منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28 - 02 - 2014, 06:21 PM   رقم المشاركة : ( 11 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,059

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: روحانية الصوم - كتاب للبابا شنوده الثالث

أسرار الكنيسة يسبقها الصوم


روحانية الصوم - كتاب للبابا شنوده الثالث
سر المعمودية، يستقبله المعمد وهو صائم، ويكون إشبينه أيضًا صائمًا، والكاهن الذي يجربه يكون صائمًا كذلك. الكل في صوم لاستقبال هذا الميلاد الروحي الجديد. ونفس الكلام نقوله عن: سر الميرون، سر قبول الروح القدس الذي يلي المعمودية.
سر الأفخارستيا، التناول، يمارسه الكل وهو صائمون سر مسحة المرضي (صلاة القنديل) يكون فيه الكاهن صائمًا أيضًا. ولكن يستثني المرضي العاجزون عن الصوم، الذين يعفون من الصوم حتى في سر التناول.. وسر الكهنوت كما قلنا، يمارس بالصوم..
لم يبق سوي سر الأعتراف، وسر الزواج.
وما أجمل أن يأتي المعترف ليعترف بخطاياه وهو صائم ومنسحق ولكن لأن الكنيسة تسعي وراء الخاطئ في كل وقت، لتقبل توبته في أي وقت، لذلك لم تشترط الصوم.
أما سر الزواج فقد أعفاه السيد المسيح بقوله " لا يستطيع بنو العرس ان يصوموا مادام العريس معهم" (مر 2: 19). ومع ذلك ففي الكنيسة الناسكة الولي ويستمران ذلك اليوم في صوم.. حاليًا طبعًا لا يحدث هذا..
إن بركات الروح القدس التي ينالها المؤمنون في الأسرار الكنيسة كانت تستقبل بالصوم، إلا في حالات الإستثنائية.
وكما عرفت الكنيسة الصوم في حياة العبادة، وفي حياة الخدمة، كذلك عرفته في وقت الضيق، وخرجت بقاعدة روحية وهي أنه بالصوم يتدخَّل الله.
  رد مع اقتباس
قديم 28 - 02 - 2014, 06:22 PM   رقم المشاركة : ( 12 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,059

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: روحانية الصوم - كتاب للبابا شنوده الثالث

بالصوم يتدخَّل الله

لقد جرب هذا الأمر نحميا، وعزرا ودانيال. وجربته الملكة أستير من أجل الشعب كله. وجربته الكنيسة في القرن الرابع في عمق مشكلة آريوس. وجربته الأجيال كلها. وأصبح عقيدة راسخة في ضمير الكنيسة، تصليها في صلاة القسمة في الصوم الكبير، مؤمنه إيمانًا راسخًا أن الصوم يحل المشاكل..

روحانية الصوم - كتاب للبابا شنوده الثالث
الإنسان الواثق بقوته وذكائه. أما الشاعر بضعفه، فإنّهُ في مشاكله، يلجأ إلي الله بالصوم. في الصوم يتذلل أمام الله، ويطلب رحمته وتدخله قائلًا "قم أيها الرب الإله.." وفي ذلك ينصت إلي قول الرب في المزمور "من أجل شقاء المساكين وتنهد البائسين، الآن أقوم -يقول الرب- أصنع الخلاص علانية" (مز 11)
الصوم هو فترة صالحة، لإدخال الله في كل مشكلة. فترة ينادي فيها القلب المنسحق، ويستمع فيها الله.
فترة يقترب فيها الناس إلي الله، ويقترب فيها الله من الناس، يستمع حنينهم وإلي أنينهم، ويعمل.. طالما يكون الناس منصرفين إلي رغباتهم وشهواتهم، ومنشغلين بالجسد و المادة فإنهم يشعرون أن الله يقف بعيدًا لا لأنه يريد أن يبعد، وإنما لأننا أبعدناه، أو رفضناه، أو رفضنا أن نقترب منه علي وجه أصح. أما في فترات الصوم الممزوج بالصلاة، فإن الإنسان يقترب إلي الله، ويقول له: اشترك في العمل مع عبيدك.. إنه صراخ القلب إلي الله، لكي يدخل مع الإنسان في الحياة.
يمكن أن يكون في أي وقت. ولكنه في فترة الصوم يكون أعمق، ويكون أصدق ويكون أقوي.
فبالصوم الحقيقي يستطيع الإنسان أن يحنن قلب الله.. والذي يدرك فوائد الصوم، وفاعليه الصوم في حياته، وفي علاقته بالله، إنما يفرح بالصوم.
  رد مع اقتباس
قديم 28 - 02 - 2014, 06:24 PM   رقم المشاركة : ( 13 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,059

