يـا عـــــــذراء العــــــذارى:
تعددت أقوال آباء الكنيسة فى القرون الأولـى للمسيحية أمثال القديس جيروم والقديس أغسطينوس معلنة عن إيمانهم ببتوليـة العذراء الدائـمة، ولهذا تؤمن الكنيسة دائـما ببتولية العذراء. ولقد كان لهذه البتولية من التأثير على الحياة الروحية فى الكنيسة جمعاء وخلال تاريخ الكنيسة عبر الأجيال كثير من الرجال والنساء كرّسوا ذواتهم للـه وعاشوا حياة بتوليـة وفى عفـة وطهارة كتعبـير عن حبهم للقديسة مريم وإبنهـا يسوع.
بهذا قدمت القديسة مريـم للفتيات والفتيان العذارى مثالاً يحتذى بـه فهى قدمت نـموذجا للحياة اللائقـة بالسماء (البتوليـة) فنذرت نفسها للرب وكانت عذراء فى جسدها وروحـها وصورة لهـا بطاعتـها وخضوعهـا لـمشيئة الله وإلتصاقهـا بـه، فإستحقت أن تكون شفيعة للعذارى والرهبان والراهبات والـمكرّسات فى كل عصر وآوان ومثالا لهم فى إنكار الذات والعِفـة والتكريس ومحبـة الله.