لماذا أراد الله أن يأتي إلى الأرض ،
ألم يستطع أن يساعدنا من فوق؟
في إحدى الأيام ، جلس شاب كندي يفكّر بيسوع ، لماذا أراد أن يأتي إلى الأرض ، ألم يستطع أن يخلّصنا من فوق؟ لم يستطع الوصول إلى قناعة توضح له هذا الأمر ...
وفي الخريف ، وبينما كان جالساً في منزله ، رأى مجموعة من البطّ في حديقة منزله ، فتساءل لماذا لم تسافر هذه الطيور بعد إلى الجنوب ، ففي هذا الوقت من السنة يهاجر البط جنوباً نحو المناطق الأكثر دفئاً احتار بأمره ، وفي متابعته نشرة الأحوال الجويّة ، عرف أنّ عاصفة ثلجية تضرب كندا وتنحسر بعد عدة أيام ، ففهم عندها أنّ هذه الطيور ستبقى في حديقة منزله إلى أن يصحو الطقس فتسافر من جديد . فقال ، ليتني استطيع إيواءها في موقف السيارات الخاص بي لوقت انحسار العاصفة ، فأطعمها وتشعر بدفء المكان . باءت كل محاولاته بالفشل ، ففي كل مرّة حاول فيها إدخال هذه الطيور ، كانت تهرب منه ، ومن ثم تعود إلى الحديقة . وبعد أن فقد الأمل ، نظر إلى السماء وصرخ ، ليتني أستطيع التكلّم بلغة هذه الطيور لأفهمها أني أريد مساعدتها .
فجأة ، اتضح له لماذا اختار الله أن يصبح بشراً ، وأن يصبح واحداً مثلنا. جاء ليشاركنا آلامنا وأوجاعنا . جاء عرياناً ، فقيراً ، ضعيفاً ، جائعاً ، متألماً . عانى السخرية والرفض والموت . جاء ليكون مثلنا . جاء ليعلمنا كيف نعيش الحياة الأصيلة ، إلى أقصى حد ، في خضم التجارب والمحن . جاء ليظهر لنا أنّ الحياة البشرية هي حياة فاضلة ، وأن هذا يقود إلى السعادة .
في أديان العالم ، وسيما الملحدة منها ، أصبح الإنسان إلهاً . في المسيح ، الله أصبح بشراً ، الخلود أصبح زائلاً ، ألروح أصبح جسداً ، وجاءت السماء إلى الأرض . في هذا السر نجد الإجابة أن نكون بشراً ، تماماً ، بشراً ...