منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 17 - 09 - 2014, 01:27 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,273,587

لماذا نفرح في التجارب؟!
لماذا نفرح في التجارب؟!
1. عادة ما يأتي الشيطان ليهمس في أذاننا وقت التجارب بأن الله قاسٍ، لا يحبنا إذ سمح بهذه الآلام لنا، ولكن الشيطان كذاب وأبو الكذاب يو8: 44 ولنعلم أن:-

2. الله استمر في خلقة العالم ألاف الملايين من السنين ليجد آدم جنة يحيا فيها.

3. الألم دخل للعالم بسبب خطية آدم وليس بسبب قسوة الله "أنا اختطفت لي قضية الموت... وطبعًا اختطفت لي قضية الألم".

4. إذًا الألم ليس غضب من الله وكراهية وإلا فهل كان الله غاضبًا على المسيح وعلى بولس وعلى الطفل أبانوب.

5. قيل عن المسيح أن الله يُكمِّل رئيس خلاصهم بالآلام (عب 2: 10) ومن هنا نفهم أن الألم صار وسيلة للكمال. ولكن الألم يُكمِّل المسيح أي ليصير المسيح مثلى مختبرًا الألم، ليشابهنا في كل شيء. أما الألم لي أنا فيُكمِّلنى لأشبهه أنا الناقص الخاطئ.

6. المسيح جاء ليتألم معي ويشترك معي في الألم علامة محبة منه. والمسيح كإله قدير "حول العقوبة لي خلاصًا" فصار الألم طريق الكمال وبالتالي طريق السماء. ببساطة صار الألم لإصلاح العيوب التي فيَّ فأكمل.

7. الله استخدم الألم مع أيوب لينزع من داخله خطية كانت ستحرمه من السماء والله استخدم الألم مع بولس ليحميه من الكبرياء، حتى لا يسقط فيه.

8. صار الألم (والتجارب) كمشرط الجراح الذي ينزع من داخلنا حب الخطايا والميول المنحرفة، فكل منا تسكن الخطية فيه، لذلك ترك المسيح الألم لنا بعد الفداء (رو 7).

9. الشيطان في كذبه يستغل معاناتي من الألم ويشتكى الله بأنه قاسٍ، ويخفى عن عينيَّ محبته في تكوين العالم لأجلى، ولا يذكرني سوى بالألم.

10. هناك تعليم خاطئ، أن الله يجربني ليعلم ما في قلبي!! ولكن هذا خطأ. فالله فاحص القلوب والكلى ولا يحتاج لأن يجربني حتى يعرف ما في داخلي. بل هو يسمح بالتجارب لأكمل، فهو صانع خيرات "من تألم في الجسد كُفَّ عن الخطية" (1بط 4: 1)، "وبضيقات كثيرة ينبغي أن ندخل ملكوت الله" (أع 14: 22). وهذا التعليم الخاطئ كم سبب من ألام لأناس ظنوا أن الله يجربهم ليعرف ما في قلوبهم.

11. الله له أدوات يكمل بها الإنسان فهو يعطى عطايا مادية وبركات مادية وروحية تفرح الإنسان، ويسمح في نفس الوقت بآلام فهي طريق الكمال. وكلاهما (العطايا والآلام) هي طريق السماء. فكل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبون الله (رو8: 28).

12. المشكلة الأساسية هي أننا مولودين بالخطية "بالخطية ولدتني أمي"، "والخطية ساكنة في جسدي" (رو 7: 17) وفي داخلنا عصيان وتمرد على الله. وأشهر انحراف في داخلنا هو محبة العالم والتلذذ به ونسيان الله وتركه. بل تحول العالم بدلًا من أن يكون أداة نحيا بها ليكون إله نسعى وراءه. لذلك فمحبة العالم عداوة لله (يع 4: 4) صرنا نتعبد للعالم، ولا نعرف طريقًا للذة سوى العالم وشهواته، ولم نعد نعرف أن الله قادر أن يشبعنا ويعطينا لذات روحية تسمو على اللذات العالمية. بل نسينا الله فصارت محبة العالم عداوة لله.

