رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أحجار كريمة للنصب لطالما حازت القوى الخارقة الموجودة في الطبيعة اهتمام وشغف الكثيرين لدرجة دفعت البعض إلى نسج القصص الخيالية حولها على مر العصور التي شكلت مادة شيقة لعرض الدراما والقصص المكتوبة حولها مثل "ألف ليلة وليلة" التي ظهر فيها "خاتم سليمان" كمثال حي لتسخير الجان والعفاريت وغير ذلك من القصص التي نُسبت لأسرار الطبيعة والقوى الخارقة. من عناصر تلك القوى التي جري الحديث عنها على مر الوقت الأحجار الكريمة والقلادات المصنوعة منها، وقدراتها المختلفة على علاج الأمراض وحماية الإنسان وغير ذلك ومن عناصر تلك القوى التي جري الحديث عنها على مر الوقت الأحجار الكريمة والقلادات المصنوعة منها، وقدراتها المختلفة على علاج الأمراض وحماية الإنسان وغير ذلك من الاستخدامات الأخري، وهو ما تقوم العديد من الشركات العالمية المهتمة بالتسويق لمنتجاتها مثل "قلادة الطاقة" إلى جانب غيرها من الشركات التي تبيع تلك الأحجار الكريمة بأسعار خيالية قد تتعدي الملايين، التي تدعي بصنعها من المعادن البركانية الطبيعية التي تحتوي على أكثر من 70 معدنا طبيعيا يستفيد الجسم من وجودها، التي تروج الشركات بقدرة القلادة على تحقيق العديد من المزايا الهائلة مثل تقوية المجال الحيوى للجسم بمنع الموجات الكهرومغناطيسية الناتجه عن استخدام الأجهزة المختلفة مثل الموبايل والحاسب الآلي علاوة على تحسين مستوى طاقة الجسم والتقليل من الإجهاد والمساعدة على زيادة الاسترخاء وغيرها من المزايا الأخرى. أثناء حكم الملك فاروق كانت له العديد من الممتلكات داخل قصر عابدين من الأحجار الكريمة مثل ساعات اليد الخاصة به. ولم يقتصر الأمر على ذلك بل إن بعض الأشخاص يدعون قدرتهم على علاج الأمراض المختلفة باستخدام أنواع معينة من الأحجار الكريمة مثل العقيق. وأكد الدكتور أيمن فؤاد، أستاذ التاريخ الإسلامى بجامعة الأزهر، أن التاريخ القديم لم يحتو على أية قصص تشير للمزايا الخارقة للأحجار الكريمة أو قدرتها على الشفاء مثلما يتم الترويج له الآن، لافتا إلى إنه قديما كانت تستخدم مثل تلك الأحجار لإظهار الفخامة والنفوذ والثراء فقط، فمثلا إبان حكم الفاطميين لمصر كان الحاكم يرتدي تاجًا مرصعا بالجواهر والأحجار الكريمة، كما أنه أثناء حكم الملك فاروق كانت له العديد من الممتلكات داخل قصر عابدين من الأحجار الكريمة مثل ساعات اليد الخاصة به. وأوضح الباحث الأكاديمي في التاريخ الإسلامي الحديث حول إمكانيات وقدرات تلك الأحجار الكريمة ارتبط بانتشارها على مر التاريخ فقد تحدث كثير من العلماء العرب أمثال البيروني الذي ألف كتاب "الزخائر والتحف" عن مزايا وفوائد الأحجار الكريمة الطبية مثل استخدام حجر العقيق بعد تسييحه مع الشاي لعلاج أحد الأمراض المستعصية مثل الشلل. تولد الأحجار الكريمة يأتي من خلال الأبخرة والأدخنة التي تنتج بقوة الحرارة في باطن الأرض ثم تتصلب المواد المتعددة وتجف فيما نفى الدكتور يحيى القزاز، أستاذ الجيولوجيا بجامعة حلوان، وجود أي دليل علمي يثبت تحقيق الأحجار الكريمة لمثل تلك الوظائف السالف ذكرها بالرغم من الأحاديث حول إمكانيتها في العلاج للمواطنين أو قيامها بدور في ذلك، مشيرا إلى أنه قديما كانوا يحاولون مداواة الأشخاص بالحجر الأحمر. وأكد الدكتور عبد العال عطية، الجيولوجي، والخبير في الثروة المعدنية، أن الأحجار الكريمة لطالما شكلت أحد المصادر الطبيعية نادرة الوجود وصعبة الحصول عليها داخل العالم التي تستخدم استخدامات متعددة، موضحا أن الإنسان استخدم الأحجار القديمة منذ قديم الأزل في الزينة وتحقيق الثروة ولعلاج السحر أيضا من خلال كتابة التعاويذ والطلاسم، كما اعتُقد أنها تمثل قيمة نفسية وطبية، وهو ما يعرف بعلم المداواة بالأحجار الكريمة. ولفت عطية إلى أن تولد الأحجار الكريمة يأتي من خلال الأبخرة والأدخنة التي تنتج بقوة الحرارة في باطن الأرض ثم تتصلب المواد المتعددة وتجف، وعلى حسب نوعية المادة وتفاعلها واتحادها ينتج حجرا أو معدنا تاما التركيب، كما أن هناك أحجارا تتولد من النباتات مثل الكهربا والسندروس وما شابهها، وهناك مجموعة تتولد داخل الحيوانات، مؤكدا أنه توجد الأحجار الكريمة داخل مصر وخصوصا في الصحراء الشرقية وسيناء بكمية كبيرة ويوجد في مصر الزمرد والزبرجد والأمازونيت والجارنت العقيق والياقوت والسفير. الأحجار الكريمة اعتبرها القدماء تستخدم في العلاج والحماية ومنها ما هو حقيقي ومنها ما هو خرافي أيضا وأوضح عطية أنه يوجد الكثير من الأنواع المختلفة للأحجار الكريمة التي اعتبرها القدماء تستخدم في العلاج والحماية ومنها ما هو حقيقي ومنها ما هو خرافي أيضا، فعلي سبيل المثال يعتقد باستعمال اللؤلؤ لتقوية أعصاب العين وضربات القلب، والياقوت لوقف النزف وتهدئة الروع والخوف وكسب الحظ والعز بين الناس، والزمرد لاتقاء الصرع وإبعاد جميع الحشرات السامة، والفيروز لاتقاء العين الحاسدة والشريرة، والعقيق لوقف نزف الدم من أي مكان في الجسم إلا أنه على الرغم من ذلك فأي حديث حول استخدام الأحجار الكريمة في صناعة القلادات المستخدمة في العلاج والحماية، كما يزعم بعض الأشخاص والشركات فهو كلام عارٍ تماما عن الصحة، واصفا إياه بأنه "كلام للنصب". وأشار الشيخ محمد زكي، الأمين العام للجنة العليا للدعوة الإسلامية، مقرر لجنة المصالحات بالأزهر الشريف، إلى أن المسلم يجب أن يكون يقينه الوحيد في تحقيق النفع له ليس في حجر كريم أو غير ذلك، وإنما أن يكون يقينه بالله تعالي الذي بيده تقدير الخير والنفع للناس جميعا. وأضاف أنه من الممكن أن ينتفع بخبرة الإنسان أو بأثر الرجل الصالح، ولكن يجب التسليم بأن كل شيء بإذن الله تعالي والإيمان به، لأنه إذا اعتقد أحد الأشخاص بأن النفع لا يأتي من الله تعالى فهو كذب. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|