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: روحانية الصوم - كتاب للبابا شنوده الثالث

الفرح بالصوم

روحانية الصوم - كتاب للبابا شنوده الثالث
إننا لسنا من النوع الذي يصوم، وفي أثناء الصوم يشتهي متى يأتي وقت الإفطار. إنما نحن حينما نكون مفطرين، نشتهي الوقت الذي يعود فيه الصوم من جديد. الإنسان الروحي يفرح بفترات الصوم، أكثر مما يفرح بالأعياد التي يأكل فيها ويشرب. كثيرون يشتهون الصوم في فترة الخمسين المقدسة التي يأتي بعد القيامة، والتي لا صوم فيها ولا مطانيات. وفيها يشتاق الكثيرون إلي الصوم اشتياقًا، لذلك يفرحون جدًا عندما يحل صوم الرسل، إذ قد حرموا من لذة الصوم خمسين يومًا من قبله.
ومن فرح الروحيين بالصوم، لا يكتفون بالأصوام العامة، إنما يضيفون إليها أصوامًا خاصة بهم..
ويلحون على آباء اعترافهم أن يصرخوا لهم بتلك الأصوام الخاصة، مؤيدين طلبهم بأن روحياتهم تكون أقوي في فترة الصوم، بل أن صحتهم الجسدية أيضًا تكون أقوي، وأجسادهم تكون خفيفة. إن الذين يطلبون تقصير الأصوام وتقليلها، هؤلاء يشهدون علي أنفسهم أنهم لم يشعروا بلذة الصوم أو فائدته.. وسنتحدث بمشيئة الرب في الفصول المقبلة عن فوائد الصوم، التي من اجلها صار فرحًا للروحيين، وصار للرهبان منهج حياة..
  رد مع اقتباس
قديم 28 - 02 - 2014, 06:26 PM   رقم المشاركة : ( 14 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,059

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: روحانية الصوم - كتاب للبابا شنوده الثالث

منهج حياة

من محبة آبائنا الرهبان للصوم، جعلوه منهج حياة.

