الحشمة الكاذبة
إن الخطيئة أشعلت الغرائز وأعطتها الحدة والجموح.. كما أثرت في القلب والفكر فحرمتهما نقاوتهما الأولى كما سلبت من العينين طهارتهما وبساطتهما فسرعان ما لجأ الإنسان إلى تغطية جسده بأوراق التين وكان يظن أن هذا سوف يستر على خطيئته ويغطى على إثمه ولم يعلم أنه يحيا في حضرة الذي كل شيء عريان ومكشوف أمام عينيه (عب 4: 13).. وهذه التغطية التي يصنعها الإنسان لجسده دون الرجوع لله نسميها "الحشمة الكاذبة".
إذ أن ما حدث مع آدم وحواء يتكرر معنا باستمرار... عندما يغطى إنسان جسده بينما القلب والفكر مشتعلان بالشهوات وينفضح هذا الأمر في السلوك الخارجي مثل طريقة المشي والحديث والنظرات والملامسات وهكذا قد يظن الإنسان أنه وجد حلًا لمشكلة عريه وكأنه يغطى جسده كله بأوراق التين ولكن الله لا يسر بهذا الغطاء... لأنه فاحص القلوب ولا ينظر إلى الخارج فقط ولكنه يطلب القلب أولًا... "يا أبني أعطني قلبك" (أم 23: 26)... ومن هنا نجد أن الله يتدخل بذاته الإلهية وألبس آدم وحواء لباسًا من الجلد ستر به عورتهما ليسترهما تمامًا ويحفظ كرامتهما (تك 3: 21).
ولان العرى فضيحة وخزي وعار لا يُحتمل جعل الله يتدخل ليسترهما فمن هذا المنطلق نرى أن العرى هو رفض لتدخل الله وإصرار على اعتبار أن الله غائب بل أن العرى هو تحدِ للخالق الذي ستر عرى آدم وحواء وألبسهما ولعل هنا نكون بدأنا نفهم إجابة السؤال لماذا نلبس؟؟
نلبس فنطلب ستر الجسد باللباس... اعترافًا وخضوعًا بما عملته الخطيئة في الإنسان وتمجيدًا للخالق الذي ألبسنا ليستر عُرينا.. ليحفظ لنا كرامة أجسادنا ويعطيها جمالًا ووقارًا ولا ننسى أن ربنا ومخلصنا يسوع المسيح علق على الصليب عريانًا ليذكرنا أنه أزال عنا عارنا وفضيحتنا ويعطينا أن نكتسي بثوب بره وطهارته فنحيا في نقاوة وكرامة.