رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
"إنْ لم يَكُنِ المَسيحُ قد قامَ، فباطِلٌ إيمانُكُمْ. أنتُمْ بَعدُ فى خطاياكُمْ!" (1كو 17:15). لاشك أن القيامة هى عقيدة جوهرية فى المسيحية، فبدونها لا يكون الإيمان المسيحى، ولا الخلاص الإنسانى، ولا الخلود الأبدى ممكناً. إذ يقول الرسول بولس فى كورنثوس الأولى: "إنْ لم يَكُنِ المَسيحُ قد قامَ، فباطِلَةٌ كِرازَتُنا وباطِلٌ أيضًا إيمانُكُمْ" (1كو 14:15). تصور لو أن الله الكلمة اتخذ ناسوتاً، وظهر لنا فى شكل إنسان، وبدأ يعلمنا تعاليم جيدة، ثم اضطهده اليهود، ومات، ولكنه - وحاشا لله - لم يقم!! لو حدث هذا، لكان دليلاً أن السيد المسيح هو إنسان عادى (ابتلعه الموت كباقى القديسين البشر)، بل أكثر من ذلك يكون هذا دليلاً أنه أمسكته الخطيئة، كما أمسكت بباقى الأنبياء والقديسين والمؤمنين، الذين ولدوا بالخطية الجدية، وماتوا وذهبت أرواحهم إلى الجحيم انتظاراً للفداء، بل ولأصاب الجسد التحلل الذى يصيب أجسادنا جميعاً، لأنه جسد الخطيئة المحتاج أن يقوم بجسد نورانى فى اليوم الأخير. حاشا للسيد المسيح ذلك، فهو الذى ولد بدون زرع بشر، وبغير خطية وحده، ولهذا لم يستطع الموت أن يمسكه، ولا رأى جسده فساداً، بل قام من الأموات: بقوته الذاتية فهو الإله المتسجد. وبجسد نورانى روحانى سمائى ممجد. وقام ولم يمت، ولن يموت إلى الأبد. وبسبب أنه الإله المتجسد، كان قـادراً علـى فدائنا، إذ "حَمَلَ هو نَفسُهُ خطايانا فى جَسَدِهِ علَى الخَشَبَةِ" (1بط 24:2)، "فوَجَدَ فِداءً أبديًّا" (عب 12:9). فاتحاد اللاهوت بالناسوت جعله قادراً أن يرفع عنا آثار الخطيئة الأصلية والخطايا الفعلية، فلقد كانت أهم نتائج السقوط هى: 1- حكم الموت : الذى اجتاز علينا من آدم إلى كل الأجيال التالية. 2- وفساد الطبيعة : التى تلوثت بسبب الخطيئة فورثناها كلنا. السيد المسيح، استطاع بلاهوته المتحد بناسوته، أن يقوم بعملين جليلين أساسيين لإيماننا المسيحى: 1- رفع عنا حكم الموت : حينما حمل خطايا فى جسده علـى الخشبـة، ومات من أجل خطايانا، موفياً الديـن، وحامـلاً العقوبة، كما علّمنا القديس أثناسيوس الرسولى، حين قال: "الكلمة.. إذ قدم للموت ذلك الجسد الذى أخذه لنفسه، كمحرقة وذبيحة خالية من كل شائبة، فقد رفع حكم الموت فوراً عن جميع مَنْ ناب عنهم، إذ قدم عوضاً عنهم جسداً مماثلاً لأجسادهم" (فصل 9 فقرة 1). "ولأن كلمة الله متعالٍ فوق الكل، فقد لاق به بطبيعة الحال أن يوفى الدين بموته، وذلك بتقديم هيكله وآنيته البشرية لأجل حياة الجميع" (فصل 9 فقرة 2). "لأنه بذبيحة جسده وضع حداً لحكم الموت، الذى كان قائماً ضدنا، ووضع لنا بداية جديدة للحياة، برجاء القيامة من الأموات، الذى أعطاه لنا.. لأنه إن كان بإنسان قد ساد الموت على البشر، لهذا السبب أيضاً بطل الموت، وتمت قيامة الحياة، بتأنس كلمة الله" (فصل 10 فقرة 6،5). "ولكن لما كان ضرورياً أيضاً وفاء الدين المستحق على الجميع.. إذ كان الجميع مستحقين الموت.. أتى المسيح بيننا.. وبعد تقديم البراهين الكثيرة عن لاهوته بواسطة أعماله، قدم ذبيحة نفسه أيضاً عن الجميع. إذ سلم هيكله للموت عوضاً عن الجميع" (فصل 20 فقرة 2) بل وكما علمنا الكتاب المقدس: "كأنَّما بإنسانٍ واحِدٍ دَخَلَتِ الخَطيَّةُ إلَى العالَمِ، وبالخَطيَّةِ الموتُ، وهكذا اجتازَ الموتُ إلَى جميعِ الناسِ، إذ أخطأَ الجميعُ... لأنَّهُ كما بمَعصيَةِ الإنسانِ الواحِدِ جُعِلَ الكَثيرونَ خُطاةً، هكذا أيضًا بإطاعَةِ الواحِدِ سيُجعَلُ الكَثيرونَ أبرارًا..." (رو 12:5-21). "الذى حَمَلَ هو نَفسُهُ خطايانا فى جَسَدِهِ علَى الخَشَبَةِ، لكَىْ نَموتَ عن الخطايا فنَحيا للبِر. الذى بجَلدَتِهِ شُفيتُمْ" (1بط 24:2 وهكذا "أُسلِمَ مِنْ أجلِ خطايانا وأُقيمَ لأجلِ تبريرِنا" (رو 25:4).. أى أنه حمل العقوبة فداءً لنا، وكفَّر عن خطايانا (cover) أى أنه "سترها" بدمه الكريم، فنحن "لسنا أبرياء"، بل محكوم علينا بالموت، ولكننا بدمه الكريم صرنا "مبررين"، حين حمل العقوبة بدلاً منا، كما يقول معلمنا بولس فى رسالة إلى رومية: "مُتَبَرّرينَ مَجّانًا بنِعمَتِهِ بالفِداءِ" (رو 24:3). ويشرح معلمنا بولس تبريرنا هذا بأسلوب رائع، فى نفس رسالته إلى رومية فيقول: إن الأمم أخطأوا (رو 1) : "لأنَّ غَضَبَ اللهِ مُعلَنٌ مِنَ السماءِ علَى جميعِ فُجورِ الناسِ وإثمِهِمِ... مَملوئينَ مِنْ كُل إثمٍ وزِنًا وشَر وطَمَعٍ وخُبثٍ، مَشحونينَ حَسَدًا وقَتلاً وخِصامًا..." (رو 18:1-32). واليهود أخطأوا (رو 2) : "... هوذا أنتَ تُسَمَّى يَهوديًّا... أنتَ إذًا الذى تُعَلِّمُ غَيرَكَ، ألستَ تُعَلِّمُ نَفسَكَ؟ الذى تكرِزُ: أنْ لا يُسرَقَ، أتسرِقُ؟ الذى تقولُ: أنْ لا يُزنَى، أتزنى؟ الذى تستَكرِهُ الأوثانَ، أتسرِقُ الهَياكِلَ؟ الذى تفتَخِرُ بالنّاموسِ، أبِتَعَدى النّاموسِ تُهينُ اللهَ؟ لأنَّ اسمَ اللهِ يُجَدَّفُ علَيهِ بسَبَبِكُمْ بَينَ الأُمَمِ، كما هو مَكتوبٌ..." (رو 12:2-29). والجميع أخطأوا (رو 3) : "ليس بارٌّ ولا واحِدٌ. ليس مَنْ يَفهَمُ. ليس مَنْ يَطلُبُ اللهَ. الجميعُ زاغوا وفَسَدوا مَعًا. ليس مَنْ يَعمَلُ صَلاحًا ليس ولا واحِدٌ..." (رو 10:3-19). ولهذا تدخل الله، وبررنا بدمه (رو 3) : "... مُتَبَرّرينَ مَجّانًا بنِعمَتِهِ بالفِداءِ الذى بيَسوعَ المَسيحِ... لإظهارِ بِرّهِ فى الزَّمانِ الحاضِرِ، ليكونَ بارًّا ويُبَرّرَ مَنْ هو مِنَ الإيمانِ بيَسوعَ..." (رو 21:3-31). وهكذا صار كفارة لخطايانا، كما يقول الكتاب : - "إنْ أخطأَ أحَدٌ فلنا شَفيعٌ عِندَ الآبِ، يَسوعُ المَسيحُ البارُّ. وهو كفّارَةٌ لخطايانا. ليس لخطايانا فقط، بل لخطايا كُل العالَمِ أيضًا" (1يو 2،1:2). - "الذى قَدَّمَهُ اللهُ كفّارَةً بالإيمانِ بدَمِهِ، لإظهارِ بِرّهِ، مِنْ أجلِ الصَّفحِ عن الخطايا السّالِفَةِ بإمهالِ اللهِ" (رو 25:3). - "فى هذا هى المَحَبَّةُ: ليس أنَّنا نَحنُ أحبَبنا اللهَ، بل أنَّهُ هو أحَبَّنا، وأرسَلَ ابنَهُ كفّارَةً لخطايانا" (1يو 10:4). 2- جدّد طبيعتنا مرة أخرى : وذلك بفعل دمه الطاهر وعمل روحه القدوس إذ يوجد لنا الكتاب مفاعيل الدم الإلهى فيما يلى: أ- دم المسيح يغفر لنا خطايانا : "بدونِ سفكِ دَمٍ لا تحصُلُ مَغفِرَةٌ" (عب 22:9)، "الذى لنا فيهِ الفِداءُ، بدَمِهِ غُفرانُ الخطايا" (كو 14:1). ب- ويطهرنا من آثامنا : "دَمُ يَسوعَ المَسيحِ ابنِهِ يُطَهرُنا مِنْ كُل خَطيَّةٍ" (1يو 7:1). ج- ويقدسنا له كاوانً مخصصة لسكناه : "يَسوعُ...