روحانية الصوم - كتاب للبابا شنوده الثالث
صارت حياتهم كلها صومًا ماعدا أيام الأعياد، ووجدوا في ذلك لذة روحية ولم يشعروا بأي تعب جسدي. بل استراحوا للصوم وتعودوه.. وروي أنه لما حل الصوم الكبير في احدي البراري، أرسلوا من ينادي في البرية لينبه الرهبان إلي حلول هذا الصوم المقدس، فلما سمع أحد الشيوخ من المنادي هذا التنبيه، قال له: ما هو يا أبني هذا الصوم الذي تقول عنه؟ لست أشعر به الآن أيام حياتي كلها واحدة (لأنها كلها كانت صومًا). والقديس الأنبا بولا السائح، كان يأكل نصف خبزة يوميًا، وفي وقت الغروب كنظام حياة ثابت. وبعض الرهبان كان يصوم كل أيامه حتى الغروب، مثل ذلك الراهب القديس الذي قال: مرت علي ثلاثون سنة، لم تبصرني فيها الشمس آكلًا… وبعض الرهبان كانوا يطوون الأيام صومًا. والقديس مقاريوس الإسكندري لما زار أديرة القديس باخوميوس. كان يأكل في يوم واحد من الأسبوع طوال أسابيع الصوم الكبير، وكان يطوي باقي الأيام.. ولم يقتصر صوم أولئك الآباء علي طول فترات الصوم، أو طي الأيام، إنما شمل النسك أيضًا نوع طعامهم.. أبا نفر السائح كان يتغذي بالبلح من نخله في مكان توحده، والأنبا موسى السائح كان يقتات بحشائش البرية، وكذلك كان الأنبا بيجيمي السائح. وكان يشرب من الندي..
هذا الصوم الدائم كان يجعل حياة الآباء منتظمة.
في الواقع أن حاله الرهبان من هذه الناحية مستقرة علي وضع ثابت، استراحت له أجسادهم، واستراحت له أرواحهم.. وضع لا تغيير فيه اعتادوه ونظموا حياتهم تبعًا له. أما العلمانيون فهم مساكين، أقصد هؤلاء الذين ينتقلون من النقيض إلي النقيض من صوم يمنعون فيه أنفسهم، إلي فطر يأخذون فيه ما يشتهون. يضبطون أنفسهم فتره، ثم يمنحونها ما تشاء فترة أخري، ثم يرجعون إلي المنع، ويتأرجحون بين المنع و المنح فترات وفترات. يبنون ثم يهدمون، ثم يعدون إلي بناء يعقبه هدم إلي غير قيام.
أما الصوم الحقيقي الذي يتدرب فيه الصائم علي ضبط النفس ويستمر معه ضبط النفس كمنهج حياة..
فيضبط نفسه في أيام الفطر كما في أيام الصوم، علي الرغم من اختلاف أنواع الأطعمة ومواعيد الأكل.. وهكذا يكون الصوم نافعًا له، ويعتبر بركة لحياته.
وبهذا المعني لا يكون الصوم عقوبة، بل نعمة.
كانت أكبر عقوبة توقع علي أحد الروحيين، أن يأمره أب اعترافه بان يأكل مبكرًا، أو يأكل لحمًا أو طعامًا شهيًا. وكان أب الاعتراف يفعل هذا إن رأي أبنه الروحي قد بدأ يرتفع قلبه أو يظن في نفسه أنه قد صار ناسكًا أو زاهدًا. فيخفض كبرياءه بالأكل، فتنكسر نفسه، وبذلك يتخلص من أفكار المجد الباطل..
  رد مع اقتباس
قديم 28 - 02 - 2014, 06:27 PM   رقم المشاركة : ( 15 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,059

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: روحانية الصوم - كتاب للبابا شنوده الثالث

الصوم والاستشهاد




روحانية الصوم - كتاب للبابا شنوده الثالث
طبيعي أن الذي لا يستطيع الاستغناء عن أكله، يكون من الصعب عليه أن يستغني عن الحياة كلها.
أما النفوس القوية التي تتدرب علي احتمال الجوع والعطش، والتي تستطيع أن تخضع أجسادها وتقهر رغباتها وشهواتها، هذه بتوالي التداريب، وبعدم الاهتمام بالجسد واحتياجاته، يمكنها في وقت الاستشهاد أن تحتمل متاعب السجون وآلام العذاب، وتستطيع بنعمة الله أن تقدم أجسادها للموت.
لهذا كان الصوم مدرسة روحية تدرب فيها الشهداء.
ليس من جهة الجسد فقط، وإنما أيضًا من جهة روحانيه الصوم: لأنه إذ تكون أيام الصوم مجالًا للعمل الروحي والتوبة والاقتراب إلي الله، تساعد هذه المشاعر علي محبة الأبدية و عشرة الله، و بالتالي لا يخاف الإنسان من التقدم إلي الموت، إذ يكون مستعدا للقائه، بل أنه يكون فرحًا بالتخلص من الجسد للالتقاء بالله، ويقول "لي اشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح، فذاك أفضل جدًا" (في 1: 23).
بالصوم كانت الكنيسة تدرب أولادها علي الزهد. وبالزهد كانت تدربهم علي ترك الدنيا والاستشهاد.
فالذين استشهدوا كانوا في غالبيتهم أهل صوم وصلاة وزهد في العالم. وكما قال القديس بولس الرسول "يكون الذين يستعملون العالم، كأنهم لا يستعملونه، لأن هيئة هذا العالم تزول" (1 كو 7: 31).
  رد مع اقتباس
قديم 28 - 02 - 2014, 06:27 PM   رقم المشاركة : ( 16 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,059

