رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"فغم ذلك يونان غمًا شديدًا فاغتاظ، وصلى إلى الرب وقال: آه يا رب أليس هذا كلامي إذ كنت بعد في أرضي، لذلك بادرت إلى الهرب إلى ترشيش، لأني علمت أنك إله رؤوف ورحيم بطيء الغضب وكثير الرحمة ونادم على الشر، فالآن يا رب خذ نفسي مني لأن موتي خير من حياتي. فقال الرب: هل اغتظت بالصواب؟!" [1-4]. يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [حقًا لقد خجل النبي إذ رأى أن ما تنبأ به لم يتحقق... أما الله فلا يخجل أن يطلب أمرًا واحدًا هو خلاص البشر وصلاح خادمه]. ويرى القديس چيروم أن غم يونان وشكواه يقومان على إدراكه مراحم الله ورأفاته إذ لم يكن ممكنًا أن يقدمه لأهل نينوى كإله قاسٍ، لذا اشتهى الموت ولا يرى مراحم الله تدرك الأمم بينما إسرائيل يهلك، فيقول على لسان النبي: [إنني الوحيد بين كثرة الأنبياء أعلن لشعبي عن دماره خلال خلاص الآخرين]. خلال هذه المشاعر المملوءة حبًا نحو شعبه -وإن بدت تحمل قسوة نحو الأمم- جعلته يطلب من الله أن يأخذ نفسه فإن موته خير من حياته... |
|