رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فَافعَلوا ما يَقولونَ لَكم واحفَظوه. ولكِن أَفعالَهم لا تَفعَلوا، لأَنَّهم يَقولونَ ولا يَفعَلون: " لأَنَّهم يَقولونَ ولا يَفعَلون " فتشير إلى تأنيب المسيح لرِيَاء الفِرِّيسيِّينَ والكَتَبَة حيث أن ذلك يُذكِّرنا بقول بولس الرَّسُول " أَفَتُعلِّمُ غَيرَكَ ولا تُعلِّمُ نَفْسَكَ؟ أَتَعِظُ بِالامتِناعِ عَنِ السَّرِقَةِ وتَسرِق؟ أَتَنْهى عنِ الزِّنى وتَزْني؟ أتَستَقبِحُ الأَصْنامَ وتَنهَبُ مَعابِدَها؟ أَتَفتَخِرُ بِالشَّريعةِ وتُهينُ اللهَ بِمُخالَفَتِكَ لِلشَّريعة؟ فقَد وَرَدَ في الكِتاب: ((يُجَدَّفُ بِاسمِ اللهِ بَينَ الوَثَنِيِّينَ وأَنتُمُ السَّبَب "(رومة 2: 21-24). وفي هذا الصدد يقول الشاعر أبي الأسود الدؤلي" يأيها الرجلُ المعلّمُ غيرَه -هلاّ لنفسك كان ذا التعليمُ. ونراك تُصلح بالرشاد عقولنا-أبدًا وأنت من الرشاد عديمُ-ابدأ بنفسك فانهَها عن غَيِّها-فإذا انتهت عنه فأنت حكيم-فهناك يُقبل ما تقول ويُهتدَى- بالقول منك، وينفع التعليمُ". ويُعلق القديس يوحنا الذهبي الفم "ما أسوأ أن نكون فلاسفة في الكلمات لا في الأعمال". والمسيح أعطانا أن نتمثَّل ونقتدي بالله لا بإنسان كما قال: "فكونوا أَنتُم كامِلين، كما أَنَّ أَباكُمُ السَّماويَّ كامِل"(متى 5: 48). فلا يصحُّ أن نعمل الخطأ مُبرِّرين ذلك أنَّ هذا أو ذاك مهما كان مَنْصبه يفعل هذا الخطأ. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|