منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 04 - 11 - 2021, 02:07 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

المحبة لا تحتد ولا تظن السوء ولا تفرح بالاثم



البابا شنودة الثالث




المحبة لا تحتد



الذي يحب، لا يحتد علي من يحبه. أي لا يغضب عليه، ولا يثور، ولا يعامله بحده، أي بشدة وعنف. بل علي العكس بوداعة، وبحب، وطيبة قلب.
وحسنًا قال القديس بولس الرسول عن المحبة إنها لا تحتد، بل قوله إنها لا تطلب ما لنفسها.
فطبيعي أن الذي يطلب ما لنفسه، لا يحتد. إنما يحتد الذي يطلب لنفسه كرامة ومعاملة خاصة، ولا يجد ذلك. ويحتد الذي يطلب لنفسه طاعة وخضوعًا، ولا يعامل هكذا. أما إن كان لا يطلب لنفسه شيئًا من هذا كله وأمثاله، فطبيعي أن لا يحتد.






كذلك فإن الاحتداد لا يتفق مع الصفات الأخرى للمحبة.
فما دامت المحبة (تتأنى وتترفق). فإنها بالتالي لا تحتد. لأن الحدة ضد الرفق. والذي يتأنى ويطيل أناته، فإنه لا يحتد. مادامت المحبة (لا تنتفخ ولا تتفاخر) فطبيعي أنها لا تحتد. كذلك مادامت المحبة (لا تقبح) فإنها لا تحتد. الآن الإنسان يحتد بسبب ما يراه قبيحًا أمامه. كذلك مادامت (تصدق كل شيء، وتصبر علي كل شيء) فإنها لا تحتد. لأن الحدة لا تتفق مع الصبر. مادامت تصدق من تحبه فلماذا إذن تحتد عليه؟!
وهكذا نجد أن صفات المحبة تتفق مع بعضها البعض..

والإنسان بطبيعته قد يحتد علي عدو، أو علي مخالف ومعارض، أو علي مقاوم أو عنيد. ولكنه لا يحتد علي حبيب. حتى إن أخطأ، يميل إلي مسامحته والتغاضي عن أخطائه. وكما يقول المثل العامي (حبيبك يبلع لك الظلط). أو كما يقول الشاعر عن نفس هذا المعني:
عين الرضا عن كل عيب كليلة ولكن عين السخط تبدى المساويا






وأعظم مثل للمحبة التي لا تحتد، الله تبارك اسمه.
الله مثل للمحبة التي لا تحتد، الذي قيل عنه المزمور إنه (لم يصنع معنا حسب خطايانا، ولم يجازنا حسب آثامنا). بل أنه (كبعد المشرق عن المغرب، أبعد عنا معاصينا) (مز103: 10، 12).
الله الذي قال عنه يوئيل النبي إنه (رؤوف رحيم، بطي الغضب كثير الرأفة) (يؤ13:2). وقال عنه يونان النبي إنه (بطئ الغضب كثير الرحمة) (يون2:4).. وهكذا قال أيضًا داود إنه (رؤوف وطويل الروح وكثير الرحمة) (مز8:103).






أنه الله الذي لم يتحد علي أحباء كلموه بأسلوب يبدو شديدًا.
لم يحتد علي حبيبه إبراهيم حينما قال له (حاشا لك أن تفعل مثل هذا الأمر تميت البار مع الأثيم.. حاشا لك. أديان الأرض كلها لا يصنع عدلًا؟!) (تك25:18).
بل لم يحتد أيضًا علي حبيبه أيوب حينما قال له (لا تستذنبني. فهمني لماذا تخاصمني؟ أحسن عندك أن تظلم؟! أن ترذل عمل يديك؟! وتشرق علي مشورة الأشرار؟!) (أي10: 2، 3). (كف عني، فأتبلج قليلًا) (أي20:10). (ماذا أفعل لك يا رقيب الناس. لماذا جعلتني عاثورًا لنفسك) (أي20:7).
ولم يحتد الرب أيضًا علي حبيبه موسى حينما قال له (أرجع يا رب عن حمو غضبك، أندم علي الشر) (خر12:23).
وإنما استجاب له ولم يفن الشعب في عبادته للعجل الذهبي.






