|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كيف تحوّل موسى من ذلك الشخص الغضوب إلى الإنسان الحليم الذي شهد عنه الله؟ 180 درجة!! لقد كان موسى سريع الغضب، فجميعنا نذكر كيف قتل المصري لأنه كان يتشاجر مع عبراني من بني جنسه، وأيضًا حين كسر لوحي الشريعة المنحوتين والمكتوبين بإصبع الله حين اسشتاط غضبه لرؤية الشعب يعبد التمثال الذي صنعه هارون. ولكن بشهادة الوحي المقدس نرى أن موسى هو المثال الحي على بُطئ الغضب. فهو الذي تحمل ذلك الشعب العنيد والمقاوم لمدة أربعين سنة، ولم تستفزه كل تلك المعايرات بل والإساءات التي نالت حتى من زوجته (عد١٢) ولكنه كان حليمًا جدًا. والسبب في هذا التحول الملفت للإنتباه في حياة موسى، هو اقترابه للمحبة ذاته؛ الله. فطيلة رحلته في البرية رأى كيف أن الله يحب شعبه، ويحملهم على جناحي النسر ويرعاهم كما الدجاجة لفراخها. فعندما سمع موسى من الله إنه “بطيء الغضب” خر على وجه عالمًا بضعفه، اذ وهو إنسان سريع الغضب. ولكن عندما عاين المحب وجهًا لوجه، انطبعت صفات المحبوب فيه. فلم يعد موسى فقط جلد وجه يلمع بل تحول إلى رجل آخر؛ رجل لا يحتد، لا يُستفز سريعًا. الآخر .. فالمحبة تتغنى ببطئ غضبها، وتدعونا إلى ذلك. تتباهى بحكمتها فتنفرنا من الحماقات التي قد تنتج عن غضبنا. تنأى بنفسها عن الضعف وقلة الحيلة، فوداعتها لا تعني عجزها، ولكن قوتها تكمن في تهدئة الموقف وصنع السلام. فكم من مرة حاولوا يائسين أن يستفزوا يسوع، واصفين إياه برئيس الشياطين، ومخالط الزواني (فحتمًا إنه يسلك مثلهم)، بل كثيرًا ما حاولوا أن يقللوا من شأنه، مُشيرين إلى موطنه الذي لا يخرج منه شيئًا صالحًا، ومهنة والده البسيطة…….الخ. ولأن المحبة لا تعبئ بنفسها؛ لهذا لا تُستفز اذا قُبلت بالإهانة فلم يلتفت يسوع لكل تلك الاهانات ولم يحتد عليهم. مقر المحبة.. لا أتكلم عزيزي عن الارض الفُضلى التي تملئ الروايات، ولكن هذا هو موطن المحبة. ولا أدعو للمثالية قاطنًا برجٍ بعيد عن الواقع، ولكن هذا هو تجسد المحبة في أرض العناء. ولا أريدك أن تدر ظهرك لهذا الطريق، فطريق المحبة لن تمشيه وحيدًا. فهناك من اِتخذ درب المحبة على عاتقه، ويريد أن يُعلِّمك اياه. |
27 - 06 - 2016, 03:55 PM | رقم المشاركة : ( 2 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: المحبة لا تحتد....
مشاركة جميلة جدا ربنا يبارك حياتك |
||||
27 - 06 - 2016, 05:51 PM | رقم المشاركة : ( 3 ) | ||||
..::| الإدارة العامة |::..
|
رد: المحبة لا تحتد....
ميرسي على مرورك الغالى مارى
|
||||
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
المحبة لا تظن السوء، فلا تحتد |
المحبة لا تحتد ولا تظن السوء ولا تفرح بالاثم |
المحبة لا تحتد |
المحبة لا تحتد |
المحبة لا تحتد |