رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تأملات في سفر نشيد الأناشيد18 الاحد 10 مارس 2013 بقلم قداسة البابا شنودة الثالث الروحيون يقرأون هذا السفر فيزدادون محبة لله..أما الجسيدانيون فيحتاجون في قراءته إلي مرشد يفسر لهم لئلا يسيئوا فهمه ويخرجوا عن معناه السامي إلي معان عالمية. أين ترعي؟أين تربض وقت الظهيرة؟ إنه نداء من النفس البشرية التي بعدت عن حظيرة الرب,ولكنها ماتزال تحبه وتبحث عن طريقه.. فهي تناديه قائلة:أين ترعي؟أين أجدك؟أين الطريق إليكيا من تحبه نفسي. أنا-وإن بعدت عنك بالعمل-لم أبعد عنك بالحب. ما أزال أحن إليك وأشتاق إلي الأيام التي عشتها معك وأسأل أين أنت؟كيف أصل إليك؟أين ترعي؟وأين تربض وقت الظهيرة؟ وقت الظهيرة عنما تشتد حرارة الحر ولاتستطيع الطبيعة أن تحتمل أين أجدك لتحميني من ضربة الشمس بالنهار؟هذه الشمس التي لوحتني فصرت سوداء أين ظلك الذي يحميني منها لأنهتحت ظلك اشتهيت أن أجلسأنا أعرف أنك تحمي رعيتك في ذلك الوقت فلا تضربها الشمس فأين تربض وقت الظهيرة. إنها نفس بعيدة عن الله ولكن تشتاق إليه.. هناك نفوس متمتعة بالرب ولذة عشرته تقول في غمرة الحب الإلهي شماله تحت رأسي ويمينه تعانقني,أنا لحبيبي وحبيبي ليوهناك نفوس أخري بعيدة عن الرب ولكنها غير مهتمة لاتشتاق إلي الله وإن اشتاقت يدركها اليأس. أما هذه فتشتاق إلي الرب,علي الرغم من الخطية.. هذه النقطة تجعلنا لا ندين الآخرين ولاننظر في اشمئزاز إلي البعيدين عن الرب فهناك نفوس تحبه علي الرغم من بعدها. مثل بطرس الذي أنكر الرب ثلاث مرات ومع ذلك قال له أنت يارب تعلم كل شيء,أنت تعلم أني أحبككذلك هذه النفس تقوليا من تحبه نفسي. كيف تحبه وهي بعيدة والرب يقولمن يحبني يحفظ وصاياي. إن الخطية عندها قد يكون سببها الضعف وليس عدم الحب. أين تربض وقت الظهيرة عندما احتاج إلي ظلك أنا الذي قد يفرحني ظل يقطينة فكم بالأولي ظلك أنت؟! أولادك في وقت التجربة ولهيبها أنت تظلل عليهم بجناحيك فيستريحون في كنفك كيف أستريح أنا أيضا؟ هذه العذراء بعدت عن الرب بالجسد ولم تبعد بالروح بعدت بالعمل ولم تبعد بالعاطفة. الأخطاء التي تقع فيها دخيلة عليها وليست في طبيعتها. إن طبيعتها علي صورة الله ومثاله لذلك تشتاق إلي الله بالطبع وإن كانت تخطيء بالضعف أو بالضغط الخارجي. حسن أن الإنسان في فترات فتوره وضعفه يتذكر أيامه الجميلة الحلوة مع الله ويقول له أين ترعي؟ أنت يامن ترعي الكل,أرعني أنا أيضا معهم. هناك أشخاص في حالة الخطية يقطعون صلتهم بالله ويبعدون عنه ويهربون منه فلا كنيسة ولا صلاة ولا اجتماعات ولا أية واسطة من وسائط النعمة وحجة الواحد منه بأي وجه أكلم الله في خطيتي؟! مثال ذلك آدم الذي هرب من الله عندما أخطأ.. اختفي وراء الشجرة وقال لهسمعت صوتك في الجنة فخشيت لأني عريان فاختبأت. أما هذه النفس ففي بعدها تبحث عن الرب :أين يرعي؟ نسمع إجابة عن هذا السؤال في آيات كثيرة من سفر النشيد تقول الراعي بين السوسننش2:16حبيبي نزل إلي جنته إلي خمائل الطيب ليرعي في الجنات ويجمع السوسننش6:2. أنا عارف يارب أنك نزلت إلي خمائل الطيب وسط قديسيك. هؤلاءالذين لحياتهم رائحة زكية نشتم منهم رائحة المسيح خميلة منهم اسمها خميلة التأمل والعبادةنزلت إليها وأخري اسمها خميلة التعب والجهادنزلت إليها وثالثة اسمها خميلة الخدمة والسعي وراء النفوس الضائعةوخمائل أخري خاصة بالفضائل الجميلة. أنت يارب وسط قديسيك في خمائل الطيب نرعي في الجنات كل قديس منهم عبارة عن شجرة موثقة ثمرا تطرح ثلاثين وستين ومائة. ولكن ماذا عن شخص مثلي يعيش في الأشواك؟