|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||
|
|||||||||
الكنيسة القبطية في القرن الثامن البابا مينا الأول (758( )-767م) البطريرك السابع والأربعون على الكرسي
الكنيسة القبطية في القرن الثامن البابا مينا الأول (758( )-767م) البطريرك السابع والأربعون على الكرسي الإسكندري بعد نياحة البابا ميخائيل، وكالمعتاد، اجتمع الشعب مع الأساقفة للصلاة والتشاور فيمَن يُقيم لهم الله بعده مدبِّراً، فاجتمعت الجماعة معاً لتقدمة مَنْ يختاره الله الذي يعرف خفايا القلوب ويُعطي النعمة لمستحقيها. وهكذا ذُكِرَ اسم القس مينا الراهب بدير القديس أنبا مقار. ووصفه كاتب سيرته أنه كان رجلاً يُعجبُ الناس بقلبه وطريقته، وكان راهباً منذ صُبُوَّته، وكان ابناً روحياً للبابا الراحل أنبا ميخائيل، فقُدِّم بتدبير الله بفرح، وأنعم الله على كنيسته بهذا الراعي المأمون الذي كان مع أنبا ميخائيل يُشاهد أعماله. وكان ذلك في شهر برمودة عام 758م (بتقويم ذلك الزمان). بدء حبريته بالتعليم الروحي للشعب: فلما جلس على الكرسي الرسولي، بدأ يُعلِّم الشعب بالتعليم الروحاني، لأن العمل الأول للأسقف تعليم الشعب، حتى أن كل أحد كان يعجب من عِظَم النعمة الحالَّة عليه، وحُسْن تعليمه. والرب الذي اختاره جعل للكنيسة نمواً وحفظاً في جميع أعمالها، حتى نَسِيَ الناس جميع ما جرى عليهم على أيدي الولاة في حبرية البابا أنبا ميخائيل المتنيح. وهكذا دامت السلامة للكنيسة. ولكن، إلى حين! التجربة أتت هذه المرة من الداخل: إذ أن الشيطان مُبغِض الخير تكلَّم على لسان إنسان جعله له مسكناً، وكان شماساً راهباً اسمه "بطرس"، وصار يتكلَّم في قلبه متعظِّماً على أنبا مينا وعلى الأساقفة الذين معه. وكان هذا الراهب تلميذاً لأنبا ميخائيل المتنيح، ولكنه تجرَّأ وطلب من البابا مينا أن ينال الأسقفية ولم يكن مستحقاً لها؛ فرفض البابا مينا. ومن شدَّة غيظه، أضمر الانتقام من البابا، وزوَّر خطابات باسم البابا مينا إلى بطريرك أنطاكية ومطارنته يدَّعي فيها أن الكنيسة في مصر عانت من الاضطهاد الشيء الكثير، وأنها محتاجة إلى المال. ولما كان بحُكْم تلمذته للبابا المتنيح الأنبا ميخائيل يعرف أسلوب مكاتبة بطريرك أنطاكية، فقَبـِله بطريرك أنطاكية بفرح عظيم لقوله إنه رسول البابا الإسكندري، وجمع له مالاً، وزوَّده برسائل توصية إلى سائر مطارنته وأساقفته ليجمعوا له ويكرِّموه باجتهاد. فلما اقتنص ما يرد من مال، وصل إلى مدينة دمشق التي يُقيم بها الخليفة، وهناك دسَّ ضد بطريركه، إذ ادَّعى أن بيت مال الخليفة يعوزه المال، بينما بطريرك النصارى في مصر له دراية بعمل كيمياء الذهب، حيث يستطيع أن يحوِّل التراب إلى ذهب! ولأجل هذا ملأ كنائسه من الأواني المصنوعة من الذهب والفضة، وعزَّز كلامه هذا بدفع رشوة لموظفي بلاط الخليفة حتى يُقدِّموه للخليفة. يتبع |
|