هذا التعبير نراه في المزامير أحيانًا وفي بعض الآيات. كلمة الاعتراف تعنى أكثر من معنى. المعنى الأول:
المعنى الإيماني أي الاعتراف بالمسيح فاديًا ومخلصًا. "إن أمنت بقلبك واعترفت بفمك تخلص" هذا معنى إيماني. المعنى الثاني: وهو معنى روحي وهو الشكر لله. "اعترفوا للرب" أي أشكروا الله كما في (مزمور 116). المعنى الثالث: وهو معنى يخص التوبة. وهو الإقرار بالخطية.
إذا لم يؤمن الإنسان أن المسيح مخلصه، فكيف ينال الغفران من خلال سر التوبة والاعتراف. هو فيما يعترف يقدم عمل الإيمان لأن "الإيمان بدون أعمال ميت". هو مؤمن أن المسيح خلصه فيعترف كعمل للإيمان لذلك فهو ينال المغفرة. فالإيمان لابد أن يكون موجود والشكر لله أيضًا موجود. يشكر الله أن أعطاه توبة وساعده كي يأتي للاعتراف. لأن ليس كل إنسان يستطيع أن يقول خطيته. هذا مستوى روحي مهم. فيشكر الله أن أعطاه هذه الإمكانية. لذلك يقول "اعترفوا للرب لأنه صالح". الكتاب المقدس فيه آيات كثيرة جدًا تبين أهمية الإقرار بالخطية. الله عندما سأل على آدم "أدم، أدم أين أنت" كان هدفه أن يقر. الله كان يعلم أين أدم لكن يسأله لكي يقر. قايين أيضًا قال له "إن أحسنت أفلا رفع وإن لم تحسن فعند الباب خطية رابضة وإليك اشتياقها وأنت تسود عليها" لم يسمع الكلام وأخطأ فقال له "أين هابيل أخوك"؟ بعدما قتله فقال له "أحارس أنا لأخي؟!". فقال له "دم أخيك صارخ إلى". وأعطاه اللعنة وقال له "ملعون أنت من الأرض التي فتحت فاها وقبلت دم أخيك من يديك". واضح أن هذه مواقف الله كان يهمه فيها الإقرار بالخطية" (لاويين 5:1-6) يقر بما قد أخطأ به ويأتي إلى الرب بذبيحة لإثمه.
(سفر العدد 5: 6، 7) "أوصى الرب موسى قائلًا قل لبنى إسرائيل إذا عمل رجل أو امرأة شيئًا من جميع خطايا الإنسان وخان خيانة بالرب فقد أذنبت تلك النفس فلتقر بخطيتها التي عملت". (لاويين 26: 39-42)، (تثنية 26: 3) تأتى إلى الكاهن الذي يكون في تلك الأيام وتقول له اعترف بالرب.." (يشوع 7: 19) في قصة عاخان ابن كرمي "يا ابني أعطي الآن مجدًا للرب إله إسرائيل واعترف له واخبرنى" البروتستانت يقولوا: نحن نعترف للإنسان وليس لربنا. نقول له: لا نحن نعترف لربنا في مسمع الكاهن. وهذا هو الوضع الطبيعي الذي كان موجود. عندما كان يخطئ أحد كانوا يحضروا ذبيحة وطبعًا الكاهن هو الذي كان يقدم الذبيحة فيكون موجود، يضع الخاطئ يده على الذبيحة ويقر بخطيته فتنتقل الخطية منه للذبيحة. فتصبح الذبيحة عوضًا عنه فتدان الذبيحة وتفديه. ففي الأصل الإنسان يعترف لربنا ويخبر الكاهن. "أعطي مجدًا للرب إله إسرائيل واعترف له واخبرني الأن ماذا عملت لا تخفى عنى" (2صمو 12: 13) "فقال داود لناثان أخطأت إلى الرب فقال له والرب نقل عنك خطيتك لا تموت" (أمثال 28: 13) "من يكتم خطاياه لا ينجح ومن يقر بها ويتركها يرحم"، يقر بها أي يعترف ويتركها أي يتوب عنه. (نحميا 9: 1، 2) "اعترفوا بخطاياهم وذنوب أبائهم" الواضح من كل هذا في كل الشواهد كسند كتابي إخراج الخطية خارجًا الإقرار العلني والذبيحة. الخطية تخرج من الخاطئ توضع على الذبيحة بالإقرار العلني للخطية.
