رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تواعدان، يلتقيان ويسيران بخطً واحدة طوال النهار والليل، يحلمان على شاطئ الأحلام ساعة الغروب وضفائر الشمس المحناة تلوح هنا وهناك. يذرف أحدهما الدمع ويجزره الآخر: ((مابالك، توقف عن البكاء. فأنا أكره دمعك، ضعفك، انسحاقك، توقف مابالك؟؟)) يسكن الصمت بينهما ولا تسمع إلاّ أنين يخرج بحرقة من صدر مكتوم ودموع تشق طريقها بحرقة لتترك ممراً على الوجنتين الناعمتين... تأتي خيوط الليل لتجعل ملامحهما غير واضحة، يبتعدان عن بعضهما ليغمضا عينيهما ولا يعودا للقاء إلاّ من حين لآخر. في عشية ليلة عادية الملامح يجلس الحزين والدمع يترقرق في عينيه من جديد: " تَعِبُ أنا من استياءاتي، ذكرياتي من أوجاعي. تَعِب أنا من قلبي، أحاسيسي ومن أحشائي... أريد أن أُجمدها، أنزعها أو حتى أقتلها". جاء صوت قاس الملامح يعبر عن غضب صاحبه: مابالك تبكي كالأرامل وتندب سنينك وأيامك كاللذين لاحول لهم ولاقوة، مابالك تئن صباحاً ومساءً. مابالك يا أنا لم أعد أريدك... ولم أكن في يوم من الأيام أريدك. تلقاني كل صباح وتنام على وسادتي في الليل، أراك في مرآتي داخل ملابسي في كل حياتي... لاأريدك بعد اليوم. ارحل... سأقتلك بيدي هاتين... سأتخلص منك سأقتلك. "لماذا لا تحبني؟؟ لماذا تريد قتلي والتخلص مني؟؟ هل لأني ضعفك الذي لاتستطيع تحمّله أم عجزك الذي يقودك للتواضع وتقبل الألم أم لإني نعمتك التي تقودك للتغير ألست أنا غضبك الذي لاتنطق به بل تبكيه في داخلك؟؟ ألست أنا ألمك واحساسك الذين تزجرهما فيتلوعان كل صباح وليل؟؟ ألست أنا أنت، وأنت أنا. أحبني فأنا أحيى بحبك... ربت على كتفي فيديك تعيد لي الأمل وتشجعني على المضي في الحياة.. قل لي كلمة شكر تشجيع أو حتى كلمة حب أو امتنان أو حتى أي كلمة عذبة وبسيطة من قاموسك الغريب"... كيف أحبك وأقبلك وأنت ضعيف تعيق حياتي بوهنك وبألمك؟ كيف أربت عليك وأنت لا تمثل لي سوى صورة أكرهها عن نفسي وأتمنى أن تتمزق وتضيع؟ كيف أشجعك وأنا أتمنى كل صباح أن أستيقظ لأراك ميت على وسادتي؟ كيف؟؟ كيف؟؟ انتهى الحوار القاسي وبات الإثنان على الوسادة وسط دموع ساخنة وألم شديد. وهاهو الصباح ولكن لم يستيقظا.. جاء وقت الظهيرة ولم يتحركا او يلفظا كلمة واحدة. اسكَن صمتُ الليلِ غرفتهما، كأم تحاول اسكان الهدوء غرفة رضيعها لئلا يستيقظ. وفي صباح اليوم التالي قرات نعي مؤلم: مات شاب لم يكمل عقده الثاني في الحياة إثرانفصاله الحاد عن نفسه، وإثر نوبات هيستيرية من الصراخ الشديد دون أمل له في النجاة. لم يقف بجانبه أحد ولم يساعده أحد. تُرك في البيت لسنين وحيد بعد أن غادرته عائلته لمعاناته الشديدة بإنفصام الشخصية. البقاء لله وحده ولكل من له صديق، مُعين، وحبيب يقف بجانبه، يسانده ويسير معه في الطريق. |
08 - 02 - 2017, 03:03 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
|
رد: اللقاء الأخير
ميرسى ربنا يبارك تعب محبتك
|
||||
08 - 02 - 2017, 03:05 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: اللقاء الأخير
مشاركة جميلة جدا ربنا يبارك حياتك |
||||
08 - 02 - 2017, 08:33 PM | رقم المشاركة : ( 4 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
|
رد: اللقاء الأخير
ميرسى كتير على مروركم الغالى
|
||||
09 - 02 - 2017, 01:21 PM | رقم المشاركة : ( 5 ) | ||||
..::| VIP |::..
|
رد: اللقاء الأخير
دائماً مُشاركاتَكْ رائْعة
موضوعك مُمَيز ربنا يبارك خدمتك |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
اللقاء الأخير مع رئيس الملائكة |
تفاصيل اللقاء الأخير بين هيثم أحمد زكي وأخيه |
اللقاء الأخير لـ فيلان شقيقان في الهند |
مرتضى منصور يكشف عن اللقاء الأخير لفيريرا |
المقال الأخير للحسيني أبوضيف قبل إصابته |