رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"دَفَعَنِيَ اللهُ إِلَى الظَّالِمِ، وَفِي أَيْدِي الأَشْرَارِ طَرَحَنِي". [11] لم يكن للأشرار سلطان على ربنا يسوع المسيح، لكنه إذ قبل أن يكون ذبيحة إثم عن العالم، حبًا في البشرية وطاعة للآب محب البشر، أُعطاهم سلطانًا من فوق (يو 19: 11). هكذا كانت تطلعات أيوب البار، كان يحسب أن كل حياته في يد الرب، حتى ما يصيبه من الأشرار إنما بسماح من الله، لذا يقول: "دفعني الله إلى الظالم". بنفس الروح عندما سبّ شمعي داود النبي حسب ذلك من قبل الله (2 صم 16: 5-13). يستخدم الله حتى الأشرار مع تمتعهم بكامل حريتهم ليكونوا سيفًا ضد الأشرار اخوتهم، أو لتأديب أولاده (إش 10: 5) أو تزكيتهم. * يقول أيوب إن هذا يتم بواسطة "الله". واضح أنه يقصد الآب، لأن الابن الوحيد خضع لهذه (الآلام)، ليس فقط بكامل إرادته، بل وأيضًا حسب إرادة أبيه، لأن إرادة الآب والابن واحدة، إذ يريد أن يتمم عمله العجيب لأجلنا، ويتألم لأجل خلاصنا. حسنًا! لنقارن كلمات أيوب هنا بكلمات المخلص... "دفعني الرب إلى الظالم"، أي إلى قيافا، هذا الذي استجوبه قائلًا: "استحلفك بالله الحيّ أن تقول لنا هل أنت المسيح ابن الله" (مت 26: 63). وقد نال إجابة لم يكن يستحقها، ولكن من أجل أنه استحلفه سمع هذه الإجابة على سؤاله: "من الآن تبصرون ابن الإنسان جالسًا عن يمين القوة، وآتيًا على سحاب السماء" (مت 26: 64)، فمزق قيافا ثوبه كمن هو أمام مجدفٍ. "وفي أيدي الأشرار طرحني"، أي في حضور قيافا وقادة اليهود الآخرين. إذ كيف لا يكونون أشرارًا، هؤلاء الذين صرخوا لبيلاطس: "خذ هذا (للموت)، وأطلق لنا باراباس، هذا الذي طُرح في السجن لأجل فتنةٍ حدثت في المدينة، وقُتلٍ" (لو 13: 18-19). الأب هيسيخيوس الأورشليمي |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|