هناك ثلاث معادلات بلغة الرياضة: التوبة = استحقاق المغفرة والاعتراف. نوال المغفرة والتناول تمام أو كمال المغفرة. مثلث الغفران يناله الإنسان التوبة أولًا ثم الاعتراف ثانيًا ثم التناول ثالث. لذلك الكاهن يمسك الصينية بها الجسد ويقول يعطى عنا خلاصًا وغفرانًا للخطايا وحياة أبدية لمن يتناول منه. "خرج إليه جميع كورة اليهودية وأهل أورشليم واعتمدوا جميعهم منه في نهر الأردن معترفين بخطاياهم" (مر 1: 5). "وكان كثيرون من الذين أمنوا يأتون مقرين ومخبرين بأفعالهم" (أعمال 19: 18). "إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم". نقطة البروتستانت يقول نعترف لمن؟ من الشواهد السابقة جميعها روح الكتاب واضح منه أن الاعتراف للكاهن. "إن قلنا أن ليس لنا خطية نضل أنفسنا وليس الحق فينا" (يوحنا الأولى 1: 8) مبدأ الإقرار أمام الكاهن مهم جد. "أعترف لك بخطيتي ولا أكتم إثمي، قلت أعترف للرب بذنبي وأنت رفعت آثام خطيتي" (مز 32: 5). لأن أحيانًا البروتستانت يقولوا أن معنى أعترف للرب أي أشكره. هنا واضح أن داود النبي يركز على الاعتراف بالخطية قلت أعترف للرب بذنبي وأنت رفعت آثام خطيتي. واضح أن الاعتراف بالخطية وليس الاعتراف بفضل الله والشكر له. "يعلن عن فرح السماء بخاطئ واحد يتوب أكثر من 99 بار لا يحتاجون إلى توبة (مت 19: 13) و(مت 3: 8) و(أعمال 2: 27) "أذكر من أين سقطت وتب" (رؤيا 2: 5) أما السند الكتابي لسلطان الكهنوت في المغفرة في (مت 18: 18) "أعطيكم مفاتيح ملكوت السموات" هي نفسها العبارة التي قالها لبطرس في (مت 16: 18) ولكن أنا أفضل (مت 18: 18) لأن (مت 16: 18) وجهت لبطرس والكاثوليك أحيانًا يعتبرونها دليل على أن بطرس له وضع خاص. قال له أعطيك مفاتيح ملكوت السموات. هو قالها للرسل كلهم في الإصحاح 18 في (يوحنا 20: 20 24) بين سلطان الكهنوت في المغفرة أي سلطان المغفرة. إذا قال لك البروتستانت أن هذا الكلام كان للرسل فقط تجيب بأنه ليس للرسل فقط بدليل أنه قال للرسل في (مت 28: 29) ها أنا معكم كل الأيام وإلى انقضاء الدهر. الرسل والتلاميذ لم يعيشوا طول الأيام وإلى انقضاء الدهر. قبل أن ينتهي القرن الأول أن ينتهي كان معظمهم أستشهد. يوحنا الحبيب بقى فترة لأن ربنا كان حفظه للرد على الهرطقات التي ظهرت. لكن ها أنا معكم كل الأيام وإلى انقضاء الدهر تخص الكنيسة. لذلك كتبنا سلطان الكنيسة وليس سلطان أفراد لكن سلطان كنيسة، الكنيسة الباقية الممتدة عبر الأجيال. في سلطان المغفرة نلاحظ ما ومن (مت 18: 18) ما ربطتموه على الأرض يكون مربوط في السموات وما حللتموه على الأرض يكون محلول في السموات. أما في (يوحنا 20: 20) "من غفرتم له خطاياه غفرت له ومن أمسكتم خطاياه أمسكت" ما لغير