ولذلك سمح الله بالألام أن تستمر... ولكن هل الألام تنقى ؟ حاشا بل التنقية هي بدم المسيح "دم يسوع المسيح إبنه يطهرنا من كل خطية" (1يو1: 7)، "والمتسربلون بثياب بيض في السماء غسلوا ثيابهم وبيضوا ثيابهم في دم الخروف" (رو7: 14). إذاً ما فائدة الضيقة:

1. بها نزهد في محبة العالم بل تعمل على أن نكره الخطية التي سببت الألم.

2. نرتمي في حضن المسيح فيطهرنا دمه من كل خطية.

أما من يجرى وراء العالم فكيف يطهره دم المسيح.



التجارب هي فطام عن العالم، هي كأم تضع مرًا على إصبع طفلها حتى لا يضعه في فمه.

والعجيب أن الله لا يتركني وسط التجارب، بل يعطيني عزاء وصبرًا لأتحمل، وهذا ما قالته عروس النشيد شماله (التجارب) تحت رأسي ويمينه (تعزياته) تعانقني (نش 2: 6). وهنا نجيب على السؤال لماذا نفرح في التجارب:

1. علامة حب من الله فمن يحبه الرب يؤدبه (عب 12: 6). وبهذا يجذبنا الله من محبة العالم.

2. طالما سمح الله بالتجارب فهو ينوى أن يخلصني من طبيعتي الساقطة والانحرافات التي في داخلي. فالفرح هو لأنني سأكمل بها وهي طريقي للسماء.

3. طالما هي شركة ألم مع المسيح فهي شركة مجد. إذًا هي طريقي للمجد.

4. بها تزداد تعزياتنا. ولكن لماذا لا نتعزى؟

أ. من لا يتعزى هو من شك في محبة الله وصدَّق خداع الشيطان أن التجربة علامة عداوة من الله. فقرر أن يتصادم مع الله، وإمتنع عن الصلاة، متصوراً أن الله يقسو عليه، ولا يريد أن يستمع له ويخرجه من التجربة. مثل هذا الإنسان تجده يشتكى الله دائماً أمام الناس، ويتصور أن الله يحب الناس كلها إلا هو. هو صَدَّق خداع إبليس.

ب‌. امتنع عن الصلاة وطلب تعزيات الله.

5. والحل

أ‌. ‌أن يصدق هذا الإنسان أن الله يحبه وبالتجارب يكمله ويعده للسماء.

ب‌. ‌أن يؤمن بالله، ليس بأن الله واحد، فهذه حتى الشياطين تؤمن بها بل بأن الله صانع خيرات.

ت‌. ‌يقف ليصلى طالبًا التعزيات، ويقول لله " أنا أثق أن ما تسمح به هو للخير ولكني لست فاهم، ولكنك لا تخطئ فيما تسمح به يا رب.

6. التجارب لها هدف هام جداً. فبها نكتشف يد الله القدير. ربما بالخيرات المادية والروحية نكتشف الله الحنون، ولكن بالتجارب نكتشف يد الله القوية التي تستطيع أن تخرجنى من الضيقة. وبهذا ينمو إيماننا لكن بشرط أن نظل نشكر في خلال التجربة (كو2: 7) والشكر ممكن وسط الضيقة لو وضعنا في قلوبنا 1) الله لا يخطئ. 2) الله يحبنى. 3) الله صانع خيرات.

