منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 12 - 07 - 2023, 11:35 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,654

توصيات الإرسالية للرُسُل






توصيات الإرسالية للرُسُل



أرسل يسوع الاثني عَشَر في الإرسالية الأولى إلى منطقة الشمال لقلة العملة وكثرة الحَصَاد (متى 9: 1-7)؛ وقبل إرسال تلاميذه للتبشير في حقل الرب أعطى يسوع لرسله بعض التوصيات. وهذه التوصيات ليست توصيات عقائدية تتطرق إلى مضمون الإيمان الذي ينبغي تعليمه، بل إلى تعليمات عملية، لان رسالة يسوع هي أولا حدث خلاصي.



التوصية الأولى: إعلان مَلَكوت السَّمَوات



أوصى يسوع رُسُله في الإرسالية الأولى "أَعلِنوا في الطَّريق أَنْ قَدِ اقتَرَبَ مَلَكوت السَّمَوات (متى 10: 7). يخصّص يسوع لمَلَكوت الله المكان الأول في كرازته. فما يعلنه في تخوم الجليل هو بشارة المَلَكوت السعيدة (متى 4: 23، 9: 35)، يدعو مرقس هذا المَلَكوت "مَلَكوت الله"، ويدعوه متى تمشياً مع تقاليد الأسلوب الرَّباني "مَلَكوت السماوات". إن مَلَكوت الله (أو مُلك الله) قد اقترب": ذلك هو الموضوع الأول لكرازة يوحنا المَعْمدان (متى 3: 1) وكرازة يسوع (متى 4: 17). يرتبط موضوع مَلَكوت الله وملك يسوع أحدهما بالآخر أوثق ارتباط، لأن المسيح المَلك هو أبن الله، ذاته ومكانة يسوع هذه في وسط سر المَلَكوت.



ملكوت الله هو دخول الله في حياة الإنسان، والإنسان في حياة الله، أي الاتحاد بين الله والإنسان كما يقول يسوع “فها إِنَّ مَلكوتَ اللهِ بَينَكم " (لوقا 17: 21). إنّه ملكوت القداسة والسّلام. وانطلاقـًا من هذا الاتحاد بالله، ومن السّلام في داخل الإنسان، تبدأ رسالة بناء ملكوت الله في المجتمع البشريّ. وهو ملكوت المحبّة والحقيقة والعدالة والحريّة والتضامن والتكامل.



إن مَلَكوت الله حقيقة سرِّية لا يستطيع أن يُطلعنا على طبيعتها إلا يسوع وحده. على أنه لا يكشفها إلاَّ إلى المتواضعين والصِّغار، وليس لحكماء هذا العالم وأذكيائه (متى11: 25). والمَلَكوت قائم الآن. ابتدأ التبشير في الملكوت مع يوحنا المعمدان، وافتتح عصر المَلَكوت مع المسيح (متى 9: 37-39)، إنه زمن الحَصَاد (متى 9: 37-39). إلا أن الأمثال عن النمو الزرع (متى 13: 3-30)، حبة الخردل (متى 13: 31-32)، الخميرة (متى 13: 33-35)، الزؤان والزرع الطيب (متى 13: 36-43)، الشبكة (متى 13: 47-50) تدعو إلى مهلة ما بين افتتاح المَلَكوت هذا في التاريخ، وبين تحقيقه كاملاً، فإنما الآن " لا يزال المَلَكوت في خضم جهاد عنيف "مُنذُ أَيَّامِ يُوحنَّا المَعْمَدانِ إِلى اليَومِ مَلَكوتُ السَّمواتِ يُؤخَذُ بِالجِهاد، والمُجاهِدونَ يَختَطِفونَه"(متى 11: 12)، والقوم يُريدون منعه من الانتشار الذي تؤتيه له الكرازة الإنجيلية.



