رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تأملات في سفر نشيد الأناشيد21 صوت حبيبي نش2:8 السبت 20 ابريل 2013 بقلم قداسة البابا شنودة الثالث الروحيون يقرأون هذا السفر,فيزدادون محبة لله..أما الجسدانيون فيحتاجون في قراءته إلي مرشد يفسر لهم,لئلا يسيئوا فهمه,ويخرجوا عن معناه السامي إلي معان عالمية. تقول العذراء في سفر النشيد صوت حبيبيهوذا آت علي الجبال,قافزا علي التلالنش2:8. تمييز صوت الرب: أول ما تطلبه من النفس الروحية أن تميز صوت حبيبها. تعرفه من بين الأصوات كلها,وكما قال الرب عن الراعي الصالحالخراف تتبعه,لأنها تعرف صوته وأما الغريب فلا تتبعه بل تهرب منه لأنها لاتعرف صوت الغرباءيوحنا10:5,4 إن النفوس المشتاقة إلي الرب,تعرف صوت حبيبها ومجرد سماعه يشعلها بالحب:إذا كان صوت مريم العذراء لما طرق أذني أليصابات,امتلأت أليصابات من الروح القدس,وارتكض الجنين بابتهاج في بطنهالو1:41فكيف بالحري صوت الرب في آذان قديسيه.. كثيرون سمعوا صوت الرب ولكنهم لم يميزوا... صموئيل الطفل سمع صوت الرب مرتين,وهو يظنه صوت عالي الكاهن ولكنه ميزه أخيرا فقالتكلم يارب فإن عبدك سامع..ومريم المجدلية وهي مضطربة لم تستطع أن تميز صوت الرب,وظنته صوت البستاني ولكنه أعلن لها صوته فصرخت في حبربونيالذي تفسيره يا معلميو20 إن صوت الرب مميز من الكلي,معلم بين ربوة.. صوته في حبه وعاطفته وعمقه,وتأثيرهلأن حلقه حلاوة وكله مشتهياتنش5:16. كان صوت الرب يتميز بجاذبية خاصة.. تصوروا متي العشار وقد سمعه مرة يقول لهاتبعنيفترك مكان الجباية والمال,والمسئوليات فتبعه وهو لايدري إلي أين يذهب كما فعل أبونا إبراهيم لما سمع صوت الرب. وسمعان وأندراوس لما سمعا صوته يقول لهماهلم ورائي فأجعلكما صيادي الناس تركا الشباك والسفينة والإرة ولم يستطيعا أن يقاوما جاذبية ذلك الصوت..مت4:18-20. وهكذا كلمة واحدة قالها لزكا رئيس العشارين جعلته يقول هوذا نصف أموالي أعطيه للفقراء وإن كنت قد ظلمت أحدا في شيء أرده خمسة أضعافلو19. أحد الذين وصفوا المسيح في فترة تجسده قال: كان نظره قويا لايستطيع أحد أن يطيل النظر إلي عينيه بل يخفض بصره وكان صوته عميقا وموثرا وحلوا. إنهصوت حبيبيللأسف الشديد لم تكن هناك أجهزة تسجيل للصوت في أيام المسيح بالجسدRecorders حتي تحفظ لنا هذا الصوت مدي الأجيال تتذوقه الآذان. في الواقع ليس كل إنسان مستحقا لسماع ذلك الصوت. إن الذين كانوا مع شاول الطرسوسي في طريق دمشق حينما ظهر لهم السيد المسيح قال عنهم بولس الرسولإنهم رأوا النور ولكنهم لم يسمعوا الصوت الذي كلمنيأع22:9. إنهم لم يكونوا مستحقين:لذلك نقول في أوشية الإنجيل ونحن نستعد لسماع كلمات الرباجعلنا مستحقين أن نسمع ونعمل بأناجيلك المقدسة فنطلب أن نستحق.. صوت حبيبيكلم الآباء منذ البدء بأنواع وطرق شتي أول صوت له سمعناه خالقا قال الرب:ليكن.فكان..ثم سمعنا صوته معلما يقول لأبوينا الأولين ماذا ينبغي لهما أن يفعلا ويقدم لهما الوصية ثم سمعنا صوت الله مباركا اثمروا واكثروا واملأوا الأرض... وظل صوت الله يتابع الإنسان في أغراض شتي. المهم أن نميز صوت الرب أيا كان مصدره. القديس الأنبا أنطونيوس سمع آية من قراءات الكنيسة سمعها كل الشعب معه,ولكنه أدرك أنها صوت الله إليه هو بالذات فذهب ونفذها وباع كل ماله وأعطاه للفقراء.. وسمع صوت امرأه تقول لهإن كنت راهبا فاذهب إلي البرية الجوانية لأن هذا المكان لايصلح لسكني الرهبان فأدرك أن هذا صوت الله إليه علي لسان المرأة ونفذه.. متي؟وكيف؟ هل تسمع أنت صوت الله وتميزه؟سواء سمعته في الكنيسة أو في الشارع أو من فم صديق أو زميل أو من فم موبخ أو من أي مصدر كان..؟ ربما مرض يصيبك أو يصيب أحد أحبائك يكون هو صوت الله إليك أن تتوب أو تستعد.. ربما ضيقة من الضيقات تجربة,مشكلة,تسمع فيها صوت الله إليك,كما حدث فإخوة يوسف لما وقعوا في يد حاكم مصر ذكرهم صوت الله بأخيهم الذي استرحمهم فلم يرحموه.. |
|