الصوم أخمد أجيج النار سد أفواه الأسود (عب11:33)الصوم يرفع الصلاة إلى السماء و كأنه يعطيها أجنحة تحولها الطيران إلى فوق الصوم يعمر البيوت يعني بالصحة كأم هو مرب للشباب و مزين للمتقدمين بالعمر مرافق حسن للمسافرين و ضمانة لكل من يساكنه لا يشك الرجل بإمرأته عندما يراها تصوم كما لا تغار المرأة من رجلها عندما تراه يصوم بانتظام
في العهد الجديد
من الذي أراح العازر في أحضان ابراهيم أليس هو الصوم حياة القديس يوحنا السابق كانت صوماً مستمراً لم يكن له سرير و لا مائدة طعام لا أرض مفلوحة و لا حيوان يعلفه لا قمح لا رداء لا شيء مما تحتاجه الحياة الحاضرة لذلك لم يوجد بين الناس أعظم من يوحنا المعمدان و الصوم هو الذي رفع بولس الرسول إلى السماء الثالثة يأتي على ذكرها في تعداد أحزانه و الافتخار بها و على رأس ما أتيت على ذكره الآن يأتي مثال ربنا يسوع المسيح نفسه الذي عن طريق الصوم حافظ على الجسد الذي اتخذه من أجل خلاصنا بالصوم رد عنه هجمات الشيطان معلناً ابانا هذه الطريقة أن نهيئ أنفسنا و ندربها من اجل مواجهة التجارب
لقد أخلى الرب ذاته و تنازل مقدماً هكذا فرصة لقاء مع الشيطان و محاربته فإنه لم يكن بمقدور العدو أن يقترب عن طريق أخرى من السيد بما أنه إله لو لم يتنازل إلى مصاف البشر مخلياً ذاته آخذاً صورة عبد و قد تناول طعاماً حتى بعد القيامة لكي يثبت بهذه الطريقة أن جسده القائم له طبيعة مادية أما أنت الذي تحشو بطنك بالمأكل ألا تلاحظ رخاوتك من جراء ذلك ألا تفوه بكلمة عندما ذهنك يجف بسبب فقدان الأقوال المحيية الخلاصية المغذية إيانا ألم تجهل أن من يتخذ حليفاً ينجح في التغلب على العدو ؟ هكذا فإن من الذي يضيف على جسده شحماً يقاوم الروح كما أن الذي يجعل الروح حليفاً مساعداً يسيطر على جسده لأن الروح يناهض الجسد حتى أنك اذا أردت أن تقوي ذهنك لجأت إلى الصوم من أجل اخضاع جسدك هذا ما يتفق مع كلام الرسول بولس الذي يقول : إن كان إنساننا الخارجي يفنى فالداخلي يتجدد يوماً فيوماً و أيضاً : حينما أنا ضعيف فحينئذ أنا قوي فحسنات الصوم لا تعد فالصوم سلاح أمام جنود الشياطين ( لأن هذا الجنس لا يخرج إلا بالصوم و الصلاة ) أما نتيجة الشراهة فهي الهلاك لأن التمتع بالمأكل و السكر و ما إليها تجر مباشرة كل نوع من أنواع الخلاعة التي تليق فقط بالبهائم فالسكر يولد في النفس حب التمتع بالملذات الجسدية بينما الصوم يساعد على العيش بعفة و طهارة
أما الصوم الحقيقي فهو الابتعاد عن كل شر الحد من كل عمل ظالم الابتعاد عن كل ما يحزن الآخر بل إعالته في كل ما يحتاج إليه الابتعاد عن السكر و ليس شرب الخمر فحسب بل الغضب أيضاً لأن الغضب هو سكر للنفس لأنه يخرج الإنسان من صوابه و الحزن أيضاً نوع من أنواع السكر لأنه يظلم الفكر و الخوف أيضاً نوع آخر عندما لا يبرر مصدره لذلك يقول المزمور نج نفسي من خوف العدو و بصورة عامة الأهواء النفسية المختلفة التي تسبب اضطراباً لذهن يمكن اعتبارها نوعا من السكر
فالصوم يولد أنبياء يجعل المشرعين حكماء هو كنز صالح للنفس هو سلاح للمجاهدين و رياضة للمتبارين امين
+++
القديس باسيليوس الكبير
27 - 02 - 2017, 10:52 AM
رد: فضائل الصوم
العرض العادي