لا يستطيع أحد أن يصير تلميذاً ليسوع، إلا إذا ما اهتدى، واعتنق طابعاً مختارًا ما يقتضي المَلَكوت. فالمطلوب ممن يريد أن يدخل المَلَكوت ويرثه: روح الفقر (متى 3:5) روح الطفولة الروحية (متى 18: 1-4) والجهاد في سبيل مَلَكوت الله وبرِّه (متى 6: 33)، واحتمال للاضطهادات (متى 5: 10). وتضحية بكل ما نملك (متى 13: 44-46)، وكمال أعظم من كمال الفِرّيسيِّين (متى 5: 20)، وبعبارة موجزة إتمام مشيئة الآب (متى 7: 21)، ولاسيما فيما يتعلق بشؤون المحبَّة الأخوية (متى 25: 34). والجميع مدعوِّين، إلا أنهم لن يكونوا جميعاً مختارين: فسيطرد من الوليمة المَدعو الذي لا يرْتدي حُلَّة العُرس (متى 22: 11-14).



التوصية الثانية: شفاء المرضى



الوصية الثانية التي أوصاها يسوع إلى رُسُله هي: " اِشْفوا المَرْضى" (متى 10: 8). يوصي يسوع تلاميذه المُرسلين بعمل الخير وإبعاد الشر والمؤاساة ومساعدته في الشفاء" اشفْوا المَرْضى فيها وقولوا لِلنَّاس: قَدِ اقتَرَبَ مِنكُم مَلَكوتُ الله. (لوقا 10: 9). يرى يسوع في المرض شراً يعانيه البشر، كنتيجة للخطيئة، ودليلاً على تسلّط الشيطان عليهم (لوقا 13: 16). فالمرض هو رمز للحالة التي يوجد فيه الإنسان الخاطئ. فشفاء المرضى يعني انتصار يسوع الشيطان وإقامة مَلَكوت الله في حياة الدنيا. لذا أشرك يسوع رُسُله وتلاميذه في سلطان شفاء المرضى (متى 10: 1)، وذلك لتأييد بشارتهم بالإنجيل (مرقس 16: 17-18).



والمعجزات التي تصحب الكرازة مثل إحياء المَوتى، وتبرئة البُرْص (متى 10: 8) ما هي إلاَّ علامات لقيام المَلَكوت. وبمجيء المَلَكوت ينقضي تسلُّط إبليس، والخطيئة، والموت، على البشر: " إِذا كُنتُ أَنا بِروحِ اللهِ أَطرُدُ الشَّياطين، فقد وافاكُم مَلَكوت الله" (متى 12: 28).



يذكر سفر أعمال الرُّسُل في مواقف متعددة معجزات الشفاء التي تظهر قوة اسم يسوع وحقيقة قيامته، منها: شفاء بطرس الرسول للمُقعد عند باب الهيكل في اورشليم (أعمال الرُّسُل 3: 1-3)، وشفاء الشَّماس فيلبُّس لمجموعة من المَمْسوسين والمُقْعدين والكُسحان في السَّامرة (أعمال الرُّسُل 8: 7)، وشفاء بطرس الرَّسول للمُعقد أيناس في اللد (أعمال الرُّسُل 9: 32-34)، وشفاء بولس الرسول لكسيح مقعد في لسترة في تركيا حاليًا (أعمال الرُّسُل 14: 8-10)، وشفاء بولس الرسول لابي حاكم جزيرة مالطة الذي كان مُصاب بالحِمَّى والدوسنطاريا (أعمال الرُّسُل 28: 8-9). ويُعلق أغناطيوس الأنطاكي على توصية المُرسلين لشفاء المرضى بقوله " إن خدمة المرضى هي خدمة يسوع نفسه في أعضائه المتألمة وسوف يقول يوم الدينونة: مَريضاً فعُدتُموني" (متى 25: 36). فالمريض هو صورة المسيح يسوع وعلامته الظاهرة".
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
الإرسالية الخاصة
ميزات الإرسالية للرُسُل
توصيات يسوع في الإرسالية الأولى
توصيات يسوع في الإرسالية (البعثة التبشيرية)
ما هي الإرسالية العظمى؟


الساعة الآن 04:55 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024