غَنُّوا لَهُ.
رَنِّمُوا لَهُ.
أَنْشِدُوا بِكُلِّ عَجَائِبِهِ [2].
جاءت العبارات 1-5 دعوة للمؤمن لعبادة الرب، بروح التواضع، لكن في فرحٍ وبهجةٍ، بغير مذلةٍ أو يأسٍ.
يدعونا المرتل إلى التسبيح والتوسل والصلاة والاعتراف والغناء والافتخار باسم الرب القدوس والتأمل في أعماله العجيبة والتمتع بالحضرة الإلهية والحوار المفرح معه.
* سبحوه بالكلمة والعمل، فإننا نُغَنِّي بالصوت كما نعزف على آلة، أي بأيادينا.
القديس أغسطينوس
* من يفهم الأسفار المقدسة؛ من يتأمل على الدوام في شريعة الرب، ويفكر مليًا في أمور السماء، ذاك يُغَنِّي لله. أضفْ إلى هذا من يقتني كل فضيلة، ويصير ماهرًا في الأعمال الصالحة وأنماطها، كما لو كانت قيثارة للفضائل وأغانٍ تُسَبِّح الرب. يقول المزمور 106 (107): "النازلون إلى البحر في السفن، العاملون عملًا في المياه الكثيرة. هم رأوا أعمال الرب وعجائبه في العمق" (مز 107: 23-24). إن كنا في السفينة الجسدية نُبحِر خلال الحياة غير الفاسدة، ولا تُغرقنا عاصفة، ولا تُحَطِّمنا صخرة، ولا تكسر سفينتنا إلى أجزاء، فإننا نستطيع أن نعلن أعمال الله العجيبة. بالحق المعجزة العظيمة هي أن نُبحر خلال هذا العالم بدون لومٍ.
القديس جيروم