منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 03 - 05 - 2023, 12:23 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,567

أيوب | الإجابة الأولى لأيوب






الإجابة الأولى لأيوب

أعطى الله الفرصة لأيوب لكي يجاوب على تساؤلاته، لكن أيوب لم يكن ممكنًا أن يجيب على أي سؤال. لقد عرف قدر وزنه. ففي أيام عظمته وغناه "العظماء أمسكوا عن الكلام، ووضعوا أياديهم على أفواههم. صوت الشرفاء اختفى، ولصقت ألسنتهم بأحناكهم" (أي 9:29-10). الآن أدرك أيوب حقيقة وزنه. قال: "ها أنا حقير، فماذا أجاوبك؟ وضعت يدي على فمي" (أي 4:40). جاءت كلمة حقير هنا بالعبرية لتُترجم تافهًا أو خفيف الوزن (بلا وزن ًlightweight). لم يكن ما يشغله خطاياه، فلم يقل: "أخطأت"، إنما كان كمن قد أختطف في السٌر الإلهي، فأدرك حقيقة نفسه أمام خالقه ومدبِّر حياته.



وَقَالَ الرَّبُّ لأَيُّوبَ: [1]
هَلْ يُخَاصِمُ الْقَدِيرَ مُوَبِّخُهُ،
أَمِ الْمُحَاجُّ اللهَ يُجَاوِبُهُ؟ [2]
يسأل الله أيوب: هل للمخلوق أن يملي إرادته على خالقه؟ أو يعترض على حكمته ومشيئته؟ يليق بالشخص أن يجاوب سريعًا مستنكرًا أن يخاصم القدير أو يقف أمام حكمة الخالق.
كأن الله يقول له: إنك إلى الآن لم تدرك حكمتي من جهة سماحي بالتجربة أن تحل عليك. إنك تتطلع إلى سموَّك وبرَّك ولم تضع في اعتبارك حكمتي ورعايتي لك. أما تعلمت من حيوانات البرية والطيور الجارحة أن تلتصق بي؟


فَأَجَابَ أَيُّوبُ الرَّبَّ: [3]
لقد اقتنع أيوب، فرؤيته لله قد تجاوزت كل الحدود وأصبح لديه تقدير جدير لعالم الله بما فيه من آفاق جديدة وتوافق وانسجام.
يعترف أيوب الآن بأن الله يستطيع أن يفعل كل شيء وإن مقاصده تتم وقد أذاب قلب أيوب، فرأى نفسه مدعوًا إلى أن ينحني تحت يد الله القديرة. والآن يخضع بتواضع لحكمة الله، وبدخوله إلى الشركة معه ينتقل إلى دائرة النور والرجاء. تكلم الرب وجاءت قدرته، فأدخلت عجز الإنسان في الحكمة الحقيقية. حين كشف الله عن نفسه لأيوب، جعل أيوب يكشف نفسه. تخلى أيوب عن حكمته البشرية فترك صورة الإله المحارب ورجع إلى صورة الإله الصديق الذي جاء إليه وسط العاصفة. وصمت الله من جديد بعد أن رآه أيوب.


