رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تابع تأملات في سفر نشيد الأناشيد (24) في الليل علي فراشي طلبت من تحبه نفسي 2 السبت 08 يونيو 2013 بقلم قداسة البابا شنودة الثالث هذا الليل لا يجلب اليأس, لأنه ليس مظلما كله, وحتي إن كان مظلما, أنت قادر يارب أن تنيره, لأنك أنت النور الحقيقي. إنني أحيانا أقع في الخطية, ولكني مع ذلك لست أحبها. بل أحبك أنت, وينطبق علي حالتي قول القديس بولس الرسول الشر الذي لست أريده, إياه أفعل.. (رو7:19, 15). الخطية بالنسبة إلي هي عمل خارجي, وليست في داخلي. هي ضعف مني أو عجز أو إهمال. أو أفعلها بحكم العادة, أو بضغط ظروف خارجية, ولكنها لا يمكن أن تكون كراهية مني لك يارب أو خيانة!! إنني مهما أخطأت وسقطت, فمازلت أحبك يارب. مازلت أطلبك. وأنا علي فراشي. أما الخطية فإنني أجاهد لكي أتخلص منها, وأحيانا لا أجاهد, ومع ذلك أود من كل قلبي أن أتخلص من كل ضعفاتي وخطاياي. وأكون سعيدا يارب إن انتشلتني منها مثل شعلة منتشلة من النار (زك3:2), وحينئذ أسمع منك نشيدك الحلو اليوم حصل خلاص لهذا البيت (لو19:9). في الليل علي فراشي طلبت من تحبه نفسي. قد تكون إحدي زيارات النعمة افتقدني بها محبتك. قد يكون عملا لروحك القدوس الذي لم تنزعه مني. قد تكون ثورة مني علي الخطية التي حكمتني, وألقتني علي فراشي.. قد يكون طلبي لك شيئا من هذا كله أو غيره, سواء بإرادتي أو بتوجيه منك. نطقت أنا, أو نطق روحك علي فمي, ولكن الأمر اليقين هو أنني أطلبك من كل قلبي, وكلما افقدتك في حياتي ولم أجدك, يزداد طلبي لك, لأنك الوحيد الذي تحبه نفسي. سواء كنت أعمل في بيتك, أو كنت في كسل علي فراشي. علي أن رقادي علي فراشي, هو فترة مؤقتة ومحددة من حياتي, لابد أن تنتهي بانتهاء هذا الليل. إنني متمرد علي هذا الفراش, وإن كنت لا أستطيع أن أقوم منه, فأنت يارب تستطيع أن تقيمني منه. إنني حاليا راقد علي فراشي. ويرن في أذني قول المرنم قوموا يا بني النور, لنسبح رب القوات, قومي يا نفسي, لكي تلاقي من تحبه نفسي. من تحبه نفسي: أنها نبضة القلب لله. عبارة تكررت كثيرا في سفر النشيد. تقولها عذراء النشيد في داخل نفسها, وتصرح بها أمام الناس, وهي تبحث عن الله قائلة هل رأيتم من تحبه نفسي؟ (نش3:3). إنه الله الذي تحبه النفس. فالكتاب يقول تحب الرب إلهك من كل قلبك, ومن كل نفسك, ومن كل قوتك (تث6:5). مسكين هو الإنسان الذي يعلق قلبه بغير الله. لابد سيتعب. الله هو الكائن الوحيد, الذي إن أحببته. تجده معك في كل حين, في كل مكان, في كل مناسبة. فلا تشعر بالغربة عنه أو بالأنفصال عنه في أي وقت. أما أي شخص آخر تحبه, أو أي كائن آخر, فمن الجائز أن تنفصل عنه, بالسفر أو بالموت أو بالأحداث, يفصلكما المكان أو الزمان. مذلك يتميز الرب عن جميع المحبين بالمحبة الكاملة الحقيقية. كثير من الناس لا تثبت محبتهم. قد يتغيرون, أو تبرد محبتهم أو ينحرفون. أو يصدقون فيك الأقاويل, أو تؤثر عليهم عوامل خارجية.. أما الله فثابت في محبته حتي لو تغيرنا نحن. ومحبته مقدسة, تثمر بالإنسان وتهدف إلي منفعته وخلاصه. تقول عذراء النشيد من تحبه نفسي وهي تقصد المحبة التي تملأ كل القلب والفكر, وكل محبة أخري تكون داخلها. فالقلب الطاهر يحب جميع الناس, دون أن تنقص محبته الكاملة لله. سعيد هو الإنسان الذي ينادي الله دائما بعبارة يا من تحبه نفسي دون أن يبكته ضميره علي أنه خان هذه المحبة في شئ.. اسأل نفسك إذن: هلي محبة الله هي الغالبة المسيطرة في حياتك؟ هل هي القائدة لكل تصرفاتك وأفكارك, وكل معاملاتك..؟ |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|