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: روحانية الصوم - كتاب للبابا شنوده الثالث

الفصل الثاني: الصوم والجسد
موضوع الصوم لازم لكل إنسان. فكل الناس يصومون، من كل دين علي وجه الأرض. مما يدل علي أن فكرة الصوم كانت راسخة في عقيدة البشرية قبل أن تتفرق إلي أمم وشعوب، بل أنها ترجع إلي أيام آدم وحواء.
ونحن لا نريد هنا أن نطرق موضوع من الناحية العقيدية، إنما من الناحية الروحية.
نريد أن نتحدث عن الفهم الروحي للصوم، والسلوك الروحي أثناء الصوم، لن كل ما يهمنا هو نموك الروحي في محبة الله.
  رد مع اقتباس
قديم 28 - 02 - 2014, 06:28 PM   رقم المشاركة : ( 17 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,059

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: روحانية الصوم - كتاب للبابا شنوده الثالث

تعريف الصوم
تعريف الصوم من الناحية الروحية سنذكره بالتفصيل فيما بعد.
ولكن ما هو تعريف الصوم من الناحية الجسدية؟ الصوم هو انقطاع عن الطعام فترة من الوقت، يعقبها طعام خال من الدسم الحيواني.
  رد مع اقتباس
قديم 28 - 02 - 2014, 06:30 PM   رقم المشاركة : ( 18 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,059

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: روحانية الصوم - كتاب للبابا شنوده الثالث

فترة الانقطاع في الصوم | الصوم الانقطاعي



لابد من فترة انقطاع (الصوم الانقطاعي)، لأننا لو أكلنا من بدء اليوم بدون انقطاع، لصرنا نباتيين وليس صائمين. وحتى الصوم في اللغة هو الامتناع أو الانقطاع. فلا بد إذن أن نمتنع عن الطعام لفترة معينة.
فترة الانقطاع عن الطعام تختلف من شخص لآخر.
وذلك لأسباب كثيرة نذكر من بينها:
1-يختلف الناس في درجتهم الروحية. فهناك المبتدئ الذي لا يستطيع أن ينقطع عن الطعام لفترة طويلة. وأكثر من هؤلاء الناسك الذي يستطيع أن يطوي الأيام صومًا، كما كان يفعل آباؤنا الرهبان و المتوحدون و السواح.
2-يختلف الصائمون في سنهم. فمستوي الطفل أو الصبي في الصوم، غير مستوي الشاب أو الرجل الناضج، غير ما يستطيعه الشيخ أو الكهل.

