07 - 04 - 2023, 02:14 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
هَشَّمْتُ أَضْرَاسَ الظَّالِمِ،
وَمِنْ بَيْنِ أَسْنَانِهِ خَطَفْتُ الْفَرِيسَةَ [17].
قدرما قدم أبوة حانية للفقراء، لم يخشَ عنف الأشرار الظالمين المتكبرين. "هشمت أضراس الظالم". لم يقل أنه ينتقم منهم أو يقتلهم، لكنه يهشم قوى الشر والعنف، وينزع الفريسة من بين أسنانهم، ويخلصها بشجاعة، كما أنقذ داود الشاه من فم الأسد.
* "أهشم أضراس الظالم". هذا ما يوصي به الرسول: "ليت من يحكم يعمل باجتهاد" (أنظر رو 8:12).
"ومن بين أسنانه خطفت الفريسةٍ". لاحظوا صعوبة العمل. هؤلاء الذين بالفعل قد اُفترسوا وأُمسكوا، فإنه يقوم بإصلاح أمورهم... لاحظوا أيضًا أن فضيلته لا تُقارن في كل الأحوال. إن استدعى الأمر يعاقب، وإن استدعى الأمر يسند الآخرين.
* انظروا، أية فريسة تخطفها الكنيسة من فم الشيطان، فقد نزعت شاول الناهب، عند اهتدائه! فإذ كان لا يزال ينفث تهددًا وهو في طريقه إلى دمشق ومعه رسائل ليضطهد المؤمنين كان يجمع فرائس للشيطان، لكن هو نفسه جُمع لحساب المسيح حين نال الإيمان (أع 12:9). كثيرًا ما تخطف الكنيسة الفريسة من فم الشرير، وغالبًا ما تنزع النفس من قبضة الخطأ بواسطة الكرازة...
يظهر بالأضراس الخطط الخفية (لإبليس)، ويظهر بالأسنان ممارسة الخطية علنًا. قال المرتل عن هذه الأضراس والأسنان: "اللهم كسٌر أسنانهم في أفواههم. أهشم أضراس الأشبال يا رب" (مز 6:58).
البابا غريغوريوس (الكبير) *من يستطيع أن يتأمل في هدوء مدركًا مجد العظمة الإلهية أثناء هذا العمل؟! وهو "المنقذ المسكين مِمَّن هو أقوى منهُ، والفقير البائس من سالبهِ" (مز 10:35)، "هشمت أضراس الظالم، ومن بين أسنانهِ خطفت الفريسة" (أي 17:29). من يقدر أثناء اهتمامه بالفقراء... أن يتأمل في عظمة السعادة، وبينما هو منشغل باحتياجات الحياة الحاضرة بالنسبة لهم يكون قلبه مرتفعًا على الدوام فوق أقذار الأرض؟!... مَنْ مِنَ الناس حتى وإن كان رئيسًا للأبرار القديسين نظن أنه في وقت ما يقدر وهو مقيد بقيود هذه الحياة أن يصل إلى هذا الصلاح الرئيسي دون أن يتوقف عن التأمل المقدس؟ أما ينجذب ولو إلى وقت قصير عن ذاك الذي وحده صالح بواسطة أفكار أرضية؟ أما يهتم ولو إلى حين من أجل طعام أو لباس أو أمور جسدية أخرى أو يهتم باستقبال الإخوة أو تغيير مكانه أو بناء قلايته...؟
|