رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تأملات في سفر الرؤيا24 ..التمجيد والخشوع والسفر المختوم بقلم مثلث الرحمات طيب الذكر المتنيح : البابا شنودة الثالث ٣٠ أغسطس ٢٠١٤ قال القديس يوحنا الرائي: وحينما تعطي الحيوانات مجدا وكرامة وشكرا للجالس علي العرش الحي إلي أبد الآبدين,يخر الأربعة والعشرون شيخاقسيساقدام الجالس علي العرش,ويسجدون للحي إلي أبد الآبدين ويطرحون أكاليلهم أمام العرش قائلين:أنت مستحق أيها الرب أن تأخذ المجد والكرامة والقدرة لأنك أنت خلقت كل الأشياء وهي بإرادتك كائنة وخلقترؤ4:9-11. كلمة تعطي مجدامعناها تعترف بمجده فالله لاينقصه مجد يأخذه من أحد ولايحتاج إلي مجد من أي أحد من مخلوقاته إنما مخلوقاته من القوات السمائية ومن البشر تشعر بمجد الله,وتعترف بهذا المجد أو تنطق بهذا المجد,فيقال إنها تمجده. ونحن في الكنيسة نعطي مجدا لله أي نعترف بمجده فنقول:المجد للآب والابن والروح القدسالمجد لك يا محب البشركما هتفت الملائكة عند ميلاد السيد المسيح قائلةالمجد لله في الأعالي ..كلها تماجيد تسمي في التسبيحة ذكصولوجيات. وما نقوله عن المجد نقوله عن الكرامة فتعطي لله كرامة أي تعترف بكرامته أو تنطق بكرامته. فالأحياء الأربعة في تمجيد الله قالواقدوس قدوس قدوس وهذا مجرد اعتراف بطبيعة الله الكلية القداسة وإجلال لهذه القدسية وكذلك قولهم الرب الإله القادر علي كل شيء. أنه تأمل في صفات الله الجميلة يشبع النفس حين تنطق به… يقول الرائي إن الأحياء الأربعة تعطي الله مجدا وكرامة وشكرا وهذا الشكر له أسباب عديدة بلاشك يكفي أنه أنعم عليها بالوجود إذ خلقها…ولم يكتف بهذا وإنما جعلها أيضا حول عرشه وأعطاها التنعم بعشرته وجماله ومجده. تسيح الأحياء الأربعة ترك تأثيره في الأربعة والعشرين شيخا الجلوس علي كراسيهم وأربعة وعشرون أكليلا من ذهب علي رءوسهم. أي كائن يشعر أنه تافه حينما يتذكر عظمة الله ومجده فحينما سمع الشيوخ تمجيده خروا ساجدين قدام الجالس علي العرش. شعروا أنهم لايستحقون الجلوس علي كراسيهم قدام عرشه وأنهم لايستحقون لبس التيجان في حضرته فقاموا عن كراسيهم وخروا ساجدين وطرحوا أكاليلهم أمام العرش فلا يلبس شخص تاجا أمام الكبير بل يخلعه كم بالأولي أمام الله الجالس علي عرشه… ولم يكتف الشيوخ بهذا بل نطقوا هم أيضا بتسبيحهم قائلين:أنت مستحق يارب أن تأخذ المجد والكرامة والقدرة لأنك أنت خلقت كل الأشياء وهي بإرادتك كائنة وخلقت. إنه درس لنا في تمجيد الله وفي الخشوع قدامه: إنه درس للذين يعملون وهم جلوس وللذين يسمعون الإنجيل في الكنيسة وهم جلوس بينما يصيح الشماس قائلا:قفوا بخوف من الله وانصتوا لسماع الإنجيل المقدس. وهو درس للذين يجلسون أثناء تقديس سر الافخارستيا المقدس وأثناء توزيعه وينسون قول الأب الكاهن للرب أنت هو القيام حولكأي الوقوفالشاروبيم والسارافيم. كل هؤلاء وأمثالهم لايكونون شاعرين بعظمة الله وجلاله نعرف الذي يشعر بهذا تتملكه الهيبة والخشية لأنه أمام الله… ومن هنا كان الوقوف في الصلاة والركوع والسجود ورفع الأيدي,وعدم انشغال الحواس أثناء الصلاة هوذا الشماس يقول أثناء القداس الإلهياسجدوا أمام الله بخوف ورعدة ويقول المرتل في المزمورفي الليالي ارفعوا أيديكم أيها القديسون وباركوا الربمز134 والذي يشعر بهيبة الله يشعر بالهيبة أمام كل ما يخص الله. يشعر بهيبة نحو بيت الله فيقول مع المرتل في المزمورأما أنا فبكثرة رحمتك أدخل إلي بيتك وأسجد قدام هيكل قدسك بمخافتكمز5ويشعر بهيبة أمام مذبح الله ويخشع أمامه وأمام الذبيحة المقدسة عليه فلايتكلم أثناء الصلاة ولايدير ظهره للمذبح. ويشعر بهيبة أمام كتاب الله المقدس فلا يضع شيئا فوق كتاب الله سوي الصليب ويقرأ الكتاب بما يليق به من التوقير. ويشعر بهيبة أيضا أمام كهنة الله ومسحائه كما قال داود النبي عن شاول الملك-علي الرغم من أخطائه-حاشا لي من قبل الرب أن أمد يدي إلي مسيح الرب,إنه مسيح الرب هو1صم24:6 قال الأربعة والعشرون شيخا في تسبحتهم. أنت مستحق أيها الرب أن تأخذ المجد والكرامة والقدرة…لأنك أنت خلقت كل الأشياء وهي بإرادتك كائنة وخلقت. ونحن نتذكر مجد الرب في كل صلواتنا فالصلاة الربية التي نقولها وكل يوم وكل ساعة نختمها بقولنا لأن لله الملك والقوة والمجد إلي الأبد آمين. وفي صلاة نصف الليل نكرر عبارة المجد لك يا محب البشر. وباستمرار نقول نحنذوكصابتري:المجد للآب والابن والروح القدس. وفي تسبحة البصخة طوال أسبوع الآلام نقول للربلأن لك القوة والمجد والبركة والعزة إلي الأبد آمين… إن مجد الله أمام أعيننا باستمرار-كما تعلمنا الكنيسة-ليته إذن يكون ظاهرا في كل أفعالنا وتصرفاتنا وليس فقط في صلواتنا وأقوالنا . مستحق أنت يارب أن تأخذ المجد والكرامة والقدرة. لحن أكسيوسمستحقنقول للرب في مناسبات عديدة لأنه هو الوحيد المستحق ومع ذلك نقولأكسيوسلكثير من القديسين والآباء لأن الله جعلهم مستحقين ونحن نصلي كثيرا ونقولاجعلنا مستحقين…أما الله فهو مستحق بطبيعته لأن له القدرة التي خلق بها كل الأشياء فهو الخالق وحده وكل ما في الكون من صنعة يديه كل الكائنات به قد كانت وبغيره لم يكن شيء مما كانيو1:3. هو أراد فكانت…هي إذن كائنة بإرادته وبه قد خلقت ليتنا نسبحه لأنه خلق كل شيء لراحتنا ولم يدعنا معوزين شيئا من أعمال كرامته. هنا وينتهي الإصحاح الرابع من سفر الرؤيا. |
|