ولم يتحد الرب علي أحباء له وقعوا في أخطاء شديدة:
لم يتحد علي تلميذه بطرس الذي أنكره ثلاث مرات، بل كلمه بلطف بعد القيامة، ورفع روحه المعنوية بقوله له (ارع غنمي. ارع خرافي) (يو21: 15-17).
ولم يحتد علي تلميذه توما الشكاك الذي قال له (إن لم أبصر في يديه أثر المسامير وأضع أصبعي في أثر المسامير، وأضع يدي في جنبه لا أؤمن) (يو25:20)، إنما ظهر له الرب، وحقق له ما أراد دون أن يحتد عليه. وقال له في رفق (لا تكن غير مؤمن بل مؤمنًا)..
ومن قبل الصلب، لم يحتد علي التلاميذ الذين لم يستطيعوا أن يسهروا معه ساعة واحده في أشد الأوقات. بل في رقة أوجد لهم عذرًا بقوله (أما الروح فنشيط، وأما الجسد فضعيف.. ناموا الآن واستريحوا) (مت26: 41، 45).
فعل الرب هذا لأنه يحبهم، والمحبة لا تحتد.






توجد أمثلة أخري لهذه القاعدة في حياة القديسين.

منها موسى النبي، الذي لم يحتد علي هارون ومريم لما تكلما عليه في زواجه بالمرأة الكوشية، إذ (كان الرجل موسى حليمًا أكثر من جميع الناس الذي علي وجه الأرض) (عد3:12). بل أنه لما عاقب الرب مريم بسبب جرأتها علي موسى، تشفع فيها موسى وطلب من الرب مسامحتها (عد13:12). هذه هي المحبة التي ليس فقط لا تحتد بل تشفع.






مثل آخر هو داود النبي في معاملته لأبشالوم.
أبشالوم الذي خان أباه داود، وأساء إليه، وقاد ليستولي علي ملكه.. لم يحتد عليه داود، بل لرجال جيشه (ترفقوا بالفتي أبشالوم) (2صم5:18). ولما انتصر جيش داود كان كل همه لمن بشروه بالانتصار (أسلام للفتي أبشالوم؟) (2صم18: 29، 32). ولما علم بموته، بكي عليه وأبكي الشعب كله.
مثال آخر هو أبونا إسحق الذي لم يحتد علي يعقوب لما خدعه.
خدع يعقوب أباه وقال له (أنا عيسو بكرك) (تك19:27). ونال البركة بمكر. ولما عاد عيسو واكشف إسحق الخدعة، لم يحتد علي يعقوب، بل قال (تعن يكون مباركًا) (تك33:27). إنها المحبة التي لا تحتد.






يذكرنا هذا كله وغيره بمحبة الأم لطفلها ورضيعها.
ما أكثر ألوان الإزعاج التي يسببها الرضيع لأمه بحيث لا تعرف معني الراحة والنوم، ولكنها لا تحتد عليه لأنها تحبه. وقد خلقها الله بهذه المحبة التي لا تحتد عليه لأنها تحبه. وقد خلقها الله بهذه المحبة التي لا تحتد (بالنسبة إلي رضيعها) لكي يمكنها أن تهتم به وتربيه..
المحب لا يحتد علي حبيبه، لأنه يود الاحتفاظ بمحبته.
لا يريد أن يفقد محبته، أو أن يعكر جوها بالحدة. وكذلك لأنه يحبه، فلا يريد أن يخدش شعوره بأي لون من الاحتداد. وأيضًا لأنه يأخذ كل تصرفاته بحسن نية، ولا يظن به السوء، لأن المحبة لا تظن السوء.



المحبة لا تظن السوء




المحبة لا تظن السوء، فلا تحتد.
حتى في الأخطاء الواضحة، لا تري أن من ورائها قصدًا سيئًا، وربما تعزوها إلي جهل أو عدم الفهم، أو لنية طيبة.. المحبة مع من تحبه في جو من الثقة، ولا تشك في تصرفاته ولا في نواياه، مهما بدا التصرف غريبًا.
السيد المسيح لم يفقد الثقة في محبة تلاميذه علي الرغم من أخطائهم.
ناموا في بستان جثسيماني وقت جهاده. وهربوا وقت القبض عليه، واختفوا في العلية خائفين من اليهود. وشكوا في قيامته.

