اختتن السيد المسيح ليس لأنه محتاج للختان ولكن (بختانه وهو الابن الوحيد بالطبيعة للآب السماوي) صير واعتمد كل من اختتن قبل مجيء السيد المسيح لأنه فوق الزمن، وختانه في الجسد وإن كان قد حدث في لحظة معينة إلا أنة يمتد في كل الأزمنة بحسب لاهوته لذلك اعتمد بنوة من اختتنوه في العهد القديم.
كيف؟ لان الرب يسوع أخذ جسم بشريتنا وصار يمثل البشرية.. لذلك ما يفعله في جسده يفيد البشرية كلها.. فختانه أفاد الذين اختتنوا قديما وصاروا أبناء، لان الابن الوحيد سيأتي ويمارس الختان فالعطية كانت لهم بحسبما سيتم بتجسد ابن الله الوحيد.. فاخذوا البنوة بالختان لان الابن الوحيد سيتجسد ويختتن..
إن كفاية الرب يسوع لكل من أتي قبله ومن سيأتي بعده تدل علي لاهوته لأن اللاهوت غير محدود.. لذلك فهو إنسان غير محدود ولا يحده ماضي ولا حاضر ولا مستقبل.. لهذا أفاد كل الأجيال.. الذين قبله بالختان واللذين بعده بالمعمودية فختانه عيد سيدي صغير لأنه رمز وأفاد من أخذوا البنوة بالختان في العهد القديم ومعموديته كابن الله في الماء والروح القدس حال عليه بحسب التدبير لخلاصنا ليعلنه مخلصًا لنا جعل الصورة الدائمة للمعمودية أن من ينزل في الماء والروح القدس حال علي الماء يولد ابنًا له بالتبني.. لأنه نزل مكان الابن الحقيقي ودفن معه ليرث الخلاص والحياة الأبدية وثياب البر والقداسة التي ينالها..
أنه فعل اللاهوت الذي يجعل ما يتم من عمل خلاصي مباشر أو غير مباشر مع السيد المسيح يمتد ليفيد البشر ليس في المستقبل فقط (كما يحدث في المعمودية) ولكن بالختان أيضًا لكل من اختتن في العهد القديم بحسب العهد الإلهي.
البعد الرعوي للختان: إننا نحتفل بعيد ختان ربنا يسوع المسيح الذي فيه سمى باسم يسوع أي مخلص وكتب هذا الاسم للسيد المسيح كإنسان مولود من امرأة.. فاتحًا بكتابة اسمه سفر الحياة الذي في السماء.. تلك السماء التي كانت مغلقة فترة طويلة.. ولكن بتجسد ابن الله الكلمة علي أرضنا وتسجيل اسمه علي الأرض بين البشر.. فتح لنا سجل السماء أسماءنا معه في العلاء...
إنه بعد رعوي يوضح عمل السيد الرب العجيب بيننا.. فهو المالك الحياة جاء ليأخذ موتنا ويهبنا حياته الأبدية لنحيا معه.. وأخذ موقعًا علي الأرض لكي به يصير لنا موقعًا في السماء التي دعينا إليها ولولا تجسده ما استطعنا نوالها..
حقًا إنه نعم الراعي الذي يسعى ليهب غنماته ما تحتاجه من حياه بدل الموت وبالعلوية بدل السفلية التي هبطنا إليها بالمعصية.. إن سجل الحياة الأبدية ملئ بأسماء نفوس أمينه أحست بفعل الرب لأجلها فجاهدت لتحفظ لنفسها مكانًا في هذا السفر المقدس (سفر الحياة).. العجيب يا إخوتي في عمل الرب لأجلنا إنه عمل فيه التنازل والنزول إلينا لكي يرفعنا إليه.. فقد ارتضى أن يصير إنسانًا كاملًا غير محدود لكي بكتابة اسمه في سجل الأرضيين يهبهم جميعًا، حق كتابة اسمهم في سفر الحياة السماوي إن آمنوا به وثبتوا في محبته.. فكم كانت فرحته حين فتح أبواب الجحيم وكسر متاريسه ليخرج اللذين ماتوا علي رجاء القيامة ليدخلهم إلي فردوس الفرح تمهيدًا لدخولهم داخل الأبواب الدهرية حيث سنقضي الأبدية السعيدة بنعمته علينا في ملكوته الدائم إلي الأبد.. وقد دخل إلى الأقداس هذه سابقًا لنا لكي نتبعه في يوم القيامة حيث نعبر به وبنعمته إلي الحياة الأبدية في كنفه حتى نتمتع بصحبته إلي الأبد.