رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يوسف وقيود المحبة ! فتحوَّل عنهم وبكى، ثم رجع إليهم وكلمهم، وأخذ منهم شمعون وقيده أمام عيونهم ( تك 42: 24 ) هذه أول مرة يُذكر فيها عن يوسف أنه بكى، وسجلها الروح القدس ليؤكد لنا أن يوسف بتنكره وجفائه لإخوته، وإن بَدَت معاملات قاسية، لكنها معاملات نابعة من قلبه المُحب. وهنا يقيد شمعون أمام عيونهم ليُعيد شريط خطاياهم، وما قد فعلوه معه هو. وأخذ شمعون مقيدًا كبديل عن الكل، ليتحقق إن كانوا قد اقتنعوا بخطئهم، أم يكررون خيانتهم مرة أخرى؟ وكيف يكون موقفهم من تقييد شمعون وفقدانه، أو حبسه عنده؟ وإلى حين المجيء بالصغير بنيامين، كيف سيتصرفون مع يعقوب؟ وأي أسلوب سيستخدمونه لفك قيود شمعون؟ ومن الجهة الأخرى ضمان أخذ بنيامين وإرجاعه لأبيهم. لقد أراد يوسف إصلاح كل المواقف، وأن يُذكِّر إخوته من أين سقطوا، ويُرجعهم من حيث البداءة ليبدأوا المشوار بأسلوب جديد وتعامل جديد، أولاً مع إلههم، وثانيًا مع يوسف، وثالثًا مع بعضهم البعض، وأخيرًا مع أبيهم يعقوب. وهذا ما ابتدأ فيه إخوة يوسف عند رجوعهم من مصر إلى أبيهم. فقيود المحبة وتأديباتهم، بدأت تُثمر فيهم طريقًا أفضل، نلمسه في نهاية الأصحاح الثاني والأربعين، عندما أخبروا أباهم بكل ما حدث معهم في مصر. عندما صرَّح يعقوب قائلاً: «أعدمتموني الأولاد! يوسف مفقود، وشمعون مفقود، وبنيامين تأخذونه. صار كل هذا عليَّ» ( تك 42: 36 )، لكن لنسمع جواب رأوبين وموقفه الجديد بعد التأديب «وقال رأوبين لأبيه: اقتل ابنيَّ إن لم أجئ به إليك. سلِّمه بيدي وأنا أردُّه إليك» (ع37). واسمع ما قاله يهوذا بعد هذه المعاملات «وقال يهوذا لإسرائيل أبيه: أرسِل الغلام معي لنقوم ونذهب ونحيا ولا نموت، نحن وأنت وأولادنا جميعًا. أنا أضمنه. من يدي تطلبه. إن لم أجئ به إليك وأُوقفه قدامك، أصير مُذنبًا إليك كل الأيام» ( تك 43: 8 ، 9). إن قيود المحبة هي تحرير من قيود الخطية والإرادة الذاتية. إن قيود يوسف لشمعون، حررت إخوته من رُبط القساوة وقيود الأنانية، وعلَّمتهم درس الفداء، أن يفدوا شمعون أو بنيامين بنفوسهم. فافرح عندما تقيدك المحبة لأنها ستحرر نفسك، لتحلِّق في مناخ الحرية، بعيدًا عن قيود الذات. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
يوسف و المحبة الكاملة |
يوسف وتصرف المحبة ( تك 42: 7 ، 8) |
يوسف وجفاء المحبة |
يوسف وعطايا المحبة |
يوسف وتصرف المحبة |