هل تنزل إلي أشواكه يارب كما نزلت إلي الجنات وخمائل الطيب؟ أم هذا الإنسان لانصيب له عندك إذ ليس في حياته شيء من السوسن؟ أنا أؤمن يارب أنك في بحثك عن الخروف الضال مشيت علي الجبال والتلال والأشواك.... أنا لست في مستوي الجنات وخمائل الطيب. ربما أصل إليها عندما أصطلح معك وأتحول إلي خميلة طيب أو إلي غصن في شجرة مثمرة في جناتك أما الآن فكيف الطريق إليك أين ترعي؟ يجيب الرب في محبته: أنني أرعي في كل مكان... كنت في أتون النار,أرعي الثلاثة فتية في أرض بابل. اهتممت بهم فلم تحترق شعرة من رءوسهم ولم تدخل رائحة النار في ثيابهم ولم ينزعجوا.. ألم ير الناس مع الثلاثة فتية شخصا رابعا شبيها بابن الآلهة؟! لاتخف إذن يا حبيبي إن كنت في أتون النار,كم بالأولي 'إن كانت مجرد ضربة شمس وقت الظهيرة...! إنني أرعاك وسط النار...ولست أرعي فقط وسط السوسن. قيل عن يهوشع في سفر زكريا إنهشعلة منتشلة من النارزك3:2كاد يحترق وسط النار ولكن يد الله-الذي يرعي وسط النار-انتشلته.. مبارك أنت يارب حتي الذين يقعون في النار ويشتعلون لاتتركهم بل ترعاهم هناك وسط النار وتنتشلهم..! وليس وسط النار فقط بل أيضا وسط الوحوش.. قال بولس الرسول حاربت وحوشا في أفسسووسط الوحوش قال له الربلاتخف لايقع بك أحد ليوذيكإن الله يقوم بعمله الرعوي في جب الأسود أيضا كما قام به في أتون النار كما كان يرعي يونان النبي حتي وهو في بطن الحوت!!أتسأل أين ترعي؟ إنني أرعي حيثما توجد أنت حيث الرعية هناك الراعي. كنت في اتون النار في جب الأسود في جوف الحوت أنا معك أرعاك لا أهملك ولا أتركك. ها أنا معكم كل الأيام وإلي انقضاء الدهر. في وسط البحر الهايج السفينة تلاطمها الأمواج وتكاد تغرق ولكن الرب أيضا يرعي وسط الأمواج ينتهرها وينتهر البحر والرياح وينقذ التلاميذ. الله كان يرعي في وسط البحر الأحمر وفي البرية وفي أرض السبي,أتسأل أين يرعي؟هناك في قلبك.. إنه يبحث عنك أكثر مما تبحث عنه وفيما ترفع صوتك هو يستجيب ومهما كنت مغربا هو يرعاك في أرض غربتك كما رعي يوسف في أرض مصر,ودانيال وحزقيال في أرض السبي كل الأرض هي له.. أين ترعي؟سؤال تسأله نفس تريد الوصول إلي الله.هل أصل إليك بالمعرفة بالقراءة بالصلاة بالطقس بالألحان بالاجتماعات؟ أين ترعي؟أين تربض وقت الظهيرة؟لقد جربت كل هذه الوسائل ولم أصل إليك!فما السبب؟ غالبا تكون قد طلبت الطريق ولم تطلب الله الذي يوصل إليه هذا الطريق!طلبت العبادة والمعرفة ولم تطلب الله! كثير من الناس ينشغلون بالوسيلة عن الهدف!يصلون ويصومون ويرنمون ويقرأون ولكن الله ليس في قلوبهم وليس في أهدافهم فاطلب الله وحده حينئذ تجده... يقول الرب للنفس التي تبحث عنهإن لم تعرفي أيتها الجميلة بين النساء فاخرجي علي آثار الغنم. تتبعي آثار الغنم التي مشت قبلك في الطريق نحوي. القديس موسي الأسود كان واحدا من الغنم التي تاهت ثم عرفت الطريق فتتبعي آثاره كذلك أوغسطينوس وبلاجيوس ومريم القبطية. هناك غنيمات سارت في طريق التأمل ووصلت وأخري في طريق الخدمة ووصلت..كل طريق روحي تحبينه ستجدين آثار الغنم فيه,فتتبعيها وسير القديسين لاتنتهي... كما سلك هؤلاء فلنسلك نحن أيضا.. اخرجي علي آثار الغنم وارعي جداءك عند مساكن الرعاةقال لها جداءك ولم يقل خرافك,لأنها نفس خاطئة.. ثم حولها إلي مساكن الرعاة لأنه أقام قادة روحيين لشعبه... |
|