رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الأقباط بين الهوية والعقيدة-6 السبت 22 سبتمبر 2012 القمص روفائيل سامي يقف التاريخ دائما متربصا للمواطنة ودعائم الهوية الوطنية متعمدا إظهارها في الوقت المناسب وتحت الظرف المناسب, وعملا بحق التاريخ في ذلك عرفنا في الحلقات الماضية ماهية مصريتنا من ناحية الوطن والأرض والتسمية والحضارة والفنون وكيف كانت مصر مرجعية للعالم كله في التقاويم والاحتفال بالأعياد واحترام نيلها مصدر الخير لكل المصريين وأنشدت له الأغاني والترانيم وأقامت له الاحتفالات وعرف العالم عن طريق كل هذه أول نيروز(مباركة مياه النهر) وفرح النيل بصحبة المصريين وكان يأتي لهم في كل عام بفيضان يكسب الأرض خصوبة وثمارا صالحة يعيش عليها الإنسان في فرح طول العام وتوزيع ثمار الأرض علي كل المصريين في يوم النيروز اعترافا بأنه عيد الخير لمصر, ونقل العالم كله بعد ذلك فكر النيروز إلي بلاده ولكن بقيت مصرأم النيروز الأعظم لأنه أصبح دعامة من دعائم هويتها.. ودعني عزيزي أنتقل بك اليوم في سطور مختصرة عن دعامة أخري من دعائم الهوية المصرية وهي اللغة القبطية(أي اللغة المصرية). تعتز الشعوب بهويتها وأصولها ولايمكن أن تفرط فيها تحت أي ضغوط أو ظروف مهما كانت, فاللغة هي دعامة بل أصل من جذور الهوية لأنها تظهر شخصية الإنسان ووطنيته فهكذا ورد لنا في الكتاب المقدس كيف عرف القائمون في الدهليز خارجا أن بطرس جليلي إذ يقول الكتاب(وبعد قليل جاء القيام وقالوا لبطرس حقا أنت أيضا منهم فأن لغتك تظهرك)مت26:73 لهذا ينسحب الفكر الإنساني علي تصنيف البشر علي أساس لغتهم الأصلية والتي يعتز كل إنسان بها, وفي عصورنا هذه نجد الفرنسيين متمسكين بالفرنسية والألمان بالألمانية والإنجليز بالإنجليزية وهكذا كل شعب يحب لغته الأصلية ويتباهي بها أمام الشعوب إلا بلادنا المسكينة مصر والتي رحبت بكل الوافدين إليها لم يعطها أحدهم الفرصة لكي تتباهي بلغتها ولغة الأجداد التي كانوا يستعملونها منذ فجر التاريخ قبل الميلاد بحوالي3400 وكانوا يكتبون بها علي الأحجار والمعابد والمسلات ويستخدمها الكهنة في عبادتهم والشعب في كتابة عقودهم وخطاباتهم ووثائقهم وعندما جاء الاستعمار اليوناني فرض عليها لغته وحروفه واختلطت بالمصرية القديمة كتابة وبعض الكلمات نطقا وانتشرت اللغة المصرية بحروف يونانية وباتت هذه حتي الآن اللغة القبطية التي يستخدمها كل مصري في حياته العملية والروحية, عموما فاللغة القبطية هي المدخل للعالم كله في كشف الحضارة المصرية القديمة فكانت الكتابة علي حجر رشيد واحدة من أهم اهتمامات الحملة الفرنسية لتتعرف علي مصر وأمجادها وثقافتها وفنونها وحضارتها القديمة, وهكذا الكتابة علي الآثار المنتشرة في البلاد من جنوبها إلي شمالها والمخطوطات التي عثر عليها الآثريون في أماكن كثيرة ومتفرقة علي أرض مصر وحتي الآن مازالوا يكتشفون ويدرسون ويزدادون عمقا في التاريخ المصري الذي يحوي بين أركانه حضارة وعلم وثقافة فقد أخذ اليونانيون عن المصريين الأرقام العشرية والكسور والمعادلات والمتواليات الهندسية وهندسة الحجوم وعرفوا الشمس والأرض والقمر والمثلث الذهبي(هندسة الأرض)وقوانين الدائرة(هندسة السماء) ويقول الدكتور وسيم السيسي في كتابه مصر التي لا تعرفونها في الصفحة رقم166 جمع العلماء أرشيبالد, تشيس, ومانج, وبل36 بردية أصلية خاصة بالرياضيات المصرية وتمتد من3500 ق.م إلي 1000ق.م وقام أرشميدس وقال لم تزدهر حضارتنا إلا في مصر...طاليس أبو الفلسفة عاش في مصر وأفلاطون كذلك أقليدس أبو الهندسة عاش في مصر وفيثاغوراس كذلكومن ما سبق عزيزي القارئ نجد أننا أمام حقيقة ربما يتغافلها البعض وهي كيف انتقلت هذه الحضارة العلمية إلي العالم ألم تكن اللغة هي المحور الأساسي لترجمة حضارة الآباء والأجداد.. وإن كان الأمر كذلك فلماذا نتنصل منها ولماذا ننسب ما يمكن أن نفتخر به ونزهو إلي هوايات أخري بعيده عن مصريتنا ...اللغة المصرية(القبطية)هي لغة وطن وليس لغة عقيدة دينية تعيرك التعصب والابتعاد عنها أنت مصري الوطن ومصر تعيش فيك أما العقيدة فأنت حر حسبما تريد إلا مصر وأرض مصر وحضارة مصر ولغة مصر فأنت ملتزم أن تحافظ عليها وتعمل علي ازدهارها ولا تتنكر لها لأنها لغة الأجداد والحضارات والعالم كله يهتم بها إلا نحن.ولنا فيها حلقات أخري إن شاء الرب وعشنا. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
بين الهوية والعقيدة -8 |
الأقباط بين الهوية والعقيدة-7 |
الأقباط بين الهوية والعقيدة-4 |
الأقباط بين الهوية والعقيدة -3 |
الأقباط ..بين الهوية والعقيدة والمواطنة-1 |