روحانية الصوم - كتاب للبابا شنوده الثالث
3- يختلف الصائمون أيضًا في صحتهم، فما يحتمله القوي غير ما يحتمله الضعيف. كما أن المرضي قد يكون لهم نظام خاص، أو يعفون من الانقطاع حسبما تكون نوعية أمراضهم وطريقة علاجهم.
4- يختلف الصائمون كذلك في نوعية عملهم. فالبعض يقومون بأعمال تحتاج إلي مجهود جسدي كبير. والبعض أعمالهم مريحة يجلسون فيها إلي مكاتبهم بضع ساعات في اليوم. واحتمال هؤلاء للانقطاع غير احتمال أولئك.
5- هناك أيضا نظام التدرج. فقد يبدأ الصائم الأسبوع الأول من صومه بدرجة انقطاع معينة، تزداد علي مر الأسابيع، حتى يكون انقطاعه في آخر الصوم أعلي بكثير من نقطه البدء. وهذا التدرج نافع وينصح به الآباء الروحيون.
علي انه قد يوجد حد ادني لهذا الانقطاع.
وربما يختلف هذا الحد الأدنى من صوم إلي آخر. فالصوم الكبير مثلًا يكون حده الأدنى أعلي من باقي الأصوام. والحد الأدنى في أسبوع الآلام يكون أعلي مما في الصوم الكبير نفسه والبعض كانوا يطوون الفترة من بعد خميس العهد إلي قداس العيد. وأيام البرامون في أصلها تطوي أيضا. أما الضعفاء فلهم تسهيل خاص. ومع كل ذلك، فيمكننا أن نضع قاعدة هامة وهي:
فترة الانقطاع تكون حسب إرشاد أب الاعتراف.
وذلك حتى لا يبالغ فيها البعض فتتبعهم جسديًا، وقد تتعبهم روحيًا أيضا إذ تجلب لهم أفكارًًا من المجد الباطل. كما أن العض من الناحية الأخرى قد يتهاون بطريقة تفقده فائدة الصوم. والأفضل أن يشرف أب اعتراف علي هذا الأمر. علي أنه من جهة النظام العام للكنيسة في فترة الانقطاع، نود أن نسأل سؤالًا:
هل هناك علاقة بين الانقطاع عن الطعام والساعة التاسعة؟
يبدو أن هناك علاقة.. لأنه في طقس الكنيسة الخاص بصلاة الساعة التاسعة نلاحظ إختيار فصل الإنجيل الخاص بمباركة الطعام بعد فترة من الجوع (لو 9: 10-17). وواضح أننا في صلاة الساعة التاسعة نذكر موت السيد المسيح علي الصليب، فلماذا إذن هذا الفصل من الإنجيل الخاص بمباركة الطعام؟ يبدوا أن نظام الانقطاع كان عمومًا إلي الساعة التاسعة، فيصلي الناس هذه الساعة بإنجيلها المناسب، ثم يتناولون طعامهم. ولما كانت غالبية السنة صومًا، ولكي لا يتغير نظام الصلاة اليومية بين الإفطار و الصوم، بقي هذا الفصل من الإنجيل علي مدار السنة.. حتى في الأيام التي ليس فيها انقطاع، يذكرنا بمباركة الرب للطعام قبل الكل أيًا كان الموعد..
و المعروف أن الساعة التاسعة من النهار هي الثالثة بعد الظهر، علي اعتبار أن النهار يبدأ علي الأغلب من السادسة صباحا. وعلي أية الحالات، لا داعي لاستفاضة في بحث هذه النقطة، مادامت فترة الانقطاع تتغير من شخص إلي آخر، كما إننا تركنا تحديدها لأب الاعتراف ولحالة الصائم الروحية...
والمهم عندنا هو الوضع الروحي لفترة الانقطاع.
فلا نريد ان ندخل في شكليات أو في قوانين خاصة بفترة الانقطاع، إنما نريد أن نتحدث عن الطريقة التي يستفيد بها الإنسان روحيًا من فترة انقطاعه عن الطعام. لأنه قد ينقطع إنسان عن الطعام إلي التاسعة من النهار أو غلي الغروب أو إلي ظهور النجم، ولا يستفيد روحيًا، إذ كان قد سلك بطريقة غير روحية. فما هي الطريقة الروحية إذن؟
1-ينبغي أن تكون أن تكون فترة الانقطاع فترة زهد ونسك.
فلا تهتم فيها بما للجسد. أي لا تكون منقطعًا عن الطعام، وتظل تفكر متى تأكل.. إنما ينبغي أن تكون فترة الانقطاع فترة زاهدة ناسكة، ترتفع فيها تمامًا عن مستوي الكل وعن مستوي المادة وعن مستوي الطعام.
2-وبعد فترة الانقطاع لا تأكل بشهوة.
فالذي ينقطع عن الطعام، ثم يأكل بعد ذلك ما يشتهيه، أو يتخير أصنافًا معينة تلذ له، هذا لا يكون قد أخضع جسده أو أمات شهواته. وإذ يأكل بشهوة، أو إذ يأكل ما يشتهي، يدل علي انه لم يستفيد روحيًا من فترة الانقطاع، ولم يتعلم منها الزهد و النسك..! أنظر ما قاله دانيال النبي عن صومه " لم آكل طعامًا شهيًا "(دا 10:3). وهكذا يكون يهدم ما يبنيه، بلا فائدة..! وليس الصوم هو أن نبني ونهدم ثم نبني ثم نهدم، بغير قيام..!
3-ولا تترقب نهاية فترة الانقطاع، لتأكل.
أن جاء موعد الكل، فلا تسرع إليه. وحبذا لو قاومت نفسك، ولو دقائق قليلة وانتظرت. أو إن حل موعد تناولك للطعام، قل لنفسك: نصلي بعض الوقت ثم نأكل، أو نقرأ الكتاب ونتأمل بعض الوقت ثم نأكل، ولا تتهافت علي الطعام.. الزهد الذي كان لك أثناء فترة الانقطاع، فليستمر معك بعدها. فهذه هي الفائدة الروحية التي تنالها.
أجعل روحياتك هي التي تقودك، وليس الساعة.
وادخل إلي العمق. العمق الذي في الامتناع عن الطعام. الذي الارتفاع عن مستوي الكل، وعن مستوي المادة، وعن مستوي الجسد. وبالنسبة إلي فترة الانقطاع وموعدها، حبذا لو وصلت بك إلي الشعور بالجوع فهذا أفيد جدًا.. هنا ونحدثك عن عنصر الجوع في الصوم.
  رد مع اقتباس
قديم 28 - 02 - 2014, 06:31 PM   رقم المشاركة : ( 19 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,059