ولم يصدقوا المجدلية ولا تلميذيّ عمواس (مر16: 9-12). كذلك لما تحدث النسوة عن القيامة (تراءى كلا مهن لهم كالهذيان، ولم يصدقوهن) (لو11:24). وعلي الرغم من كل ذلك بقيت محبة السيد الرب لهم كما هي. ولم يحط إخلاصهم بشيء من سوء الظن، حسبما يحكم الآخرون..! (طبعًا بالنسبة للسيد المسيح لا نستعمل عبارة الظن، لأن كل معرفته يقينية. لكن نقول إن ثقته فيهم بقيت كما هي، علي الرغم من سوء موقفهم وكثرة أخطائهم).
ونحن في علاقتنا من الرب نفعل هكذا.
مهما أصابتنا التجارب والضيقات والأحزان من كل ناحية، لا نشك في محبة الله لنا، ولا نظن السوء كأن الله قد تخلي عنا، بل نقول في ثقة (كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبون الله) (رو28:8). جاعلين أمامنا قول القديس يعقوب الرسول: (احسبوه كل فرح يا أخوتي، حينما تقعون في تجارب متنوعة) (يع2:1).
وبالمثل في علاقتنا مع الآباء الروحيين والجسديين.
لا نظن السوء في أي أمر منهم أو أي تصرف، مهما بدا لنا غريبًا. إنما نقول لعل هناك حكمة وراء ذلك لا ندركها الآن،وهكذا نفعل مع أخوتنا ومع زملائنا في الخدمة، لأن المحبة لا تظن السوء.
وبهذا المبدأ يسود السلام في الأسرة وفي المجتمع.
لأن ظن السوء بالإضافة إلي كونه ضد المحبة والثقة، فإن يشيع الشك والتخويف، مما يسبب تفكك العلاقات، وعدم القدرة علي التعاون، وكذلك عدم تصديق أية كلمة،، والشك في أي تصرف، كما يحمل لونًا من الظلم للآخرين وقد يكونون أبرياء.
عدم السوء، وهو من صفات المحبة، يعطي شعورًا بالأمان والاطمئنان.
ننتقل إلي صفة أخري من صفات المحبة وهي:
المحبة لا تفرح بالإثم، بل تفرح بالحق.



المحبة لا تفرح بالإثم




إن العدو الذي يشمت في عدوه، ويفرح بما يحل به من ظلم، أو ما يرتكبه من إثم يسئ إليه. ولكن المحب ليس هكذا. إنه يعامل حتى العدو بمحبة حسب وصية الرب (أحبوا أعداءكم) (مت44:5). ويضع أمامه قول الكتاب:
"لا تفرخ بسقوط عدوك، ولا يبتهج قلبك إذا عثر" (أم17:24).
وإن يعقوب لم يفرح، لما انتقم شمعون ولاوي من شكيم لما أذل أختهما دينة وقال لهما (كدرتماني). وداود النبي لم يسر بمن بشره بموت أبشالوم، بل بكي (2صم18). عمومًا الشماتة شيء رديء.

علي أن عبارة (المحبة لا تفرح بالإثم) توجد في بعض الترجمات هكذا المحبة لا تفرح بالظلم).
فإن تعرض عدوك لظلم، لا تفرح بهذا، لأنه شماتة.
لئلا يري الرب ذلك فيستاء. بل أن استطعت أن تنقذ عدوك إذا سقط، يكون هذا نبلًا منك ومحبة.. إن السامري الصالح، ولما رأي يهوديًا من أعداء جنسه، وقد اعتدي عليه اللصوص وتركوه بين حي وميت، ولم يفرح بأذيته ولا بالظلم وقع عليه، بل في محبة عالجه وأنقذه (لو23:10).
المحبة تفرح بالحق، لأنه يوافق مشيئة الله.
لذلك سرها أن كل إنسان ينال حقه، ولا يحيق به الظلم، حتى إن كان عدوًا لذلك فالإنسان المحب يدافع عن المظلومين، ولو كانوا من خصومه أو مقاوميه.
ويمكن أن نأخذ هذه الوصية من جهة محبتنا لله.
فإذا نحن أحببنا الله، لا نفرح بالإثم، بل نفرح بالحق،لأن الإثم عداوة لله الذي نحبه. والحق هو الله. وقد قال الرب:
(وتعرفون الحق والحق يحرركم) (يو32:8). ففي محبتنا لله، لابد أن نلتصق بالحق. ولذلك بالحق. ولذلك فإن الذي يدافع عن الباطل، ولو باسم الشفقة، وهو بعيد عن الحق، وبالتالي هو بعيد عن الله..


رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
المحبة هى تاج الصوم المحبة هي تاج الصوم فبدونها يبدو الصوم فارغا باطلاً
المحبة لا تفرح بالظلم (المحبة لا تفرح بالإثم)
المحبة لا تظن السوء، فلا تحتد
المحبة لا تفرح بالاثم
( المحبة لا تفرح بالإثم بل تفرح بالحق، 1كو 13: 6 )


الساعة الآن 05:31 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024