|
 |
 |
 |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
19 - 12 - 2012, 07:20 PM
|
|||||||||||
|
|||||||||||
|
كيف ينمو إيمانك؟
 ومع أنه لاقى نجاحاً عظيماً بينهم، فبعد يومين تركهم، لأنه ينبغي أن يبشر المدن الأخرى أيضاً " (لوقا ٤٣:٤). لقد مضى إلى إقليم الجليل، لكن ليس إلى الناصرة حيث تربى لسبب أنه كان يعلم أنه ليس لنبي كرامة في وطنه، فقد كانوا قساة القلوب. وإن كانوا رغبوا في مجيئه إلى مقاطعتهم، فذلك للإفادة من عجائبه. وفيما هو في قانا جاءه موظف ذو مركز كبير لدى الملك وطلب إليه أن يهبط إلى كفرناحوم ليشفي إبنه المريض المشرف على الموت. ولعل المسيح فرح جداً أن يكون بين مريديه أناس ينتمون إلى الطبقة العليا. كان إيمانه بالمسيح نتيجة لما سمعه من أنباء معجزاته. ولهذا وبخه المسيح بلطف: لا تؤمنون إن لم تروا آيات. ولعل السيد الرب أراد المقابلة بينه وبين السامريين الذين آمنوا ولم يروا. ويبدو أن المسيح بيّن له خطيته لكي يهيئه للرحمة ويشفيه هو أيضاً من ضعف إيمانه. ولكن الرجل احتمل التوبيخ مما يدل على أنه ذو طبع طيب ولم يعتبر التوبيخ إساءة إلى مركزه الخطير، ولا رفضاً لملتمسه. فظل يواصل طلبته بإلحاح إلى أن نجح. لقد آمن بأن المسيح يقدر أن يشفي إبنه المريض، وإنما لم يؤمن بأنه يستطيع أن يقيمه إذا مات. ولهذا قال: انزل سريعاً قبل أن يموت ابني. ولكن يسوع الذي له سلطان ليس على الأمراض فقط، بل على الموت نفسه، قال للأب المضطرب: اذهب إبنك حي. بهذه الكلمة كمّل المسيح النقص في إيمانه. لم ير آيات، ولكنه آمن بأن يسوع قادر على كل شيء وبأن الشفاء تم فعلاً بكلمة قدرته. وإذ كان موقناً بما قاله المسيح، لم يسرع في الذهاب إلى بيته في تلك الليلة. وإنما عاد على مهل هادىء النفس مطمئن البال. ولعل التبطؤ أعطاه فرصة للتأمل بعمق في شخص المسيح. فنضج ايمانه نضوجاً كاملاً. الواقع أن إيمانه تزكى بالمناقشة مع الخدم لدى عودته، عن الوقت الذي حدث الشفاء فيه. لأنه تأكد أنه حدث حين قال المسيح ابنك حي، ولم تتوقف كلمة المسيح عند شفاء الولد من مرضه الخطير، بل امتدت إلى أهل البيت، فآمنوا به جميعاً. لاحظ، أن رب البيت لا يمكنه أن يهب الإيمان لأهل بيته، ولا يمكنه أن يكرههم على الإيمان، ولكنه يمكن أن يكون واسطة في إزالة الموانع، بشهادته لعمل النعمة. ولعل تجديد هذا الموظف الكبير وأسرته حبب إلى المسيح أن يتخذ كفرناحوم مركزاً لنشاطه في الجليل. احفظ: إبنك حي (يوحنا ٥٠:٤). موضوع الصلاة: لنسجد للطبيب الإلهي ملتمسين شفاء ضعف إيماننا. 
|
|
العرض الشجري