، لكَىْ يُقَدِّسَ الشَّعبَ بدَمِ نَفسِهِ، تألَّمَ خارِجَ البابِ" (عب 12:13). والتقديس هنا هو التخصيص والملكية. د- ويثبتنا فيه : "مَنْ يأكُلْ جَسَدى ويَشرَبْ دَمى يَثبُتْ فىَّ وأنا فيهِ" (يو 56:6). ه- ويمنحنا حياة أبدية : "مَنْ يأكُلُ جَسَدى ويَشرَبُ دَمى فلهُ حياةٌ أبديَّةٌ، وأنا أُقيمُهُ فى اليومِ الأخيرِ" (يو 54:6). لهذا فالإيمان بالمسيح الفادى القائم من الأموات, هو أساس إيماننا كما يقول الكتاب, وهذه بعض الأمثلة: 1- فى حديث الرب مع نيقوديموس : قال له الرب: "إنْ كانَ أحَدٌ لا يولَدُ مِنْ فوقُ لا يَقدِرُ أنْ يَرَى ملكوتَ اللهِ" (يو 3:3). وهكذا رسم لنا الرب الإيمان بالإله المتجسد الفادى طريقاً للملكوت, وأوضح أن الإيمان ضرورى للمعمودية, والمعمودية ضرورية للخلاص. 2- وفى كرازة فيلبس للوزير الحبشى : لمّا "أقبَلا علَى ماءٍ، فقالَ الخَصىُّ: هوذا ماءٌ. ماذا يَمنَعُ أنْ أعتَمِدَ؟". فقالَ فيلُبُّسُ: إنْ كُنتَ تؤمِنُ مِنْ كُلّ قَلبِكَ يَجوزُ. فأجابَ وقالَ: أنا أومِنُ أنَّ يَسوعَ المَسيحَ هو ابنُ اللهِ..." (أع 36:8-38). 3- وفى قصة سجان فيلبى : قال مُعلمنا بولس للرجل: "آمِنْ بِالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَتَخْلُصَ أَنْتَ وَأَهْلُ بَيْتِكَ. وَكَلَّمَاهُ وَجَمِيعَ مَنْ فِى بَيْتِهِ بِكَلِمَةِ الرَّبِّ. فَأَخَذَهُمَا فِى تِلْكَ السَّاعَةِ مِنَ اللَّيْلِ وَغَسَّلَهُمَا مِنَ الْجِرَاحَاتِ وَاعْتَمَدَ فِى الْحَالِ هُوَ وَالَّذِينَ لَهُ أَجْمَعُونَ... وَتَهَلَّلَ مَعَ جَمِيعِ بَيْتِهِ إِذْ كَانَ قَدْ آمَنَ بِاللَّهِ" (أع 31:16-34).. (هنا إيمان ومعمودية، للجميع حتى الأطفال). 4- وآيات الإيمان لا حصر لها : "الإيمانُ بالخَبَرِ، والخَبَرُ بكلِمَةِ اللهِ" (رو 17:10). "لأنَّهُ هكذا أحَبَّ اللهُ العالَمَ حتَّى بَذَلَ ابنَهُ الوَحيدَ، لكَىْ لا يَهلِكَ كُلُّ مَنْ يؤمِنُ بهِ، بل تكونُ لهُ الحياةُ الأبديَّةُ" (يو 16:3). "هؤُلاءِ كُلُّهُمْ، مَشهودًا لهُمْ بالإيمانِ" (عب 39:11). "انظُروا إلَى نِهايَةِ سيرَتِهِمْ فتمَثَّلوا بإيمانِهِمْ" (عب 7:13). "الإيمانَ بدونِ أعمالٍ مَيّتٌ" (يع 20:2). "وهذِهِ هى الغَلَبَةُ التى تغلِبُ العالَمَ: إيمانُنا. مَنْ هو الذى يَغلِبُ العالَمَ، إلا الذى يؤمِنُ أنَّ يَسوعَ هو ابنُ اللهِ؟" (1يو 5،4:5). "الذى يؤمِنُ بالاِبنِ لهُ حياةٌ أبديَّةٌ..." (يو 36:3). من هنا نقول أن القيامة هى أساس إيماننا المسيحى، وكما قام هو من أجل تبررنا، وأقامنا معه، سيقيمنا فى اليوم الأخير لحياة أبدية سعيدة، ولهذا نختم "قانون الإيمان" كل يوم قائلين: "وننتظر قيامة الأموات وحياة الدهر الآتى آمين". |
17 - 05 - 2016, 11:22 AM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
..::| الاشراف العام |::..
|
رد: القيامة أساس إيماننا المسيحى
مشاركه جميلة جداااا
|
||||
17 - 05 - 2016, 03:00 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: القيامة أساس إيماننا المسيحى
موضوع مميز ربنا يباركك يا قمر |
||||
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
قِيامَة المسيح أساس مفتاح إيماننا المسيحي |
القيامة أساس إيماننا |
قيامة المسيح أساس مفتاح إيماننا المسيحي |
أساس إيماننا المسيحي |
أساس إيماننا المسيحى القيامة |