سؤال عن طرد الخطاة من الكنيسة كنوع من أنواع الغيرة المقدسة
سؤال من خادم ما (على صفحة الفيس الخدمة وبنيان الخادم) أراد أن تكون الإجابة أمام الجميع لكي تكون رسالة لكل خادم ليتعلم التقوى والسؤال كالتالي:
(***) أنا خادم وشايف مشاكل خطية كتير مع بعض الشباب ولما أردت ان أواجههم تركوا الكنيسة خالص وانا شكرت ربنا علشان مش يكونوا محل عثرة لأحد لأني شايف انه لا أمل ولا رجاء في إصلاحهم، لأني لما قلت لهم لازم تتوبوا ومش تحضروا اي اجتماع إلا لما تتوبوا الأول وتبطلوا أي خطية بتعملوها لأن كده انتم لا ليكم ملكوت ولا ليكم حياة بل هاليكن ومرفوضين من الله والكنيسة... فلماذا بعض الخدام بيتركوا ناس عارفين انهم بيعملوا خطايا معينة وبيسبوهم يحضروا الاجتماع ودية غيرة مش في محلها بل برود وعدم تقوى، فالخاطي ليس له إلا الطرد والنبذ لئلا يدنس المكان ويمنع حضور الله ويعطل فرحنا بالمسيح الرب، فلازم يعرف خطيته ويتركها قبل ما ييجي الاجتماع أو يجلس وسطنا !!!!
+++++ الإجابة +++++
من هو هذا الذي يستطيع أن يقف ليُدين عبد غيره، لأن الذي يُحاكم الناس ينبغي أن يكون هو بريئ من أي شبه شُبهة خطية ويعترف انه بلا خطية، فكيف ونحن كلنا خطاة أشرار نحمل طبيعة الموت ونحيا في فساد، نقف أمام أي إنسان لنُدينه ونرفضة ونطرده من الكنيسة، لأننا كما نُدين نُدان، لأن أن كنا نلنا نعمة القيامة من الله ولم نعد نُخطئ والروح القدس يحمينا من السقوط، فنحن لسنا أفضل من أخطى خاطي، لأننا كلنا الخطاة الذين أحبهم الله في ابنه الوحيد؛ وأن قلنا أنه ليس لنا خطية نضل أنفسنا والحق ليس فينا، لأن كل نقائصنا حملها حمل الله رافع خطية العالم ويُطهرنا بكلمته وبعمل فعل دمه منها يوماً بعد يوم يغسلنا وينقي قلبنا.
+ وأنتم إذ كنتم أمواتاً بالذنوب والخطايا التي سلكتم فيها قبلاً حسب دهر هذا العالم، حسب رئيس سلطان الهواء، الروح الذي يعمل الآن في ابناء المعصية. الذين نحن أيضاً جميعاً (بلا استثناء) تصرفنا قبلاً بينهم في شهوات جسدنا عاملين مشيئات الجسد والأفكار وكنا بالطبيعة ابناء الغضب كالباقين أيضاً. الله الذي هو غني في الرحمة من أجل محبته الكثيرة التي أحبنا بها. ونحن أموات بالخطايا أحيانا مع المسيح، بالنعمة أنتم مُخلَّصون. وأقامنا معه وأجلسنا معه في السماويات في المسيح يسوع. ليُظهر في الدهور الآتية غنى نعمته الفائق باللطف علينا في المسيح يسوع. (أفسس 2: - 7)
أما كل خاطي أو فاجر، فهو محل رحمة الله وحنانه الفائق، لأن المريض يحتاج لطبيب ولا يحتاج لسياف أو قاضي، بل يحتاج خلاص أي علاج وشفاء، والرب أتى كطبيب ماهر يُشفى المرضى وجميع المتسلط عليهم إبليس، وبكوننا تذوقنا شفاء الله لنا لذلك نرى أنفسنا في كل خاطي، ولذلك نصلي لأجله بشدة لأننا مثله نحتاج خلاص الله، الفرق فقط في إننا نلنا نعمة من الله واطعنا من القلب الإنجيل وهذا الذي نراه خاطي لم يتذوقها بعد، فالمطلوب إذاً أن لا نشترك في الخطية ونبغضها، ولكننا نحب الإنسان الخاطي نفسه ولا نبغضه قط أو نرفضه، لأن موته وخطيئته ليست بغريبة عنا لأننا مثله كنا أموات بالخطايا والذنوب والله هو من أحيانا بقدرته وأعطانا نعمة مسامحاً لنا في المسيح صافحاً عن خطايانا بدمه.
والمسيح الرب نفسه كان يجلس مع العشارين والخطاة، حتى المرأة الخاطئة تركها تغسل قدميه بدموعها ولم يرفض أن تلمسه، والتي أُمسكت في ذات الفعل بررها وأطلقها مغفورة لها خطاياها، والكنيسة هي مستشفى الله تدعو الخطاة للتوبة، لا تشترك في أعمالهم لكنها ترحب بهم لأنهم محل شغل وعمل شخص ربنا يسوع، لأن حينما يحوَّل الرب القدير الخاطي عن طريقه ويعطيه بره ويشفي أعماقه يتمجد ويظهر قوة عمله كمخلص وفادي حقيقي، فما صنعته هو أنك عوَّقت عمل المسيح الرب، فعملك هذا هو بعيد تماماً بل وبعيد كل البُعد عن أي تقوى أو برّ، فأن كنت تذوقت غفران الله حقيقةً في حياتك الشخصية فلماذا تمنع غيرك من انه يتذوقه أو أن كنت ترى الله احتلمك في خطاياك فلماذا انت لا تقدر على احتمال غيرك وتصلي لأجله، فأشير عليك أن تتوب وتطلب غفران مسيح القيامة والحياة وتطلب انه يعطيك أن تحب الذين أحبهم حتى أنه مات لأجلهم، فلا تبطل عمل الله بسبب غيرة غريبة متغربة عن الله دخلت قلبك بزرع عدو الخير الذي كان قتالاً للناس منذ البدء، ولا تنسى مثل الرب لما اتكلم عن المديونان وسيدهما صالحهما كلاهما معاً، ولا تنسى العبد الذي لم يترك دين أخيه البسيط مع أن سيده ترك له الدين الكبير الذي كان مدين له به، فدان العبد لأنه سجن العبد رفيقه من أجل الدين.
وهب الله كل من هو تحت الخطية وسلطانها المدمر للنفس قوة شفاء ونجاة، مع سيل جارف من النعمة ينسكب في قلبه سكيباً حتى ينفك من قيود الشرّ ويُشفى بالتمام.. كن معافي بقوة الله وعمل نعمته آمين