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: روحانية الصوم - كتاب للبابا شنوده الثالث

عنصر الجوع في الصوم

كثيرون ينقطعون عن الطعام، ثم يأكلون دون أن يشعروا بالاحتياج إلي الطعام، ودون أن يصلوا إلي الشعور بالجوع، وإلى احتمال الجوع والصبر عليه وأخذ ما فيه من فوائد روحية. وقدم لنا الكتاب أمثله للجوع في الصوم:
السيد المسيح صام حتى جاع، وكذلك الرسل.
قيل عن السيد المسيح له المجد في صومه الأربعيني إنه "جاع أخيرًا" (مت 4: 2). وحسب رواية معلمنا لوقا البشير "لم يأكل شيئًا في تلك الأيام. ولما تمت جاع أخيرًا" (لو 4: 2). وذكر عن السيد المسيح أنه جاع، في مناسبة أخري، في أثنين البصخة (مر11: 12). ولكن لعل البعض يقول أن مستوي صوم السيد صعب علينا، فلنتحدث عن صوم البشر، وفيه أيضًا عنصر الجوع. قيل عن القديس بطرس الرسول إنه "جاع كثيرًا واشتهي أن يأكل" (أع 10: 1). وفي حديث القديس بولس الرسول عن خدمته هو وزملائه، قال " في تعب وكد، في أسهار مرارًا كثيرة، في جوع وعطش، في أصوام مرارًا كثيرة "(2كو 11: 27). وقال أيضًا "تدربت أن اشبع وان أجوع" (في 4: 12).
وقد طوب الله حالة الجوع فقال:

