- · إجابات الأب نيقولا عن الأسئلة
(…) جاء في الكتاب المقدّس أنّ موسى لم يستطع أن يرى وجه الله – اللّفظة اليونانيّة (Prosopon) يمكن أن تُتَرجَم أيضًا بلفظة “شخص”.[8] في العهد القديم، عَرفنا ما هو الله، وفي العهد الجديد، عرفنا مَن هو الله.
(…) أن نوجَد هو ألاّ نكون مَعنيّين أبدًا بما يُحيط بنا، وألاّ نقيم أيّ علاقة حقيقيّة مع ما هو حولَنا. أمّا الله، فهو عكس ذلك تمامًا. هو مَعنيٌّ بخليقته كلّيًّا، يتعهّدها تعهّدًا كاملاً. وهنا أجيب عن السّؤال بسؤال كثيرًا ما طُرِحَ عليّ: “الله حرٌّ، ولكن، هل يمكن لمَن يُحبّ أن يكون حرًّا”؟ عندئذٍ، أخبرُهم بما يلي: منذ أن خلق الله آدم، صار آدم حياة الله. والمسيح أظهر لنا ذلك على الصّليب. الكينونة إذًا، هي الدّخول في شركة مع الآخَر، ومن دون هذه الشَّرِكة، لا يبقى إلاّ الوجود البحت. فمن دون المشاركة والالتزام والتّواصل ليس من كينونة، بل وجود فحسب. وهذا ما نراه اليوم في عالمنا المعاصر، حيث النّاس باتوا مجرّد وجود، وأمسَوا مُنعَزِلين متفرّدين تمامًا، أي منفصلين إلى أقصى درجة أَحَدُهم عن الآخر. لهذا يتفاقَمُ الألم في العالَم المُعاصِر. يقول القديس سلوان إنّنا نتألّم لأنّنا لا نعرف أن نحبّ أخانا.