رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فَيَلَذُّ لَهُ نَشِيدِي، وَأَنَا أَفْرَحُ بِالرَّبِّ [34]. جاء عن الترجمة السبعينية والقبطية: "فيلذ له كلامي (محادثتي). يُسَر الله بنفوسنا المتهللة به، وتُسَر نفوسنا بالتسبيح له. * ما هي محادثة الإنسان مع الله سوى الاعتراف بالخطايا؟ اعترفْ لله بما أنت عليه فتدخل في محادثة معه. تحدَّث معه ومارس الأعمال الصالحة، وحاوره. يقول إشعياء: "اغتسلوا، تنقوا" (إش 1: 16). ما هي المحادثة مع الله؟ اكشفْ نفسك لذاك الذي يعرفك، لكي يكشف نفسه لك يا من لا تعرفه. انظروا هذه هي محاورتكم التي تلذ الرب: تقدمة التواضع التي لك، تعب قلبك، مُحرَقة حياتك، هذه تلذ الله. لكن ما هو الذي يرك أنت؟ "وأنا أفرح بالرب". هذه هي المحادثة التي أعنيها التي بين الله وبينك: أظهر ذاتك لذاك الذي يعرفك، وهو يظهر نفسه لك يا من لا تعرفه. ما يسره هو اعترافك: وعذبة لك هي نعمته . أنه يتحدث معك؛ كيف؟ بالكلمة. أية كلمة؟ المسيح! القديس أغسطينوس * حلو هو صوت النفس حينما تنطق بكلمة الله، حينما تشرح إيمان الحق وتعليمه، حينما تكشف عن معاملات الله وأحكامه . * يقول داود النبي الحكيم العظيم: "يلذّ له نشيدي" (مز 34:103). يصير صوت النفس عذبًا حينما يردد كلمة الله، ويفسر الإيمان وتعاليم الحق، ويكشف عن معاملات الله وأحكامه . * عندما صارت (العروس) أهلًا أن يُقال لها ما قيل أيضًا لموسى: "وموسى يتكلم والله يجيبه" (خر 19: 19)، حينئذ يتحقق فيها ما يقوله: "أسمعيني صوتك" (نش 2: 14). حقًا إنه لمدح عظيم لها يتضح من هذا القول: "صوتكِ حلو" (نش 2: 14). هكذا أيضًا قال النبي العظيم في الحكمة داود: "ليلذ له كلامي" (راجع مز 104: 34). بكون صوت النفس لذيذًا له، عندما تنطق بكلمة الله، وتشرح الإيمان وتعاليم الحق، عندما تكشف معاملات الله وأحكامه. العلامة أوريجينوس * لتعلموا أن هذه الصلاة هي حديث مع الله، اسمعوا النبي يقول: "فيلذ الله حواري" ، أي ليكن كلامي جالبًا للسرور أمام عيني الله. ألا يستطيع أن يخدمنا قبل أن نسأل؟ إنه ينتظر حتى نُقَدِّم له الفرصة، فيجعلنا أهلًا لعنايته. وسواء نلنا ما طلبناه أم لا، فلنواظبْ على صلواتنا، ولنشكره لا حينما ننال طلبتنا فحسب، بل وحينما لا ننالها. وإذا ما شاء الله ذلك ألا يجيب سؤالنا لأن ذلك فيه خير لنا، نشكره كما لو كنا قد نلنا ما نطلبه في الصلاة. فإننا لا نعرف ما هو الخير بالنسبة لنا كما يَعْلم هو. لهذا يليق بنا أن نشكر، سواء نلنا طلبتنا أو رُفضتْ . القديس يوحنا الذهبي الفم |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|