|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تأملات في سفر نشيد الأناشيد25 (طلبته فما وجدتهنش3:1) السبت 22 يونيو 2013 بقلم قداسة البابا شنودة الثالث الروحيون يقرأون هذا السفر,فيزدادون محبة الله,أما الجسدانيون فيحتاجون في قراءته إلي مرشد يفسر لهم لئلا يسيئوا فهمه,ويخرجوا عن معناه السامي إلي معان عالمية... معني:طلبته فما وجدته: الله موجود في كل مكان فكيف تبحث عنه فلا تجده؟! هو موجود حقا,ولكن المهم هو إحساسك بوجوده والصلة به..الإحساس بالحب والمتعة والعشرة مع الله.الإحساس بالدالة,بحرارة اللقيا,وبسكني الله داخل القلب وعمله فيه. قد يكون الله موجودا معك وأنت لاتشعر ولاتدرك. كما كلم السيد الرب مريم المجدلية بعد القيامة ولكنها لم تشعر بوجوده,بل ظنته البستاني وقالت له عن الرب:إن كنت قد أخذته(يو20:15)بينما كان الرب بذاته هو الذي يكلمها وهي لاتدرك,بل إن شعورها في ذلك الوقت كانطلبته فما وجدته...ونفس الأمر حدث مع تلميذي عمواس.كان الرب معهما وهما لايعلمان بل يقولان لههل أنت وحدك المتغرب عن أورشليم ولم تعلم الأمور التي حدثت فيها؟!(لو24:18). تأكد أن الله لايتركك مهما تركته,وفي الوقت الذي تقول فيه:طلبته فما وجدته يكون هو معك يعمل لأجلك.. لاتيأس إذا مرت عليك فترات التخلي لاتظن أنه تخلي حقيقي!ولاتظن أن التخلي يستمر.. ما أحلي قول الرب عن إحدي فترات التخلي لتلك العاقر: لحيظة تركتك وبمراحم عظيمة سأجمعكأش54:7. +++ مناسبة أخري: عبارةطلبته فما وجدتهوردت أيضا في(نش5:6). حيث تقول عروس النشيد,في مناسبة أخري فيها تخلت هي عن حبيبها, فتحول عنها وعبر,فقالتنفسي خرجت عندما أدبر,طلبته فما وجدته,دعوته فما أجابني(نش5:6) والقصة تبدأ بقولهاصوت حبيبي..هوذا آت علي الجبال قافزا علي التلال(نش3:8)ثمصوت حبيبي قارعا:افتحي لي يا أختي يا حبيبتي,يا حمامتي,يا كاملتي,إن رأسي قد امتلأ من الطل وقصصي من ندي الليلنش5:2ولكن العروس تعتذر قائلة:خلعت ثوبي فكيف ألبسه؟!غسلت رجلي فكيف أوسخها؟!ولم تفتح حينئذ تحول عنها وعبر بسبب إهمالها فذاقت التخلي.. كانت هذه العروس مهتمة بذاتها أكثر من اهتمامها بالله وخدمته! كانت مهتمة بزينتها الخارجية,بثوبها بنظافتها براحتها,ووسط كل ذلك تثاقلت أن تقوم وتفتح للرب..فتركها تذوق التخلي. لقد انتظرت الرب طويلا حتي امتلأت رأسه من الطل,وقصصه من ندي الليل ولكنها تركته يمد يده طول النهار لقلب معاند مقاوم(رو10:21).وهكذا قدمت قلبا متراخيا متكاسلا أمام نداء الله!. عجيب أن تعتذر نفس عن لقاء الله,وتسرد لذلك حججا..! آه يارب أنا غير متفرغ لك الآن,عندي مشروعات أقوم بها,وخدمة أو خدمات عديدة أنا منشغل بها!أو خطية محبوبة تسيطر علي عواطفي وفكري!أو مقابلات كثيرة ولقاءات تستغرق يومي كله وجزءا من أمسي لذلك لست أجد لك وقتا !!اعذرني إن تركتك بعض الوقت دون أن أفتح لك,فتمتليء رأسك من الطل!! وهكذا يتخلي الله لاكعقاب ,وإنما كعلاج.. إنها نفس تزدري بالنعمة وتهمل صوت الله داخلها,فتقع في التخلي حتي تعود وتستيقظ وتعرف ما ينبغي عليها أن تفعله .. ولهذا نجد أن هذه النفس قد استفادت من التخلي.. بعد أن تحول حبيبها وعبر نراها تقولنفسي خرجت عندما أدبرولم تكتف فقط باشتعال مشاعرها من الداخل وإنما تقول إني أقوم أطوف في المدينة وفي الأسواق والشوارع أطلب من تحبه نفسي..وذهبت تسأل عنه الحواس:أرأيتم من تحبه نفسي؟(نش3:3). بالإضافة إلي هذا البحث وهذا السعي,نري أن الله يرفع عنها ذلك التخلي ويعود إلي النفس فتتمسك به بالأكثر وتقول لما رأتهأمسكته ولم أرخه(نش3:4). إن الله يسمح أحيانا أن نذوق مرارة البعد عنه بعض الوقت لكي نشتاق إليه بالأكثر.. لأنه من الجائز أن محبة الله لنا,بدلا من أن تقودنا إلي الله نتحول بها إلي التدلل!! فتقول:غسلت رجلي فكيف أوسخهما؟!. لك ما شئت,ولكن النتيجة أن حبيبك تحول وعبر..فماذا أفادك التدلل؟!. |
|