ثانيًا: في العهد الجديد:
كان الرومان مولعين بالتنظيم، وكان في روما سجل قومي بالأشخاص الصالحين للتجنيد، منذ الأيام الباكرة للموك شبه الأسطوريين. وقد ورث القناصل هذه العادة عند قيام الجمهورية وثمة سجلات بذلك ترجع إلى 443 ق. م. ولكن يبدو أن ذلك لم يكن يتم بصورة منتظمة، ولكنها انتظمت في عهد أوغسطس قيصر حيث كان يجري الاكتتاب في كل أجزاء الامبراطورية، باستثناء الإيطاليين الذين كانوا يعفون من التجنيد والضرائب، ولذلك لم يكن التعداد يمتد إلى ايطاليا.
(1) التعداد الأول: يقول لوقا البشير عن ولادة المسيح: "وفي تلك الأيام صدر أمر من أوغسطس قيصر بأن يكتتب كل المسكونة، وهذا الاكتتاب الأول جرى إذ كان كيرينيوس والى سورية. فذهب الجميع ليكتتبوا، كل واحد إلى مدينته" (لو2:1- 3) ويبدو ان هذا الاكتتاب هو الذي تم فيما بين 7-4 ق. م. لأنه تم ببطء بسبب مقاومة هيرودس. (الرجا الرجوع إلى مادة "أزمنة العهد الجديد" في موضعها من حرف " الزاي " لمعرفة ما يدور حول توقيت هذا الاكتتاب من أراء). وقد اكتشفت في صعيد مصر بردية ترجع إلى 104 م، يأمر فيها الوالي "غايس فبيوس" (Gaius Vibius) أنه بمناسبة اقتراب الاكتتاب، يلزم جميع المواطنين المقيمين -لأي سبب من الأسباب– خارج مواطنهم الأصلية، أن يستعدوا للرجوع إلى بلادهم لكى يكتتبوا مع عائلاتهم.." (البردية باليونانية ومحفوظة في المتحف البريطاني بلندن".
التعداد الثانى: يذكر في سفر أعمال الرسل أن عمالائيل معلم الناموس قال في دفاعه عن الرسل: "بعد هذا قام يهوذا الجليلى في أيام الاكتتاب وأفراع وراءه شعبًا غفيرًا" (أع 5:37). وقد حدث هذا الاكتتاب في سنة 6 م. وارتبط هذا الاكتتاب بجعل اليهودية خاضعة للوالي الرومانى في سورية -وكان ذلك في عهد سلبسيوس كيرينيوس) مما استلزم اجراء تعداد لتقدير الجزية الواجب توريدها للخزانة الامبراطورية. وكانت فكرة دفع اليهود للجزية لحكومة " وثنية " أمرًا بغيضًا، فقام يهوذا الجليلي ومعه حزب الغيورين (الذين يبدو أن هذا كان منشأهم) بالثورة التي انتهت بالقضاء عليهم كما ذكر غمالائيل.