منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 23 - 10 - 2013, 07:19 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,274,445

مصرُ بلا كنائس.. ذلك أفضل جداً


مصرُ بلا كنائس.. ذلك أفضل جداً

لم تدهشنى كارثةُ إمبابة التى روّعت مصرَ مساءَ أمس. وجعلتها تنام ليلتها باكيةً على عشرة من أبنائها الذين صرعهم أجلافٌ، فى صدورهم غلاظةٌ، وفى أدمغتهم دمويةٌ وخواءٌ، وفى وجوههم لُحىً مشعثةٌ يوهمون بها الناسَ أنهم نُسّاكٌ متدينون، وهم أقصى كائنات الأرض عن الدين وعن معرفة الله. لم أندهش. بل أقول، ويغمرنى الحَزَنُ، إننى أترقب، مع كل نهار جديد، كارثةً كتلك، وقلبى يلهجُ بالدعاء أن يكذِّب اللهُ حدسى الذى ظل يُنبئنى بأن كارثةً طائفية مقبلة، تتلوها كارثةٌ فكوارثُ، حتى تنهار مصرُ! أنبأنى حدسى بهذا منذ تقاعست الحكومةُ والمجلسُ العسكرى عن القبض على هادمى كنيسة «صول»، مكتفين، الحكومةُ والجيش، «بتطييب خاطر» الأقباط، على مبدأ «العوض»، بأن أعادوا بناء الكنيسة فى وقت قياسىّ وعلى أجمل ما يكون. وهم موقنون أن المسيحىّ بطبيعته المتسامحة ميّالٌ للمغفرة والنسيان، كما يأمره كتابُه وأخلاقُ المسيح والسامرىّ الصالح التى علّمتهم أن غفرانَ الإساءة هو الطريق إلى الله وملكوته. ليلة افتتاح كنيسة صول، بعد إعادة بنائها، كنتُ على الهواء، فى أحد البرامج، وأُجريَتْ مداخلةٌ تليفونية مع الأنبا ثيؤدوسيوس، أسقف الجيزة، الذى سيفتتح الكنيسة بصلاة القيامة اليوم التالى، قدّم الأسقف جزيل الشكر للقوات المسلحة على جهدها الفائق فى إعادة بناء الكنيسة فى اثنين وعشرين يوماً. فسألتُه، وسألته مذيعةُ الحلقة: وماذا عن القبض على الجناة؟ فأعاد الأسقفُ شكرَ الله والثناء على الجيش لأن أبناء الحىّ سيتمكنون من إقامة الصلاة غداً فى كنيستهم قائلا إن حزنهم الآن قد تلاشى! تدرك الحكومةُ إذن طبيعةَ الأقباط المتسامحة، مثلما تعلم طبيعة البلطجية الدمويةَ المتعطشةَ للخراب! لكنها، بكل أسف، تستغلُّ، على نحو ردىء، طبيعةَ الفريق الأول، الضحية، وتعمل ألف حساب لطبيعة الفريق الثانى، المجرم، الذى بات أكبر تهديد على أمن مصر! تفجيرُ كنيسة وقتل المُصلين قد يستغرق دقائق قليلة، يمكن معها أن يفرّ الجانى، كما حدث بكنيستىْ الإسكندرية فجر هذا العام، ونجع حمادى العام الماضى، إلا أن هدم كنيسة استغرق ٢٢ ساعة، ولدينا جميعاً فيديو يوضح ملامح الجناة، بل وأسماؤهم، إذْ كانوا ينادون على بعضهم البعض وهم يكبّرون «الله أكبر» فيما يقوضون بيت الله بالمعاول! فكيف لم يتم القبض عليهم ومعاقبتهم؟ لصالح مَن؟ لصالح مَن تسعى الحكومةُ ورجالُ الدين الإسلامى لإقناع أيمن ديمترى بالتنازل عن حقّه، وحق المجتمع، وحق مصر، فى القصاص ممن بتروا أُذنه؟ الإجابةُ: لصالح خراب مصر، والمزيد من الكوارث وتقتيل الأقباط مع كل نهار! لا ألوم الذئبَ لأنه دموىّ، فتلك طبيعته، لكنْ كيف لا ألوم مَن يتركه يسفك الدماء؟! فى مظاهرات ماسبيرو كان الأقباط يهتفون: «بالطول، بالعرض، عاوزينها فى نفس الأرض!» يقصدون أنهم لن يقبلوا إلا إعادة بناء الكنيسة المهدمة فى نفس مكانها الأصلى! لا حول ولا قوة إلا بالله! قلتُ لنفسى. ما أقلّ شعورهم بحقوقهم، وما أسهلَ إرضاءهم، وما أيسرَ الجَوْر عليهم! لذلك صعدتُ على منصة ماسبيرو وخطبتُ فيهم قائلة إن ما يطلبونه عجيب! «تطلبون كنيسةً؟! حسناً سنبنى لكم كنيسة، ثم نهدمها فى اليوم التالى! لأن أسباب الهدم ستظل موجودة مادام ذوو النفوس المريضة طُلقاء يعيثون فى مصرَ خراباً! لابد أن تطالبوا بسرعة توقيف الجُناة والضرب بيد من حديد على رؤوسهم المريضة، وإقالة المحافظ المتراخى، وتطبيق قانون موحّد لدور العبادة». وبعدما نزلتُ من المنصة سمعتهم يهتفون: «بالطول، بالعرض، عاوزينها فى نفس الأرض»!!!! وها هى الحكومةُ والمجلس العسكرى قد لبّوا، مشكورين، مطلبهم، وبنوا الكنيسة، وفرح الأقباط! وها هى كنيسةٌ أخرى حُرقت فى إمبابة، وسوف تتلوها كنيسةٌ وكنائسُ كلَّ يوم وكلَّ ساعة! وسوف يقبل الأقباطُ الترضيةَ باعتذار شيخ الأزهر وإعادة ترميم الكنيسة، ويفرحون! ثم ينامون ليلتهم منتظرين كنيسة الغد، وبعد الغد. لكِ اللهُ يا مصرُ المحزونةُ بسفك دماء أبنائك على أيدى أبنائك! ويا حكومةُ مصرَ، ثقى بأن التاريخَ لن ينسى لك ما تصنعينه فى التراخى مع هادمى مصر.

المصري اليوم

رد مع اقتباس
 


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
ويفتح لك باباً آخر أفضل بكثير جداً
وضع اليهود بعد هذه الأحداث صار أفضل جداً
البابا تواضروس: «وطن بلا كنائس أفضل كثيرًا من كنائس بلا وطن»
صورة لكنيسة أرثوذكسية من الداخل لأحد كنائس أنطاكيا جميلة جداً
أيقونة لميلاد السيد المسيح جميلة جداً من أحدى كنائس صربيا


الساعة الآن 10:43 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024