7. الله أب حنون يعلم التأثير المؤلم للتجربة على الإنسان، لذلك لا يتركه وحده بل يقول له "أنا معك" ويعطيه التعزية والفرح مما يجعله ينتصر على التجربة بل لا يشعر بها تقريبا. ويبدو أن هناك فهم خاطئ عند كثيرين، وهم الذين يتصورون أنه طالما الرب معنا فلا يمكن أن نتألم. وكان هذا موقف جدعون حينما قال له الملاك الرب معك (قض6: 12) فقال جدعون للملاك "إذا كان الرب معنا فلماذا أصابتنا كل هذه". ولكن ما حدث لهم من ضيقات كان لتأديبهم. وهذا من محبة الله (عب12: 6). ويقول الكتاب " وكان الرب مع يوسف "في بيت فوطيفار ومعه في السجن" (تك39: 2، 21) ورأينا ما حدث له من رعاية الله له والنعمة التي أعطاها له الله في أعين الجميع. وأنظر نتيجة تدابير الله مع يوسف. وهذا نفس ما حدث للثلاثة فتية، فهم لم يشعروا بآلام النار، بل تعزوا بوجود ابن الله معهم وسطها، وحُلَّتْ أربطتهم، بل كانوا شهادة للملك بأن الله مع أولاده يحميهم. إذًا لنفهم أن الله معنا في الضيقة يحفظنا فيها ويعزينا والنتيجة دائمًا للخير وهذا ما يفرحنا. أما ناقصي الفهم فمنطقهم"هل جزاء طهارة يوسف وحفظه للوصية أن يباع كعبد ويدخل السجن"! والإجابة أن تدبير الله كان لخير يوسف ولمصر ولكل المنطقة.



تردد هذا السؤال عبر الكتاب المقدس لماذا الألم للأبرار؟ قاله أيوب وأرمياء وأساف (مزمور 73). وهذا سؤال الفلاسفة عبر العصور. وهنا يعقوب يقول بل نفرح في الألم لأنه تحوَّل إلى وسيلة للخلاص. وإذا فهمنا هذا لن نقول "لماذا أتت التجارب" بل نقول "لماذا لا تأتى التجارب" والفاهم يقول "لماذا لست أنا المجرب" ولا يقول "لماذا أنا المجرب يا رب".

الألم دخل للبشرية بسبب خطيتي. والمسيح في محبته جاء ليشترك معنا في ألامنا، ويقول لنا الآن احتملوا معي بعض الآلام "أما قدرتم أن تسهروا معي ساعة واحدة " قال الأنبا بولا " من يهرب من الضيقة يهرب من الله".

وقال أبونا بيشوي كامل "مَنْ ليس له صليب فليبحث له عن صليب، نفس بلا صليب كعروس بلا عريس".

وبولس الرسول بالرغم من كل ألامه كان يقمع جسده ويستعبده، فهو يبحث عن صليب فوق صليب. فمن فهم مفهوم الصليب يجرى وراءه. لذلك قال داود النبى "أبلنى يا رب وجربنى، نقى قلبى وكليتىَّ" (مز26: 2) "سبعينية" فهو يطلب التجربة إذ فهم أنها تنقى وبالتالى يرى الله. وهذا هو نفس منطق يعقوب الرسول هنا أن نفرح في التجربة.



أية 3: - عَالِمِينَ أَنَّ امْتِحَانَ إِيمَانِكُمْ يُنْشِئُ صَبْرًا.

امتحان إيمانكم = امتحان لا تعني أن الله لا يعرف إيماننا فيمتحننا لكي يعرف، بل الله يعرف فهو فاحص القلوب والكلى، لكن نحن لا نعرف ما هي طبيعة إيماننا والله بهذا الامتحان يكشف لنا طبيعة ونوعية إيماننا. هكذا سأل المسيح فيلبس "مِنْ أين نبتاع خبزًا ليأكل هؤلاء، وإنما قال هذا ليمتحنه لأنه هو علم ما هو مزمع أن يفعل" (يو 6: 5-7) فلقد كان إيمان فيلبس ضعيفًا، والسيد أراد أن يظهر له هذا الضعف ليصلح من إيمانه. فالله يمتحن إيماننا ليظهر ضعفات إيماننا ويظهر لنا إيماننا المشوه من جهة الله، وأخطائنا الإيمانية، ويكشف عن معرفتنا المشوهة من جهة المسيح فالتجارب لازمة لتظهر نوعية إيماننا. فهناك من يتصادم مع الله مع أول تجربة، وهناك من لا يثق في غفران المسيح ويظل مثقل بالذنوب ومع كل تجربة يظن أن الله ينتقم منه فيزداد ابتعادًا عن الله. وماذا أفعل لو اكتشفت ضعف إيماني أو أن معلوماتي عن الله مشوهة؟ هناك حل واحد... المخدع = عليَّ أن أتعلم أن أدخل مخدعي وأصلى وأدرس كتابي المقدس وأعطى للروح القدس فرصة ليحكى لي ويعرفني بمن هو المسيح "هذا يأخذ مما لي ويخبركم" (يو 16: 14). وإصلاح الإيمان في منتهى الأهمية، فبدون إيمان لا يمكن إرضاؤه (عب 11: 6). وهذا سبب آخر للفرح بالتجربة، أنها ستكشف لي حالة إيماني المريضة فأذهب لحجرتي لأسمع صوت الروح القدس الذي يصحح ويشفى إيماني، ويعطيني ثقة ومحبة لشخص المسيح. إذًا التجارب التي يسمح بها الله لابد أنها ستصلح شيئًا ما في داخلي. لكن لابد من الصبر والقبول وعدم التذمر حتى تؤتى التجربة بثمارها. أما التذمر فيعطل عمل الله.

