رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تأملات فى أمثال السيد المسيح 1 دراسة أمثال السيد المسيح دراسة ممتعة، تنقلنا من واقع الحياة إلى السماويات، ببساطة وعُمق، فالسيد المسيح هو «الراوي الأعظم» صاحب الأسلوب السهل الممتنع، الذي لا يفقد طلاوته مهما نُقل إلى مختلف اللغات، أو انتشر في كل الحضارات، لأن المبادئ الروحية في تعليمه هي الأساس. المقدمة نعم علّم السيد المسيح كثيراً بالأمثال. ويقول أنجيل (مرقس 4: 34) «وَبِدُونِ مَثَلٍ لَمْ يَكُنْ يُكَلِّمُهُمْ» وأمثاله خالية من القصص الخيالية كنطق الحيوان وحركة الجماد، كما أنها اجتنبت كل إشارة هزلية، لأنها شرحت لسامعيه أسرار ملكوت السماوات. وأمثال السيد المسيح بالغة الإعجاز في توضيح كيفية انتشار ملكوت الله في العالم، وفي وصف السعادة التي يحصل عليها الإنسان الذي يُملِّك الله على حياته، وفي شرح نوعية حياة الإنسان الذي ينتمي إلى ملكوت الله. معنى المثل الكلمة العبرية (mashal) والكلمة الآرامية (mathla) الموازيتان لكلمة "مثل" يمكن أن تعنيا أيضاً لغز ورمزاً. لذلك نستطيع تفسير الآية القائلة "إن كل الذي في الخارج أعطي لهم كل شيء بالأمثال"، بأن كل شيء "أعطي لهم بالألغاز". المثل ليس بالضرورة استعارة ورمز، لأن الاستعارة تشير إلى نقاط عديدة، وهذا ما يضفي عادة عليها صفة اصطناعية بينما المثل يؤكد على نقطة واحدة. لكن لا نستطيع دائماً التمييز بوضوح في الأناجيل بين المثل والاستعارة، لأن بعض أمثال السيد المسيح تحمل صوراً استعارية. هذه هي الحال مع مثل الكرامين الأشرار(مرقس12: 1-12)، الذي يعرض كل تاريخ الخلاص، واضعاً السيد المسيح في محوره. ليس من الضرورة اعتبار هذا النوع من الاستعارة من صنع الكنيسة التي تكون قد حورت مثلاً بسيطاً من أمثال السيد المسيح، إذ أنه يوجد نشيد رمزي عن الكرمة في سفر اشعيا (5: 1-7) 1 لأُنْشِدَنَّ عَنْ حَبِيبِي نَشِيدَ مُحِبِّي لِكَرْمِهِ. كَانَ لِحَبِيبِي كَرْمٌ عَلَى أَكَمَةٍ خَصِبَةٍ 2فَنَقَبَهُ وَنَقَّى حِجَارَتَهُ وَغَرَسَهُ كَرْمَ سَوْرَقَ وَبَنَى بُرْجاً فِي وَسَطِهِ وَنَقَرَ فِيهِ أَيْضاً مِعْصَرَةً فَانْتَظَرَ أَنْ يَصْنَعَ عِنَباً فَصَنَعَ عِنَباً رَدِيئاً. 3«وَالآنَ يَا سُكَّانَ أُورُشَلِيمَ وَرِجَالَ يَهُوذَا احْكُمُوا بَيْنِي وَبَيْنَ كَرْمِي.4مَاذَا يُصْنَعُ أَيْضاً لِكَرْمِي وَأَنَا لَمْ أَصْنَعْهُ لَهُ؟ لِمَاذَا إِذِ انْتَظَرْتُ أَنْ يَصْنَعَ عِنَباً صَنَعَ عِنَباً رَدِيئاً؟ 5فَالآنَ أُعَرِّفُكُمْ مَاذَا أَصْنَعُ بِكَرْمِي. أَنْزِعُ سِيَاجَهُ فَيَصِيرُ لِلرَّعْيِ. أَهْدِمُ جُدْرَانَهُ فَيَصِيرُ لِلدَّوْسِ. 6وَأَجْعَلُهُ خَرَاباً لاَ يُقْضَبُ وَلاَ يُنْقَبُ فَيَطْلَعُ شَوْكٌ وَحَسَكٌ. وَأُوصِي الْغَيْمَ أَنْ لاَ يُمْطِرَ عَلَيْهِ مَطَراً». 7إِنَّ كَرْمَ رَبِّ الْجُنُودِ هُوَ بَيْتُ إِسْرَائِيلَ وَغَرْسَ لَذَّتِهِ رِجَالُ يَهُوذَا. فَانْتَظَرَ حَقّاً فَإِذَا سَفْكُ دَمٍ وَعَدْلاً فَإِذَا صُرَاخٌ. ، ولربما يكون السيد المسيح قد فكر بهذه السابقة عندما وضع مثله. قاوم النقد الحديث التفسير الرمزي للأمثال الذي أكثر منه المفسرون القدامى أمثال أوريجانس وأوغسطينوس. نجد مثالاً جيداً على هذا الإفراط في التفسير، في شرح أوغسطينوس لمثل السامري الصالح، حيث كل جملة لا بل كل كلمة عنت له شيئاً مختلفاً عن المعنى الظاهر. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
تأملات فى أمثال السيد المسيح 1 |
تأملات فى أمثال السيد المسيح 2 |
سلسلة تأملات في أمثال السيد المسيح - القمص داود لمعي |
أمثال السيد المسيح |
تأملات فى أمثال السيد المسيح كتاب لقداسة البابا شنودة الثالث |