روحانية الصوم - كتاب للبابا شنوده الثالث
"طوباكم أيها الجياع الآن، لأنكم ستشبعون "(لو 6: 21).
وأن كان جوع لعازر المسكين قد أهله للجلوس في حضن أبينا إبراهيم، علي اعتبار أنه استوفي تعبه علي الأرض علي الرغم من أن ذلك كان بغير إرادته، فكم بالأكثر ينال خيرًا في الأبدية من قد جاع ههنا بإرادته، نسكًا وزهدًا، وتقربًا إلي الله.
وقد درب الرب شعبه في البرية بالجوع.
وقال لهذا الشعب "وتتذكر كل الطريق التي فيها سار بك الرب هذه الأربعين سنه في القفز.. فَأَذَلَّكَ وأجاعك وأطعمك المن الذي لم تكن تعرفه ولا عرفه آباؤك لكي يعلمك انه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكل ما خرج من فم الرب يحيا الإنسان" (تث 8: 2، 3) إن الذي يهرب من عبارة "أذلك وأجاعك"، ستهرب منه عبارة "وأطعمك المن في البرية"… علي أن بني إسرائيل تذمروا علي تدريب الجوع، فهلكوا في البرية
إن الصوم يصل إلي كماله، في الجوع واحتماله.
فإن كنت لا تجوع، فأنت لم تصل إلي عمق الصوم بعد. وإن أطلت فترة انقطاعك حتى وصلت إلى الجوع، ثم أكلت مباشرة، فأنت إذن لم تحتمل الجوع ولم تمارسه. وبالتالي لم تنل الفوائد الروحية التي يحملها الجوع.
فما هي الفضائل الروحية التي يحملها الجوع؟
الذي يمارس الجوع، يشعر بضعفه عن الغرور والشعور بالقوة والثقة يذل الجسد، فتُذلُّ النفس، وتشعر بحاجتها إلي قوة تسندها، فتلجأ إلى الله بالصلاة وتقول له: أسند يا رب ضعفي بقوتك الإلهية، فأنا بذاتي لا أستطيع شيئا.
صلاة الإنسان وهو جائع، صلاة أكثر عمقا.
أن الجسد الممتلئ بالطعام، لا تخرج منه صلوات ممتلئة بالروح. ولذلك دائمًا تمتزج الصلاة بالصوم، ويمتزج الصوم و الصلاة. وحينما يريد الناس أن يصلوا في عمق، نراهم يصومون. وهكذا صلوات الناس في أسبوع الآلام لها عمقها، وحتى القراءات كذلك حينما تقال بصوت خافت من الجوع..
إن تسجيل لحن من ألحان البصخة، خلال أسبوع الآلام، يكون له عُمق، لأن الذي سَجَّلهُ كان صائمًا، وله روحيات الصوم.. وتسجيل نفس اللحن في غير أيام الصوم، وصاحبة مفطر، يجعل اللحن يفقد الكثير من عمقه الروحي، وربما يتحول إلي مجرد أنغام وموسيقي. إن الله يحب أن يشعر الإنسان بضعفه، لكيما ينسحق قلبه. والجوع يساعد علي الشعور بالضعف. ولذلك تصلح فيه المطانيات، ولا تصلح لمن هو ممتلئ بالطعام. نصيحتي لك: أن شعرت بالجوع فلا تأكل. وإنما أحتمل وخذ بركة الجوع.إن السيد المسيح صام أربعين يومًا وجاع أخيرا. ولما نصحه الشيطان أن يأكل رفض أن يأكل علي الرغم من جوعه. وأعطانا بذلك درسًا.. لذلك أحتمل الجوع وأيضا:
إن شعرت بالجوع، لا تهرب منه.
لا تهرب من الشعور بالجوع، عن طريق الانشغال ببعض الأحاديث، أو ببعض المسليات، أو عن طريق النوم، لكي تمضي فترة الجوع دون أن تشعر بها.. فإنك بالهروب من الجوع، إنما تهرب من بركاته ومن فوائده الروحية، وتهرب من التدريب علي فضيلة الاحتمال وفضيلة قهر الجسد.. إننا نريد أن نستفيد من الجوع، وليس أن نهرب منه.
إن ضغط عليك الجوع، قل إنك لا تستحق الأكل.
قل لنفسك: أنا لا أستحق آكل بسبب خطاياي. وهكذا تنسحق نفسك من الداخل، في الوقت الذي يسحقها فيه أيضًا تعب الجسد. وهكذا تتخلي عنك الكبرياء والخيلاء والعجب بالذات. وإن يصلي. أما الشبعان كثيرًا ما ينسي الصلاة ولذلك غالبية المتدينين يصلون قبل الأكل. وقليلون هم الذين يصلون بعد الانتهاء من الأكل أيضًا، إلا في الرسميات..
تدريب الجوع في الصوم، ينبغي أن يكون بحكمة.
حقًا إن الذين شعروا بالفائدة الروحية التي تأتي من الجوع، كانوا يطيلون مدته.. علي إني لا أقصد بهذا التدريب المبالغة فيه، بحيث يصل الصائم إلي وضع لا يستطيع أن يقف فيه علي قدميه للصلاة من شدة الإعياء. وقد يفضل أن يصلي وهو ساجد، ليس عن خشوع وإنما طلبًا للراحة واسترخاء الجسد في تعب إنما يجب السلوك في هذا التدريببحكمة، في حدود احتمال الجسد. ومع ذلك أقول لك كلمة صريحة وهي:
لا تخف من الجوع، فهو لا يستمر معك
فالمعدة كلما تعطيها أزيد من احتياجها تتسع لتحتمل ما هو أكثر.. ويزداد اتساعها في حالة الترهل، مع ضعف جدران المعدة. وإن لم تعطها ما يصل بها إلي الامتلاء تشعر بالجوع، فإن صبرت علي الجوع ولم تعط المعدة ما يملؤها، تبدأ في أن تكيف نفسها وتنكمش. وبتوالي التدريب لا تعود تتسع لكثير.. ولا يستمر الجوع، فالقليل يشعرها بالشبع. والإنسان الحكيم هو الذي يضبط نفسه، ويحفظ نظام معدته، فهو لا يكثر من تناول الطعام حتى تترهل معدته، ولا يبالغ في منع الطعام عنها بحيث تنكمش إلي وضع أقل من احتياج جسده.
فالاعتدال في هذا الأمر نافع وفيه حكمة.
  رد مع اقتباس
قديم 28 - 02 - 2014, 06:33 PM   رقم المشاركة : ( 20 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,270,059

