اسمعوا عجيبة أخرى سأرويها لمجد الله ولأكمل سيرة القديسين: أراد أحد الأسياد النبلاء الصالحين من “فرمان” أن يسافر إلى منطقة بعيدة لقضاء أعماله التجارية، فأخذ معه امرأته وتوجه إلى قبر القديسين. هناك بسط يديه تجاههما وقال: “أيها القديسان العادما الفضة العجائبيان، إني أترك زوجتي تحت رعايتكما هذه، فلتظللها نعمتكما إلى حين عودتي”. هذا ما قاله السيد وعاد إلى منزله موصياً امرأته ألاّ تصدق أيّ خبر عنه إن لم ترَ كتابته وخاتمه بالذات. قال هذا وانطلق في رحلته البعيدة. أما الشيطان عدو الحقيقة فقد حسد السيد لأنه أمّن زوجته للقديسين ورغب بأن يجعله يتألم ويفقد إيمانه، فماذا صنع؟ ابتكر مكتوباً وهمياً موجهاً من السيد إلى زوجته وختَمه بختم مزوّر. أما مضمون المكتوب فكان يوصي بأن تتوجه زوجة السيد لملاقاة زوجها على عجل. بعد أن جهّز الشيطان الماكر كل هذا، ظهر بهيئة ساعي بريد وجاء إلى المرأة مسلماً إياها الرسالة وخاتم زوجها. حالما رأت المرأة رسالة زوجها وتعرّفت على خاتمه قررت أن تذهب إليه برفقة المرسَل إليها طبعاً. لكن لاحظوا ماذا فعلت شفاعة القديسين. قاد الشيطان المتحوّل المرأة إلى جرف هائل بهدف أن يقتلها هناك، أما تلك المسكينة وهي على حافّة ذلك الجرف الهائل لم تكن قادرة على شيء سوى القول: “أيها القديسان الماقتا الفضة ساعداني أنا عبدتكما”. ّ يا للعجب! انتقلت المرأة للتوّ من الجرف ووُجدت في بيتها. هكذا تحررت من سلطة الشرير فمجدت وشكرت الله والقديسين العادمي الفضة كوزما ودميان. ولنقرأ أيضاً في كتاب النبي دانيال كيف انتقل النبي حبقوق من أورشليم إلى بابل لرؤية دانيال وهو في الجبّ.
* * *