نتابع.. من كتاب لاهوت المسيح للبابا شنوده الثالث
-- -- -- -- -- -- -- -- -- -- -- -- -- -- -- -- -- -- -- --
1)تكلمنا عن آيات صريحة تدل على لاهوته | المسيح إله | الله
2) ثم تكلمنا عن سلطان السيد المسيح على الطبيعة
...
3)سلطان المسيح على الحياة والموت
نتكلم الان عن:
4) سلطان المسيح على الشياطين:
..................................................
1- كان الشياطين يخافون الرب ويصرخون عند لقائه، خائفين من أن يهلكهم أو يعذبهم.
أ - ومن أمثلة ذلك الإنسان الذي كان عليه روح نجس في مجمع كفر ناحوم هذا الروح صرخ قائلًا " آه، ما لنا ولك يا يسوع الناصري. أتيت لتهلكنا. أنا أعرفك من أنت قدوس الله" (مر1: 22، 24). وانظر أيضًا (مر3: 11).
ب - كذلك مع الإنسان الذي كان اسمه لجيئون، لأن فيه شياطين كثيرة وبسبب عنفه كان مربوطًا بسلاسل وقيود. هذا لما رأي خر له وصرخ بصوت عظيم مالي ولك يا يسوع ابن الله العلي. أطلب أن تعذبني" (لو8: 28).
ج وهكذا أيضًا مع المجنونين الهائجين من القبور في كورة الجرجسيين " حتى لم يكن أحد يقدر أن يجتاز من تلك الطريق " هذان لما أبصرا السيد " صرخا قائلين: ما لنا ولك يا يسوع ابن الله. أجئت إلى هنا قبل الوقت لتعذبنا" (متى8: 29). فسمح الرب أن الشياطين التي في هذين المجنونين تخرج منها وتمضي إلى قطيع الخنازير...
2- وكان السيد ينتهر الشياطين بالأمر فيخرجون:
ففي كفر ناحوم، انتهر الروح النجس قائلًا " اخرس واخرج منه" (مر1: 25). مع لجيئون " أمر الروح النجس أن يخرج من الإنسان" (لو8: 29، 31). وفي إخراج الروح الأخرس، انتهره قائلًا " أيها الروح الأخرس الأصم، أنا آمرك أخرج منه ولا تدخله أيضًا" (مر9: 29). كذلك في حالة الصبي الذي كان يمزقه الشيطان ويصرعه " انتهر الروح النجس، وشفي الصبي وسلمه إلى أبيه" (لو9: 42، 43). وفي كل تلك الحالات كانت الأرواح النجسة أي الشياطين تطيع أمره وتخرج في الحال. هذا السلطان لا يمكن أن يكون لإنسان.
3- وليس فقط بأمر المسيح كانت تخرج الشياطين، إنما أيضًا باسمه:
مثلما قال له الرسل " يا رب، حتى الشياطين تخضع لنا باسمك" (لو10: 17). ذلك لأنه كان قد أعطاهم سلطانًا على قوة العدو (لو10: 11). وهذا هو الفرق بين الرب والبشر في إخراج الشياطين: هو يخرجهم بأمره، وهم لا يخرجون بأمرهم، إنما بسلطانه هو. وفي هذا قال عن المؤمنين به " وهذه الآيات تتبع المؤمنين: يخرجون الشياطين باسمي" (مر16: 17). ولعل من أجمل الأمثلة على ذلك: قصة الجارية التي كان عليها روح عرافة، وكانت تتبع بولس الرسول. يقول سفر أعمال الرسل أن القديس بولس " التفت إلى الروح وقال: أنا آمرك باسم يسوع المسيح أن تخرج منها فخرج في تلك الساعة" (أع16: 18).
4- ونلاحظ هنا أن إخراج الشياطين كانت تأتي تحت أسماء ثلاثة:
إما أنهم شياطين صراحة، أو أرواح نجسه، أو مجانين. كما يتضح من الأمثلة السابقة... وأيضًا قارن (لو10: 17، 20)، (مر7: 25، 26، 29)، (لو8: 29، 30)، (لو9: 42)، (لو10: 17، 20)، (متى10: 1، .