رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أعداء الإنسان أهل بيته في الأصحاح الأول سجَّل لنا طوبيت متاعبه الخارجية وكيف تحدَّاها بنعمة الله التي تُحَوِّل الضيقات إلى بركات، إذ لا يعرف المؤمن روح الفشل بل روح القوة والنصرة (راجع 2 تي 1: 7). 1. عاش في مملكة إسرائيل، وبروح الحق كان ينطلق وحده وهو شاب إلى مدينة الله أورشليم غير مبالٍ بما يأمره به ملوك مملكة إسرائيل. 2. لم يمنعه السبي من حُبِّه للعطاء وخدمة شعبه، خاصة دفن القتلى المطروحين في الشوارع والساحات. ولم يُعط ِاعتبارًا لسنحاريب الذي أراد أن ينتقم من اليهود في أرض السبي، لأن ملاكًا قتل في ليلة واحدة 185 ألفًا من جيشه المحاصر لأورشليم (2 مل 19: 35). إذ صمد طوبيت أمام التجارب الخارجية، سمح الله لاثنين من أبناء سنحاريب أن يغتالا والدهما ويهربا. وأعطى الرب نعمة لأحيور ابن أخ طوبيت ليصير الرجل الثاني بعد الملك الجديد، فعاد طوبيت إلى بيته إذ كان هاربًا من سنحاريب وردّ له كل ما صادره سنحاريب. والآن في هذا الأصحاح واجه تجارب لا من الخارج، بل من أهل بيته، وهما: أولاً: جسده الذي هو أقرب شيء إلى الإنسان، إذ أصيب بالعمى. لقد جُرِّب الرسول في جسده وصرخ إلى الله كي يرفع عنه هذه التجربة حتى يستطيع أن يخدم بكامل صحته، فقال له الرب: "تكفيك نعمتي لأن قوتي في الضعف تكمل، فبكل سرور أفتخر بالحري في ضعفاتي، لكي تحل عليّ قوة المسيح" (2 كو 12: 9). ثانيًا: حنة امرأته التي عيَّرته. لقد أبرز السيد المسيح خطورة التجارب التي من الداخل بقوله: "أعداء الإنسان أهل بيته" (مت 10 :34). * ما لم يمت الجسد لا تقدر الروح أن تعيش... ليُطَبِّق كل إنسان ذلك على نفسه كيف أنه بالحق إذ يصير ضعيفًا وهزيلاً بالصوم تكون نفسه مملوءة غيرة، وأفكاره ممتصّة بالكامل في اللَّه. ويُرَدِّد مرارًا وتكرارًا: "ما أجمل خيامك يا رب الجنود!"[1] * لم يتمجَّد الرسول بقوته بل بضعفه: "حيث أنا ضعيف حينئذ أنا قوي"[2]. القديس جيروم |
|