"لأنه إن عاش الإنسان سنين كثيرة فليفرح فيها كلها...
افرح أيها الشاب في حداثتك،
وليسرك قلبك في أيام شبابك..."
يكره الشاب الحيّ الغم، والله في حبه للإنسان يُريد له حياة الفرح الداخلي كطعام تقتات به النفس ويتجدد شبابها. تفرح في الأعماق وتُترجم فرحها خلال السلوك العملي، فيما يراه القلب. (الحياة الداخلية) وما تنظره العينان (السلوك الخارجي).
فضيلتان جميلتان هما المحبة والفرح.
المحبة تقتل حركات العقل الفاسدة وتُميتُها (كالغضب والحسد الخ)...
والفرح يوقظ ويحيي الحركات النورانية.
الجسد والنفس كلاهما يتنعمان في الرب بالمحبة والفرح
القديس يوحنا سابا
يرى أنبا أنطونيوس أن الفرح هو طعام النفس عليه تقتات لكي تنمو، ويرى القديس باسيليوس الكبير أن الكآبة أو الحرمان من الفرح فيه تحطيم للإنسان الداخلي، إذ يقول: [إن الكآبة هي سُكرْ، لأنها تطفئ نور العقل وتطمُسْ النور فيه يُطالبنا الحكيم أن نفرح كل أيام حياتنا .. فهل لا يمّر بنا حزن؟ في المسيح يسوع نتمتع بفرح الروح (غلا 5: 22) الذي لا يقدر العالم أن ينزعه من أعماقنا.
مما يزيد فرحنا أننا نتذكر أيام الظلمة الكثيرة [8]، نذكر كيف انتشلنا مسيحنا إلى النور، ونزع عنا ثقل خطايانا... نذكر ضعفنا فننسحق، ونذكر عمله الخلاصي فتتهلل نفوسنا.
لنفرح أيضًا لأنه إن دخلنا إلى الآلام إنما تهبنا الأمجاد في الرب، إذ يقول "على هذه الأمور كلها يأتي بك الله إلى الدينونة"