إله المستحيلات يعمل في مؤمنيه
إن كان طوبيت التقي احتمل التجارب الخارجية والداخلية بدون تذمرٍ، بل ألهبت التجارب قلبه للالتجاء إلى الله بالصلاة الصادرة من قلب نقي وارتفعت مع صلاة سارة إلى حضرة الله، فقد اكتشف أنه ليس لديه حلول بشرية لما حلّ به.
لقد طلب من الله أن يأمر فتخرج نفسه من جسده وتنطلق إلى الأعالي وترى وجه الرب. طِلبته هذه وإن بدت للبعض أنها تكشف عن سقوطه في حالة من اليأس، غير أنه كان مملوءً رجاءً أنه سيرى وجه الرب.
بدأ يستعد طوبيت للرحيل من العالم في جدية، وهو لا يعلم أن الله قد تطلَّع إلى نقاوة قلبه وإلى رجائه فيه، لذلك قدَّم الله له ما يبدو مستحيلاً. أرسل إليه رئيس الملائكة رافائيل يخدمه ويحلّ مشاكله، وهو في شكل إنسانٍ أجير، ويهبه أيامًا سعيدة لم تكن في تصوُّر طوبيت أو زوجته أو ابنه، أعطاهم الله ما يبدو لهم مستحيلاً.