبيل، والصبر القاسي، ليصرخوا الصرخة المؤلمة القاسية لقد بذلت أكثر مما في طوق الإنسان، وها أنا مقطوع الأمل في النجاح لأنه ليس لي إنسان أو ملاك!!..
لست أعلم بأيه صورة نطق مريض بيت حسدا بقوله للسيد المسيح، ولكني أود لو أن موسيقيًا حول كلماته إلى لحن بكل ما يشتمل عليه اللحن من الحزن والمرارة والتعاسة والبكاء.