هَا أَنَا حَقِيرٌ فَمَاذَا أُجَاوِبُكَ؟
وَضَعْتُ يَدِي عَلَى فَمِي [4].
لقد فاق أيوب كل أهل زمانه في الفضيلة، واستطاع في الحوار أن يغلب أصدقاءه، لكن إذ تحدث الله معه اعترف بحقارته وضعفه، واضطر أن يضع يده على فمه ليصمت في سكون رهيب.
يقدم لنا أيوب درسًا في الحوار مع الله، فإننا حتى وإن كنا في عينيه أبرارًا نصمت حتى لا نبرر أنفسنا بالكلام، بل نترك حياتنا أو سلوكنا العملي بنعمته أن يتكلم معه. الحديث معه بلغة العمل أفضل منه باللسان.
* تعلم القديسون أن يضبطوا فلتات اللسان أمام عيني الله، بتقديم حياة صالحة. إنهم يتعلمون الامتناع عن الكلمات المبالغ فيها وذلك بثقل أعمالهم الصالحة.
البابا غريغوريوس (الكبير)
* أيوب نفسه لم يصمت بخصوص خطاياه.. إذ هو عابد حقيقي لله، فبلا شك قدم اعترافه في الحق.
القديس أغسطينوس
*لنتأمل ما هو الإنسان: يقول الوثنيون إنه حيوان عاقل، مائت، قادر على التعقل والمعرفة. دعونا لا نأخذ تعريفنا له منهم بل من أين؟ من الكتب المقدسة... اسمع كلماتها: "كان هذا الرجل كاملًا ومستقيمًا يتقي الله ويحيد عن الشرٌ (أي 2:1). هذا بحق هو الإنسان! مرة أخرى يقول آخر: "الإنسان عظيم، الإنسان الرحوم ثمين" (أم 6:20 LXX). الذين لا يتجاوبون مع هذا الوصف، فإنهم لن يقدروا على نوال المعرفة، ويرفض الكتاب المقدس أن يتعرف عليهم كبشرٍ، بل يدعوهم كلابًا، وخيلًا، وحيات وثعالب وذئاب، أو أي حيوان خسيس. إن كان هكذا هو الإنسان، فإن من يحيا في الملذات ليس بإنسانٍ، لأنه كيف يمكنه أن يكون هكذا ذاك الذي لا يفكر في شيءٍ يليق به؟ الترف والوقار لا يمكن أن يقترنا معًا، الواحد يدمر الآخر. حتى الوثنيون يقولون: "البطن التخمة لا تحمل ذهنًا بارعًا".
القديس يوحنا الذهبي الفم


مَرَّةً تَكَلَّمْتُ فَلاَ أُجِيبُ،
وَمَرَّتَيْنِ فَلاَ أَزِيدُ [5].
في توبة صادقة يقول أيوب إنه تكلم مرة بخصوص ما حلَّ عليه من تجارب دون القدرة على تفسير الحكمة منها.
لقد عاتبت الله، وأردت أن أدخل كما في محاكمة، فأعرض قضيتي عليه. وربما كررت ذلك عوض المرة مرتين، لكنني الآن "لا أزيد"، لا أعود أكرر ما سبق قلته.
أيوب الذي كان يلح في طلب اللقاء مع الله ليحاوره، الآن إذ رأى الرب حلَّ به صمت رهيب.
* إن فحصنا كلمات الطوباوي أيوب السابقة نجد أنه لم ينطق بشرٍ قط... لكنه إذ قيَّم نفسه بميزان الله الكلي الدقة اعترف أنه أخطأ في حديثه للمرة الثانية...
البابا غريغوريوس (الكبير)
* إن اعترفت أنك خاطئ، يكون الحق فيك، فإن الحق نفسه هو نور. حياتك لا تشرق ببهاءٍ كاملٍ، لأنه توجد خطايا فيك، لكنك إذ تبدأ تستنير يصير لك الاعتراف بالخطايا... قبل كل شيء إذن الاعتراف ثم الحب. لأنه ماذا يُقال عن الحب؟ "المحبة تستر كثرة من الخطايا" (1 بط 4: 8)... الكبرياء يطفئ الحب، والتواضع يقويه، الحب يطفئ الخطايا، والتواضع يسير في صحبة الاعتراف.
أخبر البشر من أنت، أخبر الله من أنت. فإن لم تخبر الله من أنت، فسيدينك على ما يجده فيك... أتريده يغفر لك؟ اعرف أن تقول لله: "احجب وجهك عن خطاياي". قل له أيضًا كلمات المرتل نفسه: "أنا عارف بآثامي" (مز 51: 3، 9).
القديس أغسطينوس


رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
أيوب |عتابه لأيوب على استخدام عبارات عنيفة
أيوب | تفنيد شكوى أيوب الأولى
أيوب | الصديق الثالث لأيوب
من الذين تركوا محبتهم الأولي أصحاب أيوب، وأصحاب داود
بقلم المستشار احمــــــــــــــد نعيم لجنة صياغة لجنة الخمسين كﻻكيت تاني مره للجنة صياغة الجمعية


الساعة الآن 02:36 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024