قد أوضحنا المعني الروحي للختان وفعله بالجسد وتنقيته.. لذلك نحتفل بعيد الختان لكي ندرج الختان الروحي الذي نلناه بالمعمودية فنحفظ أنفسنا من الخطية التي تفصلنا عن الله مصدر حياتنا.. فيظل القلب مختونًا فلا يشتهي الشر مهما كان إغرائه وتظل الحواس مختونة ومحفوظة من الخطية حتى لا تفقد ختانها الروحي.. لأننا وإن كنا قد خرجنا أحياء من المعمودية كالكتكوت الذي خرج من البيضة وكسر القشرة الخارجية السميكة التي تشير للإنسان العتيق وسلطان الخطية.. إلا أننا بخضوعنا للشر نسمح للشيطان أن يحيطنا مرة أخري بهذه القشرة السميكة ويفرض علينا سلطان الإنسان العتيق مرة أخري.. ولكن بالتوبة نقوم مرة ثانية ونكسر هذه القشرة ونتخلص من السلطان الشيطاني.. وهكذا نحتاج أن نعى جيدًا فعل الختان الروحي الذي نلناه بالمعمودية ونعيشه من خلال التوبة الدائمة والمتجددة.
كما أن البعد الروحي أيضًا لختان الرب في طاعته للوصية نيابة عن البشر.. ففي شخص آدم حين عصى الوصية عصت البشرية كلها فيه.. كذلك في الرب يسوع قد أطاعت البشرية كلها.. وخاصة أن وصية الختان ليست وصية عادية ولكنها عهد ولذلك بطاعة الرب نيابة عنه انتفعنا نحن بالعهد ونلنا ثمرته فيه..