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: روحانية الصوم - كتاب للبابا شنوده الثالث

الصوم والسهر
روحانية الصوم - كتاب للبابا شنوده الثالث
الامتلاء بالطعام يساعد علي ثقل الجسد، وبالتالي علي النوم. أما الصائم فيكون جسده خفيفًا، غير مثقل بعمليات الهضم، ويمكنه السهر. والصوم مع السهر يعطي استضاءة للفكر. وكل القديسين الذين اتقوا الصوم، اشتهروا أيضًا بالسهر. نلاحظ أن التلاميذ بعد العشاءين، ثقلت عيونهم بالنوم وهم في البستان، ولم يستطيعوا أن يسهروا مع الرب ولا ساعة واحدة (مت 26: 40). وأنت يا أخي، ليس من صالحك أن يأتي الختن في نصف الليل فيجدك نائمًا، بينما الكتاب يقول "طُوبَى لأُولَئِكَ الْعَبِيدِ الَّذِينَ إِذَا جَاءَ سَيِّدُهُمْ يَجِدُهُمْ سَاهِرِينَ" (إنجيل لوقا 12: 37). تدرَّب إذن علي الصوم، فالصوم يتمشي مع السهر. ونقصد بالسهر، السهر مع الله، وقضاء الليل في الصلاة.
  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الصوم الكبير - سلسله عظات للرهبان للبابا شنوده الثالث
نتابع.. من كتاب لاهوت المسيح للبابا شنوده الثالث 2
نتابع.. من كتاب لاهوت المسيح للبابا شنوده الثالث
صلاه للبابا شنوده الثالث من كتاب الرجوع الي الله
كتاب من أقامني قاضياً - الأستاذ نظير جيد قدم لكم هذا الكتاب للبابا المعظم البابا شنوده الثالث


الساعة الآن 01:07 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024