3- في المحبة المصلوبة
تَتِمُّ خدمة الكاهن دائماً، من البداية حتى النهاية، في “المحبة المصلوبة”. أن نخدم الناس يعني أن نحيا من محبة الله للناس، ومحبتنا هذه مصلوبة لأن هذا هو واقع خدمتنا. نحن مصلوبون على عدم اكتراث الناس وعلى رفضهم لخدمتنا. إن خطايا هذا العالم ترفض وتقاوم ما نحمله فينا من فوق لا منا. إن المسيح صُلب لما رفضه الذين أحبهم وأتى إليهم: “إلى خاصته جاء وخاصته لم تقبله” (يو1: 11)، بالإضافة إلى أنه صُلب بالجسد أيضاً.. فلا نستطيع نحن أن ننجو من الصلب. “إذا كانوا قد اضطهدوني فسيضطهدونكم أيضاً” (يو15: 20)، “ليس عبد أعظم من سيده” (يو13: 16). وإلى جانب ذلك نحن مصلوبون أيضاً على ضعفاتنا ونقائصنا والفساد الذي فينا، فلنتجاوزها لا بالسعي نحو كمال نظري نتصوره في ذهننا (إن كمالاً مثل هذا غير موجود. هذه تجربة “الكمالية” العقيمة) بل بمزيد من بذل ذواتنا قرابين حيّة وذلك كما نحن، على علاتنا. فالمسيح سلّمنا جميعاً إلى الناس ومن خلالنا سلّم نفسه إليهم..