رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يخبرنا الكتاب المقدس كيف كان القديس طوبيت جديرًا بالمديح. إذ لم يُحجم السبي من إخلاصه، ولم ينزع عماه بركة الله. وقلة موارده لم تُحد طريق البرّ والحق (طو 1: 3). بالحقيقة الاحتياج امتحنه وأكّد أنه بار، وأوضح أنه عادل يحفظ نزاهته، حيث حلّ فقره أبرز إخلاصه وكمال برّه. فإن الأمور التي تُسَبِّب نقصًا في (إخلاص البعض)، جعلت طوبيت يتأهَّل بالأكثر في الفضيلة. يُقَال إن الاحتياج يذل الإنسان، ومن يصير في مذلةٍ لا يستطيع أن يحفظ البرّ. أما نفس طوبيت فقد اعتمدت على الله، ولم يكسرها السبي، ولا أذلها الاحتياج، إذ كان يدفن جثث المقتولين بالرغم من قانون المنع لممارسة ذلك. كان متأكدًا من سخاء الله، فكان مُترفِّعًا حتى مع قلة إمكانياته، مُدرِكًا أن الله يُفَضِّل الحنو حتى بالأمور البسيطة. وذلك كما فعلت الأرملة التي مدحها الربّ في الإنجيل (لو 21: 2-4). فالإنسان المُخْلِص بالحقيقة الذي لا يشك في وعود الله، يعطي بسخاء من القليل الذي لديه. لذلك كان قلب طوبيت مملوءً بالرجاء في الحياة العتيدة، تكرَّس لله بقوة وشجاعة أثناء المحنة، مظهرًا أن من كان في عوزٍ يلزمه أنه يكون أكثر يقظة في مخافة الربّ. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|