|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كل مَن يؤمن به لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل مَن يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية ( يو 3: 16 ) كنت واقفًا ذات يوم أمام بيتي، وكنت أتأمل في هذه الكلمات الثمينة التي ملأت قلوب الكثيرين سلامًا: «هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل مَن يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية». رأيت أن الله أحبني لأني كنت واحدًا من العالم. رأيت برهان محبته في بذل ابنه. رأيت أن كلمة «كل» تعني أي إنسان وكل إنسان، ومن ثم تعنيني أنا. رأيت نتيجة الإيمان وهي أني لا أهلك بل تكون لي الحياة الأبدية، وبنعمة الله قد استطعت أن أصدق كلامه. رأيت أن فدائي يتوقف على مخلِّصي يسوع وحده ولا سواه، فقبلته. ومن ثم سقط حملي الثقيل وأيقنت بالخلاص، وملأ السلام نفسي. وكم كان فرحي إذ علمت أن تلك الساعة قد فرحت فيها ملائكة الله في السماء وامتلأت مدينة الله العُليا بالترانيم والأغاني لخلاص نفسي. وإني الآن أفرح عند كل ذكرى لخلاصي، ولانتقالي من الموت إلى الحياة، ولأن كل شيء عتيق بالنسبة لي قد مضى، وصار كل شيء جديدًا. ومن الغريب أنه مع بساطة هذه الكلمات الخاصة بطريقة الخلاص، فإن الألوف يفوتهم معناها أو تعميهم آراءهم الخاصة، أو بعمل الشيطان ينظرون إليها كأنها بلا قيمة. ومن المُحزن أنهم يفضلون آراءهم وطرقهم البشرية على ما أعلنه الله. إنهم يتصرفون كأن الله يقول: ”كل مَن يعمل“، بينما هو في الواقع يقول: «ليس من أعمال» ( أف 2: 9 )، أو كأنه يقول: ”كل مَن يجتهد ويعمل حسنًا“، بينما هو في الواقع يقول: «ليس مَن يعمل صلاحًا، ليس ولا واحدٌ» ( رو 3: 12 ). أو يتصرفون كأنه يقول: ”كل مَن يصلي أو يعمل إحسانات أو يصوم“، بينما كلمة الله صريحة إذ تقول فقط: «كل مَن يؤمن». إنها لا تقول: ”كل مَن يحب الله“، بل تقول إن الله هو الذي أحب. ولا تقول: ”كل مَن يعطي“، بل تقول إن الله هو الذي «بذل». إن كل ما تقوله الكلمة هو «كل مَن يؤمن». ولكن لنلاحظ أن الأمر ليس أن تؤمن بآية حتى ولو كانت أعظم الآيات، أو أن تؤمن بالكتاب المقدس أو بالمبادئ والعقائد المسيحية، ولكنها تقول: «كل مَن يؤمن به» ـ أي بالشخص الحي، بابن الله. ما أسعد مَن يصدق كلام الله! «فطوبى للتي آمنت أن يتم ما قيل لها من قِبَل الرب» ( لو 1: 45 ). . |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|