القديس ثيؤفان الحبيس
يعلّم القديس ثيؤفان بأنَّ هؤلاء الذين دخلوا إلى الحياة الجديدة لابد بالضرورة أنْ يُغيّروا طريقة ومنهج حياتهم، فلابد أنْ يتركوا عنهم العادات والسلوكيات المضادة لروح المسيح، وسائر الأهواء الرديئة، مستبدلين إياها بالنقاوة والطهارة، والحياة الرهبانية هي الحياة المثالية لهذا العمل.
والفضائل تُقتنى أولًا بالتدريبات النسكية ثم بعدئذ بالتنقية الداخلية للقلب، والتدريبات النسكية الأساسية،هي الصوم، العمل اليدوى، السهر، الصلاة، القراءة في الأسفار الإلهية وكتب الآباء، الخلوة، وأعمال المحبة المادية والروحية، وتتحدد نوعية التدريبات بحسب حياة الإنسان السابقة.
أنْ "تُشكّل القلب" يعنى أنْ تهذبه وتعلمه في اشتياق لكل شيء مقدس وفي تحرر ولا مبالاة بكل ما هو زائل، وليس هناك ما يساعد على تهذيب القلب مثل العبادة، الفردية والجماعية، والروح المصلية، فالشركة الليتورچية تنعش وتحيى النفس وتدخلها عالم جديد، وينصح ثيؤفان بحضور كل خدمات الكنيسة العشيات والتسابيح وباكر والقداس كثيرًا بقدر المستطاع لأنَّ الكنيسة هي الفردوس، وبينما يجب أنْ نهتم بالصلاة الفردية، يجب أنْ لا نهمل الخدمات الليتورچية، وكل هذا هام ونافع متى كان الإنسان يحتفظ بحرارته الروحية ونفسه المصلية، أمَّا لو فترت حرارته، فلابد من الاعتراف والتناول من القداسات الإلهية، وأخيرًا تصير الحياة بجملتها خلوة مستمرة.