العاقل ومن للعاقل ما للموضوع موضوع الحرم أو الحل مثل التعليم الخاطئ نربطه. لكن من للشخص. من غفرتم خطاياه غفرت له من أمسكتم خطاياه أمسكت. هناك مبدأ كان اليهود دائمًا يقولونه ففي (لوقا 5: 17) عندما قال السيد المسيح للمرأة الخاطئة مغفورة لك خطاياك فقالوا له "لا يقدر أن يغفر الخطية إلا الله وحده" وهذا صحيح فعلًا لأن المسيح عندما غفر الخطية هو الله. والآن من الذي يغفر الخطية؟ الروح القدس عن طريق الكاهن. لذلك قبل أن يقول لهم "من غفرتم خطاياه غفرت لهم" نفخ في وجوههم وقال لهم "اقبلوا الروح القدس". أنا لا أدعى لنفسي كشخص أنى أستطيع أن أغفر الخطية لكن هذه عطية يعطيها لنا الروح القدس من خلال الكهنوت. لذلك يقول الكاهن في القداس في الصلاة السرية "ليكن عبيدك آبائي وأخوتي وضعفي محاللين من فمي بروحك القدوس". أي أن فم الكاهن مجرد أداة لتوصيل حل الروح القدس فلا يغفر الخطية إلا الله وحده. نحن خدام السر لكن الروح القدس هو الذي يغفر. "الكاهن هو خادم السر" هناك أية يعتمد عليها البروتستانت في (يعقوب 5: 16) "اعترفوا بعضكم على بعض بالزلات" هنا الذي يسمع هذه الآية يقول لا اعتراف للكهنوت نأخذ الآية من أولها (يعقوب 5 :14-16) "أمريض أحد بينكم فليدع قسوس الكنيسة فيصلوا عليه ويدهنوه بزيت وصلاة الإيمان تشفى المريض وإن كان قد فعل خطية تغفر له. اعترفوا بعضكم لبعض بالذلات وصلوا بعضكم لأجل بعض لكي تشفوا" صلوا بعضكم لأجل بعض لكي تشفوا من الذي صلاته تشفى أمريض أحد بينكم فليدع قسوس الكنيسة فيصلوا عليه وصلاة الإيمان تشفى المريض. إذًا صلاة الكاهن هي التي تشفى. إذًا ما هو "صلوا بعضكم لأجل بعض لكي تشفوا"؟ أي صلاة هي التي تشفى؟ هل صلاة الكاهن من أجل المريض وهذا أمر يدعو قسوس الكنيسة ويصلوا عليه وصلاة الإيمان تشفى المريض ويدهنه بزيت. وإذا كنا غير محتاجين ونصلى بعضنا لأجل بعض لكي نشفى فما هو لزوم الكاهن؟
المقصود هنا بـ"صلوا بعضكم لأجل بعض" أن البعض وهم كهنة يصلوا لأجل البعض وهم مرضى لأن الكهنة مأخوذين من الشعب والمرضى جزء من الشعب. فصلوا بعضكم لأجل بعض لكي تشفوا قالها بصورة إجمالية كمبدأ. فاعترفوا بعضكم على بعض بالزلات يبقى البعض وهم خطاة يعترفوا على البعض وهم كهنة. إذًا اعترفوا بعضكم على بعض بالزلات يقصد الخطاة على الكهنة لأن الموضوع من أوله أمريض أحد بينكم فليدع قسوس الكنيسة فيصلوا عليه ويدهنوه بزيت وصلاة الإيمان تشفى المريض والرب يقيمه وإن كان قد فعل خطية تغفر له. ونحن ليس عندنا آية تنسخ أو تلغى آية، ليس عندنا ذلك. ولذلك هو وضع الإطار في الأول مريض أحضر كاهن لأنه محتاج لصلاته. محتاج لشيئين الشفاء والغفران. فصلوا لأجل بعض واعترفوا على بعض ففي نفس الإطار تفهم.