رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
البابا لا تكون مبذرًا ولا شحيحًا «هناك الأبوة التعليمية ليس كالتعليم الذي نتعلمه في معاهدنا، ولكن الذي يقدم لكل إنسان بروح الأبوة مثل الأب الذي يُربِّي ابنه في البيت، والابن يكبر ولا ينسى تعليم أبيه أبدًا، وتعليم الأب يقدمه ليس بفمه أو عقله ولكن من قلبه واختبارته وحياته، وكل أب يريد ابنه أفضل منه وأعظم منه هذه هي الأبوة التعليمية». وأردف الباب «تشمل أيضًا نقاوة التعليم وسلامته واستقامته، وكنيستنا ليست كنيسة حديثة ولكنها كنيسة لها سنوات طويلة جدًّا في التاريخ 2000 عام منذ أن أتى مار مرقس إلى مصر، ولذلك التعليم مستقر فيها لا يوجد جديد والتعليم في نقاوته وسلامته مستقر وتسلمناه من جيل إلى جيل، أمامنا الكتاب المقدس وحياة الآباء وأقوالهم والليتورجيات وكل هذه مخازن التعليم المستقيم، فالأب الأسقف مسؤول عن هذا أن يشبع أبناءه بالتعليم». «هناك الأبوة التدبيرية: أنت أيها الأسقف صرت مسؤولًا عن نفوس الناس ولكنك أيضًا مسؤول عن إدارة المكان الذي تخدم فيه سواءًا ماليًّا أو إداريًّا أو روحيًّا، أنت مسؤول عن روح التدبير، الخدمة تقوم على النظام، ويجب أن تكون مدبرًا في المال وألا تكون مبذرًا ولا شحيحًا». أن هناك «الأبوة المتضعة: الأب هو الكبير، والبعض يظن أن الأسقفية نوع من الترقية؛ مفهوم الترقية غير موجود في كنيستنا، بل إن الترقية في الخدمة معناها أن ينزل الإنسان حتى إلى خدمة غسل الأرجل؛ وهذه هى الدرجة العليا في كنيستنا بين كل الخدام من أول البطريرك للمطارنة للأسقف للكهنة للخدام هذه هى الدرجة العليا في كنيستنا؛ فالأب يلعب مع ابنه وتكون النتيجة سعادة متناهية، وسوف تجد أن السعادة سببها الابن لأبيه الكبير، الأبوة المتضعة، وهذه معادلة صعبة جدًّا لأنه بالطبيعة صرنا أساقفة كبار، ولكن يجب أن أكون متضعًا والاتضاع يعني أن يتخلى الإنسان عن ذاته وهذه هى الحرب الكبرى التي تحارب من يتقلد منصبًا رفيعًا ويكون محتارًا بين المنصب وذاته وبين الاتضاع للناس الذين يخدمهم. «أريد أن أقول كلمة في أذنك -وفي آذان الآباء أن الاتضاع هو الذي يحرس النعمة التي أخذناها- لا يحفظ نعمة الخدمة أو الكهنوت إلا اتضاع الشخص؛ ولذلك أيها الآباء الأحباء اطلبوا من الله أن يعطيكم حارس النعمة وتكون أبوتكم أبوة متضعة، وهذا هو نجاح خدمة الأسقف: اتضاعه الذي يجعله يحب كل الرعية ويخدم كل أحد ويستطيع أن يغفر أخطاء الآخرين، هذه هي الأبوة المتضعة». اما الوجه الخامس من الأبوة بحسب البابا فهى: «الأبوة المحبة: التي لها القلب الواسع لكل أحد، القلب الواسع يجب أن يكون صفة أساسية في الأب الأسقف، ويقابل كل أحد ببشاشة ويجتاز الظروف الأليمة وهو مبتسم، الأب الأسقف قلبه مفتوح على الدوام ومتسع ويقبل كل أحد هذه هى وظيفتنا نقبل حتى البعيد وذا السلوكيات غير المرضية، الأبوة المحبة التي يتدفق منها الحب، ولا تنسوا أيها الأحباء العالم يحتاج إلى هذا الحب، فالأب الأسقف هو الأمل مع الكهنة في أي خدمة أن يكون مصدرًا لهذا الحب الذي يفتقده العالم، اجتهد أن تكون أبوتك هي أبوة المحبة». «هناك الأبوة الساترة: ونحن نصلي كل يوم في صلوات الشكر ونكررها -نشكرك يا رب لأنك سترتنا- وأرجو أن تكون هذه الكلمة ماثلة أمام أعيننا باستمرار -لولا ستر الله لا نستطيع أن نعيش-، كلمة أسقف أصلها اليوناني إبيسكوبوس، وترجمت كذلك لأنها من كلمة سقف، والسقف هو الذي يستر، والأب الأسقف يجب أن يكون ساترًا لكل أحد، وليس في الاعتراف فقط، ولكن أتكلم عن طبيعة عمل الأسقف، يستر على الضعف والزلل، ويضع لفمه حارسًا ولا يكثر من الكلام -كَثْرَةُ الْكَلاَمِ لاَ تَخْلُو مِنْ مَعْصِيَةٍ-، ويتذكر أنه يصلي إلى الله -نشكرك لأنك سترتنا-، وكلنا تحت الضعف ونحتاج من يستر علينا، الله يستر دائمًا حتى أنهم يقولون أن فترة الليل كل يوم هي فترة ستر على خطايا كل البشر حتى يبدأوا يومًا جديدًا وهذه هي الأبوة الساترة». «الأبوة الحامية: أنت أيها الأسقف أقامك الله لكيما تحمي كل أحد، فلا تحمل قلبًا قاسيًا ليكن قلبك ممتلئًا بالرحمة والمحبة وتحمي كل إنسان وفي الكنيسة توجد قطاعات ضعيفة كالأيتام والأرامل ومنكسري القلوب والذين ليس لهم أحد يذكرهم والذين لديهم إعاقات مختلفة سواءًا جسدية أو نفسية أو ذهنية، فأنت الحامي والملجأ، نأتي إليك لتساعدنا في حل مشاكلنا، ولا تكون أنت سبب في مشكلة بل بالروح التي تحملها من أبوة والتي يرسلها الله عليك تستطيع أن تحل كل مشكلة سواءًا بالوقت أو المال أو الأفكار أو المساعدات». |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|