ينشئ صبرًا = التجارب المتلاحقة مع رؤية يد الله القدير تجعل الإيمان يزداد. وهذا ما حدث مع داود، فلقد كانت له خبرات سابقة مع أسد ودب قتلهم، وهذا أعطاه إيمان قوى وقف به أمام جلياط. لذلك فالتجارب المتلاحقة مع الشكر وعدم التذمر تزيد الإيمان. والإيمان يولد صغيرًا وينمو، لذلك قال التلاميذ للسيد "زد إيماننا" (لو 17: 5) وإيمان أهل تسالونيكي كان ينمو (2 تس 1: 3) وبولس الرسول يقول أن الإيمان ينمو بالشكر وعدم التذمر (كو 2: 7) ومع التجارب تزداد التعزيات التي يعطيها الله كمسكن للآلام حتى نحتمل التجربة ومع زيادة الإيمان ومع التعزيات ينشأ الصبر. فالصبر ليس صبر الخضوع والاستسلام وليس هو شجاعة بشرية ولكنه توقع بثقة في تدخل الله، كما عمل معنا مرات كثيرة سابقًا، هو عطية إلهية نتيجة إيمان ينميه الله وتعزيات يعطيها الله (2 كو 1: 5). ولذلك تعلمنا الكنيسة الشكر في كل حين وعلى كل حال. ولكن الصبر حقًا هو عطية من الله ولكن الجهاد البشرى المطلوب هو الشكر مع عدم التذمر حتى نحصل على هذه العطية.



أية 4: - وَأَمَّا الصَّبْرُ فَلْيَكُنْ لَهُ عَمَلٌ تَامٌّ، لِكَيْ تَكُونُوا تَامِّينَ وَكَامِلِينَ غَيْرَ نَاقِصِينَ فِي شَيْءٍ.

ولماذا نصبر، ولماذا يعطينا الله صبرًا وما فائدته؟ أن نكون تامين وكاملين فكما رأينا أن فائدة التجارب أن نصبح كاملين. إذًا حتى نكمل علينا أن نصبر على التجربة حتى تأتى بثمارها ونكمل. فنحن مولودين بالخطية، لنا طبيعة متمردة عاصية، نحب العالم وهذا عداوة لله، والله يعالج كل هذا بأنه يسمح ببعض التجارب حتى نزهد في محبة العالم ولا نتعلق به بل نشتاق للسمائيات ونبدأ نتذوق لذتها محتقرين لذة الأرضيات وبهذا نكمل. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و التفاسير الأخرى). هذا هو العمل التام للصبر أن نَكمُل. لكن علينا أن لا نتذمر وسط التجربة بل نشكر عالمين أن كل ما يسمح به الله هو للخير ولبنياننا وحتى نتزين بالفضائل وحتى ننال إكليلًا أبديًا (1 بط 5: 10). أما التذمر فهو يوقف ويعطل عمل الله ويوقف تعزيات الله التي بها نحتمل التجربة.
رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
يجب أن نفرح في الرب. لكن لماذا؟
لماذا نفرح فى الرجاء؟
لماذا نفرح؟
لماذا نفرح بالتجارب؟
لماذا التجارب ؟


الساعة الآن 03:45 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024