وضع الخطية أمامك كل حين بدون تفاصيلها
سؤال:-
ولعل البعض يسأل -من جهة التذكر والنسيان- هل أنا مطالب بأن أضع خطيتي أمامي في كل حين (مز50)، إذا كنت حينما أتذكر خطاياي، أعود فأسقط فيها مرة أخري؟
وطبعًا ليس المقصود بتذكر الخطايا، أن يتذكر الإنسان التفاصيل المعثرة التي تتعبه وتسقطه. على أنني بمشيئة الرب سأجيب على هذا السؤال بالتفصيل في الباب الخاص بحروب الفكر هنا في موقع الأنبا تكلا.
فليس المقصود بهذه العبارة أن تتذكر التفاصيل المعثرة التي تتعبك.
يكفي في حالتك أن تذكر الخطية جملة وليس تفصيلًا.
ونقطة أخري: هي أن الآباء قالوا إن الخطايا الشهوانية أو الانفعالية هي التي تحارب الإنسان بالخطايا مرة أخري.
فلنفرض مثلًا أنك اشتهيت مركزًا معينًا، أو اشتهيت أن تقتني شيئًا تحبه، أو أنك وقعت في شهوة جسدية فتذكار تفاصيل هذه الشهوات قد يتعبك.
أو أن وقعت في خطية انفعالية مثل الغضب أو الحسد أو الرغبة في الانتقام، فربما تذكار التفاصيل يتعبك.
وعن هذه الخطايا وأمثالها، قيل في القداس الإلهي:
"تذكار الشر المُلْبِس الموت".
لذلك يمكن أن تتذكر خطاياك في انسحاق لتندم عليها وتتضع. أما إن وجدت التذكر سيدنس فكرك، أو يعيد شهوة رديئة إلى قلبك، أو أنه يجعلك تنفعل بالغضب أو الحسد أو الانتقام أو محبة العالم.
فحينئذ اهرب من تذكار الخطية. تذكار الخطية هو وسيلة لهدف.
وكل ممارسة روحية، اعملها بحكمة ولا تكن حرفيًا في ممارسة الفضائل.