رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تأملات في سفر نشيد الأناشيد25 السبت 15 يونيو 2013 بقلم قداسة البابا شنودة الثالث الروحيون يقرأون هذا السفر,فيزدادون محبة الله,أما الجسدانيون فيحتاجون في قراءته إلي مرشد يفسر لهم لئلا يسيئوا فهمه,ويخرجوا عن معناه السامي إلي معان عالمية... طلبته فما وجدتهنش3:1 تقول عذراء النشيد في الليل علي فراشي,طلبت من تحبه نفسي.طلبته فما وجدتهنش3:1 إنها عبارة مؤثرة ومتعبة للنفس,كيف أن إنسانا يطلب الله,فلا يجده في حياته؟!كيف أن الله الذي يقولاطلبوا تجدوا(مت7:7)تقول عنه هذه العذراء طلبته فما وجدته(نش3:1)؟!وتكررها مرة أخري(نش3:2). التخلي: نعم,هناك فترات من التخلي تبعد فيها النعمة...والنفس تطلب الرب فلا تجده!.. الظلمة تدهمها فتبحث عن طاقة من نور..! فترات فيهاتكون سماؤك التي فوق رأسك نحاسا والأرض التي تحتك حديدا!!(تث28:23)لاتشعر بالدالة التي بينك وبين الله أو التي كانت بينك وبينه!ولا بالعشرة والصلة القديمة!..لا إحساس بوجود الله,ولا متعة ولاعاطفة.. مرت عليك أوقات من قبل كنت فيها نارا مشتعلة.والآن تبحث عن تلك النار فلا تجدها.لا حرارة في الصلاة,ولاعاطفة في القلب ولاتعزية ولاشعور,تطلب الله ولاتجده.. هل لأنك الآن علي فراشك بعد نهار قضيته في مشاغل كثيرة,وإذا بمشاغل النهار التي أخذتها بعمق جعلت مشاعرك الروحية تجف! لم تخلط عملك النهاري بالله,بل كنت غريبا عنه طول النهار!فلما طلبته بالليل علي فراشك لم تجده!. في أوقات دالتك مع الله,كان الله بالنسبة إليك أقرب من النفس الذي يدخل صدرك ويخرج,أما الآن فأنت تدعوه وكأنك تخاطب نفسك..!كنت تقرأ الكتاب المقدس فتجد تأملات كثيرة تملأ قلبك وفكرك وفيضا من التعزيات يغمر نفسك,أما الآن فلا تجد!! وتردد عبارة: طلبت من تحبه نفسي.طلبته فما وجدتهوتفحص ذاتك فتقول: إنني لا أجده ولكنني مع ذلك أطلبه. ليس هو موجودا معي.لا أحسه في حياتي ولكنه موجود في قلبي أحسه في رغباتي وأشواقي.. حرماني من الله يجعلني أطلبه بالأكثر.أنا لست راضيا عن حرماني منه,لست من الذين أحبوا الظلمة أكثر من النور لأن أعمالهم شريرة(يو3:19).فمع أنني في سقوطي تكون أحيانا أعمالي شريرة أو تشبه ذلك,إلا أنني لست أحب الظلمة. فلماذا تخلي النعمة يشعرني بالحرمان من الله؟! أسباب التخلي: 0أحيانا يكون سبب التخلي كبرياء ارتفعت فيه النفس. إنسان يكبر في عيني نفسه,ويظن أنه قد أصبح شيئا.وفي هذا الظن يفقد احتراسه علي اعتبار أن الخطية لم يعد لها سلطان عليه!!ويريد الرب أن ينقذ هذا الإنسان من كبريائه وارتفاع قلبه,فيتخلي عنه قليلا ليشعر بضعفه فلا يرتفع قلبه لأنهقريب هو الرب من المنسحقين بقلوبهم(مز34:18)وبابتعاد النعمة-بالتخلي المؤقت -قد يسقط الإنسان أو يهتز قيامه ويضعف,فيعود ويحترس حتي من أقل الخطايا.ويتمسك بالرب بالأكثر. مثل هذه العذراء التي بعد أن قالتطلبته فما وجدتهقامت وبحثت عنه,فلما وجدته قالتأمسكته ولم أرخه(نش3:4) 0سبب آخر من أسباب التخلي,هو اهتمام الإنسان الزائد بالأمور العالمية بحيث تبرد حرارته الروحية ويقرع الله علي قلبه وما من مجيب! وكأنه يقول لصوت الله في قلبهأما الآن فاذهب ومتي حصل لي وقت استدعيك(أع24:25)كما قال فيلكس الوالي لبولس الرسول,وقد حدث هذا لعذراء النشيد مرات عديدة,حينما سمعت صوت الحبيب يناديها وتكاسلت عن أن تفتح له كما ورد في الإصحاح الخامس(نش5:3). 0حقا إن التمركز حول الذات هو من أسباب التخلي: ما أكثر أن يكون الإنسان متحوصلا حول نفسه يفكر في ذاته,وليس في الله..ماذا أعمل؟وماذا أكون؟وكيف أكون؟ومتي أكون؟كيف أبني شخصيتي ومركزي؟أهدم مخازني وأبني أعظم منها..وأقول لنفسي:لك خيرات كثيرة موضوعة لسنين عديدة..استريحي وافرحي(لو12:19,18)..وفيما الإنسان مشغول بذاته يبحث عن الله فلا يجده!. بل قد يدخل في خدمة الله,وهو متمركز حول ذاته وليس حول الخدمة,ولا هو متمركز في محبة الله وملكوته..فيفكر كيف يمسك كل السلطة في الخدمة,ويوقف فلانا عند حده وكيف تصير كلمته هي الأولي,أو هي الوحيدة!وكيف تسير كل الأمور حسب تدبيره هو!وحينئذ يطلب الله فلايجده... |
|